شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
لماذا نقرأ صادق جلال العظم اليوم؟

لماذا نقرأ صادق جلال العظم اليوم؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 28 مارس 202111:11 ص


يوصف الدكتور صادق جلال العظم بأنه "مفكّر إشكالي"، ويقصد بهذه التسمية عند أنصار الفكر الديني والإيديولوجيا الغيبية أنه معاد للغيبيات وتفسير العالم، وخصوصاً الهزيمة العربية، بأنها امتحانات إلهية سقطنا فيها ويجب قبولها كما هي، بينما هو مفكّر شديد الالتصاق بقضايا أمته، أثار عاصفة جدلية لأنه لم يرض بما رضي به الباقون، ووقف علانية في وجه مروجي الفكر الغيبي كما في وجه الطغاة، ودافع بقوة عن حرية الرأي وقدّم تحليلاً موضوعياً للأسباب التي أدت إلى هزيمة 1967، والنتائج التي تلتها في المجتمع العربي.

من الضروري للغاية إعادة قراءة ما قدمه الدكتور العظم من تحليلات حالياً خصوصاً بعد ثورات "الربيع العربي" الموءودة، التي فشلت بسبب ركوبها مركب الأسلمة والتطرّف، وقادت إلى كوارث محققة من إعادة إنتاج الأنظمة السابقة أو إلى مجازر لمّا تنته بعد

وبالتالي، من الضروري للغاية إعادة قراءة ما قدمه الدكتور العظم من تحليلات حالياً خصوصاً بعد ثورات "الربيع العربي" الموءودة، التي فشلت بسبب ركوبها مركب الأسلمة والتطرّف، وقادت إلى كوارث محققة من إعادة إنتاج الأنظمة السابقة أو إلى مجازر لمّا تنته بعد.

مازلنا بحاجة إلى صادق جلال العظم ليظهر لنا كيف أن ثورات شعوب عانت من الطغيان لأكثر من 50 عاماً فشلت في إنتاج نظم جديدة تحترم الإنسان وحقه في التعبير والاعتقاد، مازلنا بحاجته لنرى أسباب "هزيمتنا" الجديدة في ميدان الثورات، ولنشاهد بأم العين عبر مرآة "نقده الذاتي" شخصية "الفهلوي" الذي يظن أنه بشعار مستلب من بطن الكتب الإسلامية وببندقية مستأجرة من دولة أخرى يستطيع أن ينجز ثورة ضد واحد من أعتى الأنظمة في العصر الحديث، وعلى الجانب الآخر الذي لا يختلف عنه، "الفهلوي" في السلطة الذي يظن أنه عبر ادعاء البراءة والمظلومية يستطيع أن يهرب من غضب الشعوب ومن جرائمه العديدة التي ارتكبها نظامه.

مازلنا بحاجة لفكر نقدي كفكر صادق جلال العظم الذي دشّنه بالنقد الذاتي والذي لا يعتبر "عادة عربية" أصيلة، إذ لا يعترف أحد بمسؤوليته عما آلت إليه الأمور

مازلنا بحاجة لفكره النقدي الذي دشّنه بالنقد الذاتي والذي لا يعتبر "عادة عربية" أصيلة، إذ لا يعترف أحد بمسؤوليته عما آلت إليه الأمور، ولماذا فشلت أنظمة "القومية العربية" في إنجاز تحديث الدولة والمجتمع، ومن بعدها، لماذا فشلت ثورات الربيع العربي في الهروب من حفرة العسكرة والتطيّف.

الدكتور العظم الذي لم يكف عن إثارة الماء الراكد والآسن عبر حياته الفكرية كان، ورغم إقامته خارج بلده سورية، يرفض أن يتعالى على واقع بيئته، وكان شديد القرب منها، يتحدى طغاتها ويفنّد مقولات "علمائها"، محافظاً على حريته وحرية غيره بالتغيّر والتغيير وإبداء الرأي.

مات في برلين لكن عقله النقدي مازال يعيش في دمشق، متنفساً هواءها ومدافعاً عن حقها في التنفّس والحرية.

أبرز مؤلفات الدكتور صادق جلال العظم

النقد الذاتي بعد الهزيمة 

يعتبر هذا الكتاب أحد أهم الكتب التي صدرت بعد هزيمة 1967، التي هزّت العالم العربي، وفيه يبحث الدكتور العظم في أسبابها ونتائجها، ويقدم تحليله للآراء التي سادت بعد الهزيمة لبعض المفكرين العرب.

وأعيدت طباعته عدة مرات آخرها في عام 2007، ذلك أن بعض ما جاء فيه يمكن أن يشكل درساً مهماً للأجيال المعاصرة لترى أين تقف من العالم وأين يقف العالم منها.

كتاب "نقد الفكر الديني" 1969

في هذا الكتاب يتناول الدكتور العظم الصراع بين العلم والدين، ويظهر أن الأديان بنيت على أساطير مكررة لا تصلح لتفسير العالم ولا لتهيئته كمكان صالح للعيش.

ويؤكد على أهمية الفكر العقلاني العلماني الذي يبتعد عن الغيبيات ويحفظ حريات الناس ويبنى الدول.

مات في برلين لكن عقله النقدي مازال يعيش في دمشق، متنفساً هواءها ومدافعاً عن حقها في التنفّس والحرية... لماذا يجب أن نقرأ صادق جلال العظم اليوم

كتاب "في الحب والحب العذري" 1981

يعالج الدكتور العظم بعض الأوهام الاجتماعية السائدة في العالم العربي حول دور المشاعر في الحياة اليومية، وينتقد الأعراف الاجتماعية التي أدت لسيادة أساطير تتعلّق بالخوف من الحب والجنس، ويدافع عن حق المرأة بتقرير حياتها وامتلاكها لجسدها.

كتاب "ذهنية التحريم" 1992

ينتقد العظم في هذا الكتاب في قسمه الأول في هذا الكتاب نظرة المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد للاستشراق الغربي الذي يرى أن هناك طبيعة واحدة ثابتة للشعوب العربية مقابل طبيعة أخرى ثابتة للشعوب الغربية وهذا التمايز ثابت وغير قابل للتغيير، ويضيف الدكتور العظم وجهة نظره حول وجود هذا الاستشراق عند مفكري الشرق أيضاً بطريقة معكوسة، كإدوارد سعيد نفسه.

وفي قسمه الثاني يخوض دفاعاً شرساً عن رواية سلمان رشدي " آيات شيطانية" وفتاوى التحريم والدعوة إلى قتل الكاتب التي صدرت من مرجعيتين متنافستين، شيعية وسنية في العالم الإسلامي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image