شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"غالبية فتيات العالم العربي تعرضن للتحرّش"... شخصيات عامّة تقف ضدّ الاعتداءات الجنسية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 6 يوليو 202002:19 م

أفصحت عشرات الفتيات في مصر، منهنّ قاصرات، عن تعرّضهنّ لاعتداءات جنسية من قبل طالب جامعي اسمه أحمد بسّام زكي، قُبض عليه السبت 4 تموز/يوليو، بعد يوم من تلقي النيابة العامة شكوى إلكترونية من إحدى الضحايا.

وأبلغت الفتاة عن تهديد الشاب لها لممارسة الجنس معها، عام 2016. وتزامنت الشكوى مع ظهور نحو 50 شهادة (اغتصاب وتحرّش وابتزاز إلكتروني)، مُوثّقة عبر حساب "AssaultPolice" (شرطة الاعتداءات) على انستغرام المتخصص بـ"إيقاف اعتداءات أحمد". 

ونشر الحساب الذي يُتابعه اليوم نحو 150 ألف شخص، شهادات ضحايا، ومقاطع صوتية منسوبة إلى المتهم. 

ولا يزال الحساب ينشر شهادات ضحايا يمسكن عن ذكر أسمائهن. ووصل عدد اللواتي تواصلن مع الحساب إلى 93.

اللافت والمؤلم أن الغالبية العظمى من الفتيات لم يُبلغّن عن الاعتداءات بشكل رسمي عند حدوثها، خوفاً من محيطهنّ، أو نزولاً على منعه لهن، وهو طالما رمى اللوم على المرأة وإن كانت ضحية، وهذا ما دفع بشخصيات عامة إلى تشجيع الفتيات على كسر صمتهنّ.

تعرّضتُ للتحرّش

"نعم تعرضتُ للتحرش. كلمة ترددها سراً كل امرأة من سنوات طويلة حتى هذه اللحظة،ًوكأنها شبح يطاردنا في كل مكان. حادثة الشاب الذي تحرّش بأكثر من فتاة ليست فردية بل هناك الآلاف مثل هذا الشاب يبيحون لأنفسهم التحرش بأنواعه لمجرد أنهم الأقوى، وهذا غير صحيح!".



تعود هذه الكلمات للممثلة رانيا يوسف التي تحدثت في سلسلة تغريدات عن تعرّضها للتحرّش الكتابي واللفظي بشكل يومي عبر منصات التواصل الاجتماعي من قبل شباب "يستبيحون" التحرّش خلف الأجهزة، كما يفعلون ذلك في أماكن العمل والمواصلات وغيرها.

وأشارت يوسف إلى أن ما يدفع هؤلاء إلى التحرّش هو علمهم بأن "ليس لهذا التحرش رادع". وطالبت بـ"قانون رادع وسريع للتحرش بكل أنواعه في مصر"، كما حثّت الفتيات على عدم الخوف، والتقدم ببلاغ فوري ضد كل متحرّش ومواجهته. 

ونشرت عيّنة من رسائل مسيئة سبقت أن تلقتها، مع نشر صور أصحابها وأسمائهم، وعلّقت: "#ماتخافيش #افضحي_متحرش".

"من أكتر الحاجات اللي عاملة مشاكل في استيعاب الفرق بين ممارسة الجنس الطبيعية وبين التحرش والاغتصاب، هي فكرة الناس هنا عن الجنس بشكل عام إنه فاعل ومفعول به...". 

فخورة بهذا الجيل من البنات

ومن الفنانات اللواتي لم يلتزمن الصمت، التونسية هند صبري التي نشرت صورة لعبارة NO MEANS NO (لا، تعني لا)، وكتبت: "قضية التحرش التي تشغل الرأي العام المصري والعربي هذه الأيام، تكاد تجزم أن معظم فتيات العالم العربي والعالم كله -ما عدا قلة محظوظة- تعرضن ولو مرّة لتحرش لفظي أو جنسي وكتمن الواقعة خوفاً من مجتمع غير عادل".



وقالت إنها "فخورة بهذا الجيل من البنات الذي كسر حاجز الصمت"، لأن "التحرش والعنف الجنسي عار على الذي يقترفهما، لا عليكِ أنتِ".

ووجّهت الشكر "لكل الفتيات اللواتي خرجن عن صمتهن من أجل كرامتهن ومن أجل كرامة الأخريات، ولكل الرجال المحترمين الذين يساندونهن".

وختمت: "#مش_غلطتك #أنا_زادة (#أنا_أيضاً)". 

واستُلهمت "أنا زادة" و"أنا أيضاً" من حملة Me Too العالمية التي أطلقتها الممثلة الأمريكية أليسا ميلانو عام 2017 لفضح التحرش الجنسي بعد كشف تعرض عدة ممثلات للتحرش من قبل المنتج هارفي واينستين. واكتسح هاشتاغ "MeToo#" منصات التواصل في العالم كله لرصد معاناة ضحايا التحرّش. 

"اللي خايفة تروح، أنا هروح معها أي حتّة"

"قضية التحرّش والاغتصاب أصبحت قضية رأي عام. ليست قضيتك وحدكِ. قضية اهتمت بها الدولة، واهتم بها المجلس القومي للمرأة، والنائب العام والإعلام وأنا. قد يخرج الجاني من هذه القضية 'مثل الشعرة من العجين' لو لم نُبلّغ. يُقال إن هناك امرأة واحدة فقط قدّمت بلاغاً". 

هذا ما قالته في مقطع فيديو الإعلامية رضوى الشربيني التي اشتُهرت بدعمها المرأة وقضاياها. حثّت الفتيات الضحايا على التبليغ عبر الخط الساخن للمجلس القومي للمرأة 15115 أو عبر رقم الواتساب الذي خصصه المجلس: 01007525600.



وحضّت الشربيني الضحايا على الإفصاح وعدم الخوف، قائلةً: "اللي مش عايزة تدق أي باب، أنا موجودة. اللي خايفة تروح أنا هروح معها أي حتّة". 

وكانت قد كتبت في تغريدة أنها مع أي ضحية، وأنها مستعدة "لرفع قضية على حسابها". ولفتت إلى أن "سرعة البلاغ الآن هتفرق كتير".

"الجنس ليس فاعلاً ومفعولاً به"

وكان للسيناريست مصطفى حلمي رأي في المسألة، إذ نشر نصاً لقي تفاعلاً واسعاً، مما كتب فيه:

"من أكتر الحاجات اللي عاملة مشاكل في استيعاب الفرق بين ممارسة الجنس الطبيعية وبين التحرش والاغتصاب، هي فكرة الناس هنا عن الجنس بشكل عام إنه فاعل ومفعول به.

وإحنا صغيرين اتعلمناها كده... لأننا ماتعلمناش الجنس ده إيه من أهالينا لما قعدوا شرحوا لنا واتكلموا معانا - لا سمح الله - وإنما من مصادر تانية زي قصص الأصحاب الصيّع وعلاقاتهم مع بائعات الهوى، أو الخادمات، أو من الأفلام الإباحية".



ولفت إلى أنها "كلها مصادر سيئة، وعلاقات غير سوية"، وأن "السيناريوهات التي تُنتج منها هي 'إزاي تاخد اللي أنت عايزه من الفريسة اللي مش عايزه يتم صيدها'".

ورأى حلمي أن الخلل يكمن في انعدام الثقافة الجنسية، وعدم تعليمها بشكل سوي، واعتقاد الغالبية العظمى بأن هذا هو الشكل الوحيد للجنس وهو ما دفع نساء "للاستسلام" بحسب تعبيره. 

"ولما حد يفضح فعلته الشنعاء، تلاقي متعاطفين كتير معاه مش فاهمين فين المشكلة وشايفين الموضوع كله مبالغة، لأنهم زيه، واتعلموا نفس الحاجه"، وفق حلمي.

"كتلة هرمونات مش عارفين يسيطروا على نفسهم؟ معقولة نعاملهم زي الكلاب والقطط؟"... شخصيات عامة تقف ضدّ الاعتداءات الجنسية 

"كتلة هرمونات؟"

"بدايةً، المرأة ليست حلوى مكشوفة ولا بطيخة مفتوحة".

هكذا بدأ الإعلامي الساخر باسم يوسف حديثه في مقطع فيديو نشره بالتزامن مع قضية الطالب المعتدي، مخاطباً الباحث في شؤون الأديان والمذاهب في الأزهر عبدالله رشدي: "مفيش سبب للتحرش غير سبب واحد وهو المتحرّش". 



وجاء فيديو يوسف بعدما كتب رشدي في منشور: "التحرش جريمة... لا تقبل التبرير... ليس لها أعذار... لو كانت المرأة بدون ملابس أصلاً (...) هناك أسباب للجريمة عديدة... من ضمنها الملابس الصارخة التي تعتمد على الإغراء... هذا سبب فقط من ضمن مجموعة أسباب، وليس هو السبب الوحيد".

قال يوسف في ردّه: "الملابس والشهوة ليست أسباب!"، متسائلاً: "معقولة أتباعك من كتلة هرمونات مش عارفين يسيطروا على نفسهم؟ معقولة نعاملهم زي الكلاب والقطط؟".

وانتقد يوسفُ رشدي لأنه "يُحقّر" النساء في بلاده، ويُبيح التحرّش بغير المُحتشمات.

سكوتنا دعم للمعتدي

وفي سلسلة تغريدات أيضاً، كتب الموسيقي أحمد أشرف المعروف بـ"مولوتوف" أن "الاعتداء الجنسي بكل أشكاله جريمة غير مقبولة وملهاش أي أعذار".

وأضاف: "برغم أن الأمر قد يتطلب أعواماً للشفاء من هذه الاعتداءات، فإن أفضل ما يُمكن فعله هو الإفصاح عن شخصية المعتدي لتحقيق العدالة". 



وختم أشرف: "للرجالة الجدعان... غير ممكن نبرر الاعتداء الجنسي أو حتى ناخد موقف محايد بالسكوت عنه. السكوت عن الاعتداء والظلم مشاركة مباشرة ودعم منا للمعتدي والمغتصب".

ولعلها المرّة الأولى التي يتحدث فيها هذا العدد الكبير من الشخصيات العامة عن الاعتداءات الجنسية في مصر. ومن المتضامنين أيضاً الممثل مصطفى شعبان، والممثلة إنجي وجدان، والممثلة سارة عبد الرحمن، وغيرهم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard