في ظل ما يتعرّض له عدد من المعتدين جنسياً في مصر حالياً، على رأسهم الطالب الجامعي أحمد بسّام زكي، نشر مخرج الإعلانات والمؤدي تميم يونس بياناً أكد فيه أنه سيُقاضي من اتهمه بالتحرّش بفتيات على مواقع التواصل.
وكتب ببيان، في 6 تموز/يوليو، حذفه في ما بعد، أن غرضه من البلاغ هو توجيه رسالة مفادها أنه "لا يجوز أن يكون الفنانون صيداً سهلاً لمن يصطاد في الماء العكر". وأشار إلى أن الغرض من البلاغ أيضاً "التبرّع بكل ما سيحصل عليه من تعويضات طالب بها، وهي 10 ملايين جنيه (نحو 624 ألف دولار أمريكي)، إلى المجلس القومي للمرأة، "تقديراً منه لدوره المهم الملموس في مواجهة قضية التحرش بالفتيات".
وكانت الممثلة والمخرجة عايدة الكاشف قد قالت بالتزامن مع طرحه أغنية "سالمونيلا" في مطلع العام الجاري، إن يونس تحرش بها.
وجاء منشورها عقب طرحه الأغنية التي اعتبرت بأنها تحرّض على العنف ضد المرأة، وتروّج لعدم تقبّل "رفض المرأة". تقول بعض كلماتها "عشان تبقي تقولي لأ".
وكتبت الكاشف آنذاك:
"حاولت جاهدةً ألا أفتح أبواب جهنّم عليّ، ولكن لا ينبغي لأي امرأة أن تُحارب وحدها. عشت تجارب مقززة مع تميم، بدأت بما اعتبرته مجرد غزل أو استلطاف، ووصل الأمر إلى حد أنني دفعته عنّي مرّات عديدة ثم هددني باختراق هاتفي.
ولأكن صريحة، سامحته على ما فعله وبقينا صديقين حتى بدأ بالتهديد لعدة أسباب، من بينها أني شخص طيّب، صدق أو لا تصدق، واعتقدت أنه طيّب أيضاً. ولأنه كان يقول إنه يعاني ظروفاً سيئة تدفعه للتصرف وكأنه شخص آخر. حصل ذلك بين عامي 2016 و2017.
قال لي أصدقاء مشتركون إنه يحاول إصلاح نفسه. لن أكتب أكثر لأنني لا أريد، ولكن رسالتي لتميم: اعتذر وحاول أن تستمع، وقدّم المساعدة. هذا كل ما ينبغي فعله".
"عشت تجارب مقززة مع تميم، بدأت بما اعتبرته مجرد غزل أو استلطاف، ووصل إلى حد أنني أحاول أن أدفعه عنّي لمرّات عديدة"... جدل يُثيره تميم يونس بتوعدّه مقاضاة من يتهمه بالتحرّش
"يلعب دور الضحية"
لهذا السبب، قوبل بيان يونس عن تقديمه بلاغاً بشأن من يُشهّر به بعبارات غاضبة ومُستهجنة من قبل ناشطات وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، منهم منى سيف التي وجّهت إليه رسالة، مما جاء فيها: "مخضوض من موجة الهجوم عشان شهادات الاغتصاب الخاصة بضحايا أحمد بسام زكي، تبعت تعتذر للناس اللي أنت تعديت عليهم وتحرشت بيهم أو تعاملت معاهم أي تعامل مش مريح قبل كدة، لكن البجاحة مش ممكنة... تروح تقدم فيهم بلاغات وتعرضهم لتهديد".
وخاطبت أصدقاء يونس، طالبةً منهم مواجهته بدلاً من تركه "يلعب دور الضحية". وأضافت: "عيب عيب أوي في لحظة زي دي يستغلها ويحولها عنه ويعمل شو (عرض) لصالحه بدل ما يسمع شهادات الستات ويراجع نفسه ويشوف إزاي ممكن يبقى سبب أذى عن قصد ومن غير قصد".
وكتبت منى أنها تتمنى حين تكتب ضحيةٌ شهادتَها عن تحرش أو مضايقة تعرضت لها من قبل شخص معيّن، أن يحاول المتحرش فهم الأذى الذي تسبب به، ويُراجع ضميره، ويهتم بتعافي الضحية بدلاً من تبرئة نفسه وإنقاذ سمعته وانتظار مشورة المختصين لحماية نفسه بالقانون.
في سياق متصل، قال الناشط محمود صابر: "يا تميم أنت سبب ونتيجة، أنت جزء من الدائرة ونتاج قميء لثقافة التحرش العامة. ضربتك الاستباقية دمها يلطش زي أغنيتك سالمونيلا الحقيرة".
"يا تميم أنت سبب ونتيجة، أنت جزء من الدائرة ونتاج قميء لثقافة التحرش العامة"... جدل يُثيره تميم يونس بتوعدّه مقاضاة من يتهمه بالتحرّش
"لو الستات عايزة تغير حاجة بتغيرها"
عقب تلقيه آلاف التعليقات التي وبّخته، سحب يونس بيانه. وبعد عدة ساعات، حذف أغنية سالمونيلا. وكان قد أوضح سابقاً أن الأغنية ساخرة، هدفها تسليط الضوء على الفئة التي لا تتقبل رفض النساء لها.
وقال في فيديو نشره على انستغرام: "أنا لست مغنياً، وما دفعني لطرح أغنية 'سالمونيلا' وقبلها 'أنت أي كلام' هو أنني أردت الحديث عن هذه المواضيع التي لم يتطرّق إليها أحد من قبل، بشكل كوميدي. أردت إظهار الحقيقة التي نعيشها في الأغنية. كنت أعمل هذا حينما أُرفض، وغيري كان يعمل هذا".
وأضاف: "لو أنا صح بنسبة 50% وغلط بنسبة 50%، أنا مسامح بالـ50% بتاعتي. وممكن يكون الموضوع تبرّع مني أني أثبت أنه لو الستات عايزة تغير حاجة بتغيرها".
وعلّق على البيان الذي نشره، ومن ثم حذفه: "الموضوع خرج من الأغنية، وبدأ باتهامات شخصية... أنا آسف للعالم اللي شافت أني بسحب الضوء. وفعلاً مش وقته الحاجات الشخصية دلوقتي".
وختم: "الستات شالت سالمونيلا يا جماعة مبروك عليكم".
وتعليقاً على حذف الأغنية، واصلت الناشطة الحقوقية سيف نقدها: "يشيل الفيديو، وبدل ما يعترف أنها اغنية معفنة، يحول الموضوع كأنه بيعمل جميلة للستات... يقدم بلاغ ويطلع بيان تهديد عشان بنات حكوا شهاداتهم عن تحرش وأذى طالهم منه وعلى فترات وما فيش لحظة وقف يراجع نفسه فيها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع