ما جريمة فندق "فيرمونت"؟ من وراء التهديد بالقتل؟ لماذا التعتيم على الملابسات؟
أسئلة ملأت ساحات مواقع التواصل في 29 تموز/يوليو بالتزامن مع إغلاق حساب "AssaultPolice" (شرطة الاعتداءات) الذي ساهم بشكل كبير في إيقاف المُعتدي المصري أحمد بسّام زكي، إذ نشر الحساب الذي يُتابعه أكثر من 170 ألف شخص نحو 50 شهادة (اغتصاب وتحرّش وابتزاز إلكتروني) خاصة بزكي، وشجّع الضحايا على مشاركة قصصهنّ.
أخيراً، علم الحساب بقصة فتاة تعرّضت لاغتصاب جماعي في 21 شباط/فبراير 2014 في فندق فيرمونت بالقاهرة، وأن هناك فيديو مُسرّباً للحادثة يجري تداوله. طالب الحساب بالفيديو (ممن يمتلكه) تمهيداً لاتخاذ إجراءات رسمية ضد المعتدين. والنتيجة كانت تلقّي إحدى القائمات على الحساب تهديدات بقتلها هي وعائلتها.
وأُشيع أن عائلة أحمد بسّام زكي هي من سرّبت اسم إحدى القائمات على الحساب.
وكان الحساب قد نشر الآتي:
"تكملةً للجرائم التي نسمع عنها في هذه الفترة من الطبقة الغنية في مصر، السلطوية الذكورية… جريمة الفيرمونت.
هي واقعة حصلت عام 2014. مجموعة من سبعة شباب ذوي نفوذ كبير، وضعوا مخدّراً لفتاة بمشروبها خلال حفلة، ثم اصطحبوها إلى إحدى غرف الفندق، واغتصبوها بالتناوب، كما صوّروا الاعتداء وهم يتفاخرون به، ثم وقّعوا أسماءهم على مؤخرتها.
هل يمكنكم تخيّل ما الذي وصلنا إليه؟
هناك أدلّة على أن الجريمة شملت أكثر من فتاة. وجميعهنّ لم يتحدثن خوفاً من سلطة المغتصبين وتصويرهم الواقعة.
إن كان لديك الفيديو، لأي سبب، نتمنى أن تُشاركه معنا. لن تتورّط بالجريمة إن لم تكن جزءاً منها. وإن كنت جزءاً من الجريمة، ولديك معلومات، نتمنى مشاركتها. لن نصرّح بهوية أي شخص مسّته الجريمة". (انتهى منشور الحساب).
"سبعة شباب ذوو نفوذ كبير، وضعوا مخدّراً لفتاة في مشروبها ثم اصطحبوها إلى إحدى غرف الفندق واغتصبوها بالتناوب"... عيّنة ممّا يُقال عن "جريمة فندق فيرمونت" في مصر
بالتزامن مع انتشار التفاصيل، تصدّر "فيرمونت" أكثر الأسماء بحثاً على الموقع الإباحي PornHub، وهو ما دفع بالناشطة فضيلة خالد إلى أن تعلّق: "وعاملين فيها قضاة، وبتوع ربّنا؟ شعب مريض".
عصابة المغتصبين في القاهرة
بعد إغلاق حساب "AssaultPolice" مؤقتاً، أُعلن عن حساب "GangRapistsofCairo" (عصابة المغتصبين في القاهرة) الذي "سيُتابع نشر معلومات عن جريمة فيرمونت". وكشف الحساب عن أسماء ستة متورطين في الحادثة. ولفت إلى أن المعتدين "أسسوا مجموعة على WhatsApp لمشاركة فيديوهات توثق اعتداءاتهم على 12 ضحية".
وأضاف الحساب: "أخيراً جاء اليوم الذي أصبحت النساء في مصر متمكنات، قانونياً، من كشف حقيقة ما جرى لهن".
ونُشرت شهادة لضحية، حُجب اسمها بناءً على طلبها، قالت فيها: "الرجاء إبقائي مجهولة الهوية. أنا إحدى الضحايا. كلنا التزمنا الصمت وقد قررنا البقاء هكذا، ولكن إن تلقى أي من المدافعين عنّا تهديداً بالقتل، فهذا سيدفعنا لكسر الصمت واتخاذ الإجراءات الرسمية. فلنبقَ هادئين. علينا التأكد من سلامة القائمات على حساب 'AssaultPolice'".
وانتشر مقطع تسجيلي لأحد المعتدين وهو يهدد ضحية مستخدماً أسلوباً مهيناً وألفاظاً نابية.
ووسط تعتيم إعلامي مريب، أصدر المجلس القومي للمرأة بياناً في 29 تموز/يوليو بشأن تعرض بعض الفتيات للتهديد، قائلاً فيه إنه على دراية بأن هناك تهديدات شملت حسابات تنشر وقائع لفتيات تعرضن للإيذاء والاعتداءات الجنسية. وأكد وقوفه "بجوار كل سيدة وفتاة تتعرض لأي شكل من أشكال التهديد"، مشيراً إلى "ضرورة التواصل مع المجلس على رقم مكتب الشكاوى '15115' بغية اتخاذ الإجراء اللازم".
ما جريمة فندق "فيرمونت"؟ ومن وراء التهديد بالقتل؟ ولماذا التعتيم الإعلامي على ملابسات الفضيحة؟
"أبشع جريمة"
في سياق متصل، علّق على الواقعة المخرج المصري عمرو سلامة: "لو ذرّة من هذه القصة حقيقية، إن لم تكن كلها، فهذه ربما أبشع جريمة في مصر منذ فترة طويلة".
ولفت إلى أن هذه الجريمة أهم من مليون جريمة أخرى تلاها التحرك القضائي على نحو سريع، مثل مطاردة فتيات التيك توك ومعاقبة سما المصرية. وأضاف: "واجب على كل صاحب سلطة في مصر أن يبحث خلف الواقعة. واجب على الإعلام أن يقوم بدوره ويظهر لنا الحقيقة. ومن يتقاعس هو شريك ومغتصب".
وغرّدت الإعلامية رضوى الشربيني التي اشتُهرت بدعمها المرأة وقضاياها أن المعتدين يعتقدون أن "الدنيا زي زمان"، ولهذا يكررون تهديداتهم للضحايا، مضيفة: "إلى كل فتاه تم اغتصابها في الحادثة الشهيرة... محدش يخاف، واللي عنده دليل يبعت".
وكتب الممثل أحمد مالك أن إغلاق حساب "AssaultPolice" خبر حزين، و"هذا يُثبت خطورة الموقف"، متمنياً أن ينال المعتدون عقابهم. ووجّه إلى القائمات على الحساب رسالة مقتضبة، منها: "قلبي وعقلي معكنّ".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...