في مؤتمر صحافي مشترك، عبر خاصية الفيديو كونفرنس، أعلنت حركتا المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن الإستراتيجية المقبلة لمواجهة المخططات الإسرائيلية للضم ستكون "موحدة" في الضفة الغربية وقطاع غزة. وهذا ما استهجنه عدد كبير من الفلسطينيين.
المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون برام الله مع الربط الإلكتروني ببيروت، في 2 تموز/ يوليو، تصدّره جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لـ"فتح"، وصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس".
واتفق المسؤولان خلاله على أن المشروع الوطني الفلسطيني مهدد كله من الاحتلال الذي يراهن على استمرار الانقسام وضرب المناعة الوطنية والعثور على طرف إقليمي يقبل أن يكون جسراً لتصفية القضية الفلسطينية، مشدديْن على أن الحركتين ستواجهان معاً كل مشاريع الضم الإسرائيلية المدعومة أمريكياً.
?️ شاهد
— قناة الأقصى الفضائية (@AqsaTVChannel) July 2, 2020
أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب: سنعمل مع إخواننا في حماس على تطوير كل الآليات التي تحقق وحدة شعبنا pic.twitter.com/umEVW0OhNW
ولفت الرجوب إلى أن الجهد في المرحلة المقبلة سوف ينصب على المقاومة الشعبية بمشاركة الحركتين وجميع الفصائل الفلسطينية لمواجهة الضم إذا ما قرر الاحتلال المضي قدماً فيه، معتبراً أن إعلان الضم سيكون بمثابة "رصاصة الرحمة على مشروع الدولة الفلسطينية".
"ليس لدينا عدو سوى الاحتلال"... حركتا حماس وفتح تلوحان بوحدة وطنية في مواجهة إسرائيل إذا مضت قدماً في الضم، وفلسطينيون يسألون: "لماذا لا تتم المصالحة لأجل الشعب لا للضغط على إسرائيل؟"
"خطوة أولى في اتجاه الوحدة"
وشدد على الرفض الفلسطيني لأي نوع من أنواع الضم حتى إذا كان شكلياً أو جزئياً، مستطرداً "إذا أعلن الاحتلال الضم فسنتعامل مع الموقف وتتحرك قوانا. لن نرفع الراية البيضاء ولن نعاني وحدنا والوضع سيكون صعباً على السلميْن الإقليمي والعالمي".
ووصف الرجوب المؤتمر مع حماس "خطوة أولى في اتجاه الوحدة ونحن سنقوم بحراك شعبي وبتجنيدكل الأنشطة والفعاليات كشعب واحد ببرنامج سياسي واحد، هذا هو قرارنا وسلوكنا في الميدان، وستكون له ارتدادات إيجابية لتسريع إنجاز الوحدة الوطنية"، مشيراً إلى أن "المرحلة الحالية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني هي الأخطر، تتطلب منا أن نكون جميعاً على مستوى التحدي".
وتابع: "سنخوض معركتنا تحت علم فلسطين ونريد دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وهي هدفنا السامي والنبيل وسنناضل جميعنا من أجله في الضفة وغزة والقدس والشتات"، داعياً الفلسطينيين في جميع أماكن وجودهم إلى التوحد تحت علم فلسطين.
وأضاف: "ليس لدينا عدو سوى الاحتلال. سنخوض معركتنا معاً موحدين تحت علم فلسطين لتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وحل قضية اللاجئين وفق القرارات الدولية".
وأوضح العاروري: "لقاؤنا اليوم فرصة لبدء مرحلة جديدة لخدمة شعبنا في هذا الوقت الخطير مع التمسك بكل المعاني النضالية والوطنية التي ذكرها اللواء الرجوب".
وأضاف: "رسالتنا الواضحة والقوية لشعبنا وعدونا وللعالم من خلال المؤتمر هي ‘أننا موحدون ضد الضم، ونحن في كل فلسطين، داخلها وخارجها، نخوض معركة ضد الضم‘"، لافتاً إلى أن "الجديد في هذا اللقاء بين فتح وحماس أن موضوع الضم هو في مستوى من الخطورة غير مسبوق بإجراءات الاحتلال، لأن الاحتلال إذا استطاع أن يمرر موضوع الضم على معظم الضفة الغربية أو على أي نسبة كانت، فهذا يعني أن مسلسل الضم سيستمر".
وفيما أكد العاروري أنه يجب عدم السماح بتمرير هذه الخطوة التي تنهي كل مشروع للدولة الفلسطينية، صرح الرجوب: "نخرج اليوم بصوت واحد موحدين تحت علم واحد لإنتاج رؤية إستراتيجية لقيادة الشارع، نحن وكل عناصر العمل الوطني وفصائل العمل الوطني، بعيداً عن التناقضات والترسبات في علاقتنا، ونريد فتح صفحة جديدة وتقديم نموذج لشعبنا".
"المؤتمر الصحافي المشترك بين فتح وحماس ليس إعلاناً وحدوياً لعودة الوحدة الفلسطينية وطي صفحة الانقسام، بل إعلان مشترك لضوء أخضر متبادل لمواجهة خطة الضم الإسرائيلي"
ورقة ضغط؟
وأوضحت الإعلامية الفلسطينية ليلى عودة، عبر تويتر، أن المؤتمر الصحافي المشترك بين فتح وحماس "ليس إعلاناً لعودة الوحدة الفلسطينية وطي صفحة الانقسام، بل إعلان مشترك لضوء أخضر متبادل لمواجهة خطة الضم الإسرائيلي"، مبرزةً أن "إسقاط نتانياهو قبل الضم وقبل الانتخابات الأمريكية على طريقة فتح وحماس في الضفة وغزة عنوان ما جرى".
أما الباحث في مركز "مسارات" للدراسات الإستراتيجيّة رازي نابلسي، فقال على فيسبوك: "مسخرة، هاي مسخرة. مسخرة إنّك تهدّد بالمُصالحة عشان توقّف الضم، بالوقت اللي المُصالحة مصلحة وطنيّة. هاي مسخرة، لمّا بتعمل لقاء مُصالحة كرسالة لإسرائيل إنّه إذا بتضمّوا رح نعمل أكثر إشي بدكوش إياه ونتصالح. وحياة الله؟ أنت عارف أنه المُصالحة عكس المصلحة الإسرائيليّة، بتروح تهدّد فيها إسرائيل؟ طب إعملها لأنها مصلحة صار له الشعب الفلسطينيّ سنوات بيطالب فيها".
وختم: "المصيبة... المصيبة، إذا المصالحة بس ورقة ضغط على إسرائيل، مصيبة كبيرة واللي مش شايفها أعمى".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت