قبل يومين، أطلقت مجموعة من القادمين الجدد، أي الذين وصولوا إلى السويد في الأعوام العشرة الأخيرة، أوّل تحالف جمعيات عمل مدني تحت اسم اتحاد موزاييك.
والاتحاد موجّه للناطقين باللغتين العربية والسويدية، وعبارة عن شبكة وطنية مكونة عند التأسيس من ثماني جمعيات، تتضمن شبكة احترافية للمهندسين في السويد، بالإضافة إلى شبكة الدعم الأكاديمي للطلاب.
في بيان صحفي نُشر على الموقع الرسمي للاتحاد، يُشير المؤسسون إلى أن فكرة الاتحاد بدأت منذ زمن طويل، حيث كانت عبارة عن أفكار تظهر وتختفي حسب الحاجة، حتى وصل الأمر إليهم، وعندها قرروا البدء بتحويل الفكرة إلى عمل على الأرض يصب في الصالح العام.
وأضافوا: "نحن نهتم بترسيخ مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية والجندرية، ونبتعد عن كل ما يدعو للعنف، التطرف أو العنصرية، كذلك نُقاوم بكل الأدوات التي نملكها خطاب الكراهية والانقسام. الاتحاد ليس مرتبطاً بشكل مباشر أو غير مباشر وبأي شكل من الأشكال بأي طرف حزبي أو ديني أو سياسي، في أي مكان".
يهتم اتحاد موزاييك للقادمين الجدد في السويد بترسيخ مبادئ المساواة والعدالة والعدالة الاجتماعية والجندرية وينادي بالابتعاد عن كل ما يدعو للعنف، التطرف أو العنصرية، ويقاوم خطاب الكراهية والانقسام
كيف بدأت فكرة الاتحاد؟
يتحدث إياد شهاب، مترجم و طالب تكنولوجيا معلومات، يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة، لرصيف22 عن فكرة تأسيس الاتحاد: "بدأت الفكرة بسبب الحاجة الماسة لوجود تجمع مدني للناطقين باللغة العربية، غير متحيز، يعمل بطريقة منظمة لخلق تأثير بالمجتمع المضيف ويغطي جغرافية السويد".
ويضيف: "غياب هذه المنصة دفعني لكتابة منشور على أحد الصفحات التي تهتم بشؤون الجالية العربية، يحمل تساؤلاً: هل يمكن أن نوجد تجمعاً للناطقين باللغة العربية تحت مظلة واحدة، ونشكل تجمعاً مؤثراً في بلد تسوده التعددية مثل السويد، و نكون ناجحين على الصعيد الجماعي بنفس قدر نجاحنا على المستويات الفردية".
إياد شهاب، رئيس مجلس إدارة اتحاد موزاييك لرصيف22: اسم موزاييك جاء للدلالة على التنوع الإيجابي الذي تتميز به الجالية العربية في السويد، ما يغير الصورة النمطية عن القادمين الجدد ويحدث تغييراً باتجاه اندماج حقيقي
بدأنا بفريق تأسيسي مكون من عشرين شخصاً، حيث قمنا بوضع تصور عام لشكل الاتحاد، الأهداف والقيم، وأنجزنا نظاماً داخلياً فريداً، مستفيدين من خبراتنا السابقة في العمل التطوعي، حتى وصلنا إلى مئة شخص كفريق تأسيسي.
لكن لماذا موزاييك ؟
يجيب إياد: "اسم موزاييك جاء للدلالة على التنوع الإيجابي الذي تتميز به الجالية العربية في السويد".
ويرى إياد بأن أمام الاتحاد فرصة جيدة لتغيير الصورة النمطية عن القادمين الجدد، وإحداث تغيير إيجابي في الأفكار والدفع باتجاه اندماج حقيقي في الاتجاهين.
سارة رزق، طالبة طب، مقيمة في مدينة غوثنبيرغ غرب السويد، وتشغل منصب المتحدث الرسمي باسم الاتحاد، ترى بأن وجود شبكة دعم أكاديمي للطلاب في المراحل الدراسية العليا داخل الاتحاد، ستساهم بشكل كبير في تسهيل مهمة الدارسين في فهم النظام التعليمي في السويد، بالأضافة إلى ذلك ترى سارة بأن "موزاييك تُشكّل مداراً تفاعلياً من خلال منتديات وحلقات نقاش وورش عمل وطاولات مستديرة وتجمّعات ومداخلات فردية، وإنشاء شبكات تبادل الخبرة والإرشاد التي تُمكّن صنّاع التغيير والمواهب الناشئة من مواجهة التحدّيات المجتمعية السائدة، عن طريق تصميم وتنفيذ البرامج والنشاطات الاجتماعية والتربوية والرياضية والكشفيَّة، التي تهدف لتعزيز الاندماج وتنمية الأعمال وتطوير قدرات ومعارف الأفراد".
في المقلب الآخر، تؤكد سارة على أن اتحاد موزاييك يحترم الاختلاف، حيث سيعمل صلة وصل بين المجتمعين العربي والسويدي.
لمياء العبد الله، مهندسة نظم معلومات، مقيمة في مدينة سوندسفال وسط السويد، وتشغل منصب رئيس مجلس إدارة "موزاييك- فاسترنورلاند"، وفي حديث لرصيف22، تشير أنه من بين الملفات التي يهتم بها الاتحاد هو تعزيز دور المرأة العربية من القادمين الجدد في الفضاء العام على مستوى السويد.
في هذا السياق تقول لمياء: "نرغب في الاتحاد بدعم وتمكين النساء من خلفيات مهاجرة، والحركات الشبابية والمجتمعية الناشطة في السويد، لبناء شراكات وتحالفات مدنية، ونرحّب بالأفراد والمؤسسات على اختلافهم، بمعزل عن انتماءاتهم الاجتماعية، الدينية أو السياسية. وهي تفتح باب الانضمام أمام الجميع، كما وتمنح عضويتها على أساس الكفاءة والتميز".
وتضيف: "سيعمل الاتحاد على تعميق النقاش حول مفهوم الهوية، زيادة مساحة الحريات العامة وتوسيع البيئة التمكينية للمجتمع المدني العربي في السويد، لتحقيق المشاركة المدنية الفاعلة والمنتجة والديمقراطية، لتكون مؤثرة في السياسات العامة ومنفتحة على الثقافات الأخرى ومتفاعلة معها، مع المحافظة على التراث الحضاري والثقافي الخاص بنا".
من يضم موزاييك؟
يضم الاتحاد مجموعة من المهندسين والأطباء والصحفيين والاقتصاديين والمعلمين والإداريين في السويد، الذين أظهروا قدرة كبيرة على التكيف والمرونة، كذلك يتمتعون بمعرفة واسعة في مجالات العمل والتوظيف والاندماج، إلى جانب المعرفة الأكاديمية التي ستقدم لخدمة أعضاء الاتحاد.
المهندس حسن الحمصي، مدينة كاليكس أقصى شمال السويد، على الحدود الفنلندية، يُدير مع مجموعة من المهندسين السوريين والعرب، تجمع "المهندسيين -موزاييك" الذي يضم حوالي ألف مهندس، سواء من الخريجين أو من الذين مازالوا على مقاعد الدراسة في الجامعات السويدية، منهم من بدأ خوض غمار المهنة وبعضهم مازال يسعى لذلك. يرى بأن تأسيس الاتحاد هو نقلة نوعية في العمل المدني المنظم الذي يشمل جميع شرائح المجتمع، وكون أهداف تجمع المهندسين ورؤاه تتمثل في أن نكون قوة فاعلة في سوق العمل وفي مجتمعنا الجديد، وأن نتكاتف لنذلل كل الصعوبات والعوائق لدخول سوق العمل السويدي.
هذه الأهداف والرؤى تتلاقى مع أهداف ورؤى اتحاد موزاييك ،لذلك كان لنا الفخر بالمشاركة في تأسيس الاتحاد ومنذ الخطوات الأولى، لما وجدنا فيه من فرصة لتحقيق التكامل الذي نسعى إليه، بما يلبي ويساهم في تحسين وضع الناطقين باللغة العربية، من خلال تقديم المعلومات المجتمعية. لذلك نقوم في شبكة المهندسين بتنفيذ وترتيب العديد من ورشات العمل المهنية المتخصصة والمقسمة حسب الأولوية والحاجة. كذلك نقدم الاستشارات والمساعدات اللازمة للباحثين عن عمل، وكذلك لقاءات تبث بشكل حي، نستضيف من خلالها عدداً من المختصين في مجالات عدة، تهم زملاءنا المهندسين ونشر فرص التدريب وفرص التعليم والابتعاث على موقعنا الإلكتروني.
الهويات والحريات العامة
بدأ تأسيس الاتحاد في الشهر العاشر ، سنة 2019، وكانت الإنطلاقة الرسمية في الشهر السابع، سنة 2020. ومن أهدافه العمل على تعميق النقاش حول مفهوم الهوية، وزيادة مساحة الحريات العامة وتوسيع البيئة التمكينية للمجتمع المدني العربي في السويد، لتحقيق المشاركة المدنية الفاعلة والمنتجة والديمقراطية، لتكون مؤثرة في السياسات العامة ومنفتحة على الثقافات الأخرى ومتفاعلة معها، مع المحافظة على التراث الحضاري والثقافي الخاص بنا.
يهدف الاتحاد إلى تعزيز حضور الجالية الناطقة باللغة العربية في السويد، وترسيخ حرياتهم وحقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في إطار سيادة القانون ودولة المؤسسات، في سبيل بناء مجتمع ثقافي متنوع يلعب دوراً محورياً في القضاء على عزلة الناطقين باللغة العربية
يهدف الاتحاد إلى تعزيز حضور الجالية الناطقة باللغة العربية في السويد، وترسيخ حرياتهم وحقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في إطار سيادة القانون ودولة المؤسسات، في سبيل بناء مجتمع ثقافي متنوع يلعب دوراً محورياً في القضاء على العزلة، وتقديم الدعم المطلوب للناطقين باللغة العربية.
وفي الختام، يؤكد إياد "الاتحاد ليس ملكنا، و إنما هو منصة لكل من يرغب في إحداث الاندماج الفعال و الإيجابي. ونرى أن هذا حلاً ممكناً لأزمة التمثيل والهوية التي نمر بها حاليا في السويد. نرغب في الاتحاد بدعم وتمكين النساء من خلفيات مهاجرة والحركات الشبابية والمجتمعية الناشطة في السويد، لبناء شراكات وتحالفات مدنية، و نرحّب بالأفراد والمؤسسات على اختلافهم بمعزل عن انتماءاتهم الاجتماعية أو الدينية أو السياسية".
يفتح اتحاد موزاييك باب الانضمام أمام الجميع، كما ويمنح عضويته على أساس الكفاءة والتميز، ويتبع أسس المساواة والتنوّع، ويساهم بالتالي في تقديم صورة إيجابية عن هوية الجالية العربية.
يقول إياد "في موزاييك ندعم و نحتفي بالتميّز، و نكرّم المبدعين و الملهمين في مجالات الثقافة، والتعليم، والعلوم، والبيئة، والأعمال الخيرية، والمجتمع والاقتصاد".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.