زعم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، في 30 حزيران/ يونيو، كشف محاولات تجنيد مواطنين إسرائيليين لحساب حزب الله اللبناني، متهماً صحافية من عرب الداخل المحتل بقيادة جهود التجنيد المزعومة بالتعاون مع زوجها.
واتهم الشاباك الصحافية بيروت حمود، التي تعمل في صحيفة "الأخبار" اللبنانية منذ عام 2015 بعدما انتقلت للاستقرار مع زوجها بلال بيزاري في العاصمة اللبنانية، بمحاولة تجنيد مواطنتين إسرائيليتين من أصول عربية في العام الماضي.
وعبر حسابها على فيسبوك، ردت حمود على الاتهامات ساخرةً: "زقفولهن (صفقوا لهم)"، معتبرةً كل ما ورد في البيان الإسرائيلي محض أوهام وإفلاس.
وطلبت حمود عدم إرسال الخبر إليها، مؤكدةً أنها لن ترد على "دولة تصنف حالها محل إمك وأبوك وتستدعيك لتحقق معك إذا بتتجوز فلان أو علتان… على دولة بتعاقبني أنا وصديقات الطفولة ووحدة منهن جارتي يعني خلقت من بطن أمي لقيت حالي بلعب معها حافية بالحارة... يعاقبونا لأنه قضينا رأس السنة بتركيا".
"لأن أنا اتجوزت شاباً لبنانياً لا أكثر ولا أقل"... بيروت حمود تسخر من ادعاء الشاباك عليها بالعمالة لحزب الله ومحاولة تجنيد إسرائيليين لصالحه، وتؤكد أن الاتهامات "إفلاس ومحض أوهام"
وسألت حمود: "لو متل م عم يقولوا، ليش أطلقوا سراح رفقاتي؟ ببساطة لأنه جهاز مُفلس ودولة مُفلسة صرلها من 2013 بتحبس وبتحقق مع كل حدا بلتقي معي أو بشوفني بس لأن أنا اتجوزت شاباً لبنانياً لا أكثر ولا أقل".
وشرحت: "طبعاً من 2013، يلاحقوني شهرين ونص وهني يحققوا معي وما لقيوا شي لأن فش شي، فش شي غير الأوهام يلي براسهن، لدرجة أنهن ما عرضوني على قاضي ما عرضوني على محكمة! يا ريت لو عرضوني بس لقله للقاضي بأعلى صوتي: بتقبل دولة تتدخل ببنتك مين بدها تتجوز؟".
وتنحدر حمود من الجليل الأعلى المحتل، تحديداً من قرية مجد الكروم العربية.
وادعى الشاباك، في بيان، أن تحقيقاً أجراه مع مواطنتين إسرائيليتين من سكان مجد الكروم بعد اعتقالهما في 2 حزيران/ يونيو الجاري، "كشف النقاب عن طريقة تجنيد مواطنين إسرائيليين من قبل حزب الله للعمل لمصلحته في إسرائيل".
"خايفين أكثر من اللازم، عم تتوهموا"... الشاباك يتهم صحافية جريدة "الأخبار" اللبنانية بيروت حمود وزوجها بمحاولة تجنيد إسرائيليين للتجسس لحساب حزب الله عقب تحقيقات مزعومة مع مواطنتين من الجليل المحتل
مقابلة في تركيا؟
وأضاف: "تبيّن خلال مسار التحقيق أن مواطنة إسرائيلية من قرية مجد الكروم، تُدعى بيروت حمود، وهي حالياً من سكان لبنان حيث تعيش مع زوجها المدعو بلال بيزاري، تعمل لحساب منظمة حزب الله في لبنان".
واعتبر البيان عمل حمود، كصحافية في لبنان، ستاراً للتغطية على بحثها وزوجها عن مواطنين إسرائيليين وتجنيدهم من أجل العمل لمصلحة حزب الله، لافتاً إلى أن الشاباك سبق أن حقق مع حمود عام 2013 "بعد الاشتباه في تخابرها مع عناصر تابعة لحزب الله التقتهم في مؤتمرات عُقدت في المغرب عام 2008 ثم في تونس عام 2012".
وأوضح أن تحقيقاته انتهت آنذاك "من دون إسناد أي تهمة إلى الفتاة أو تقديمها للقضاء"، في إشارة إلى عدم وجود أدلة تدينها.
كذلك لفت إلى أن حمود سافرت بعد فترة من التحقيق معها إلى لبنان حيث استقرت وتزوجت.
بالعودة إلى عملية التجنيد المزعومة، قال الشاباك إن حمود التقت المواطنتين الإسرائيليتين، في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، في تركيا، مبرزاً أنه بادر بالتحقيق معهما لاشتباهه في وجود "محاولة لتجنيدهما ضمن صفوف حزب الله من قبل حمود وزوجها خلال الزيارة نفسها".
"خلال التحقيق، تأكدت علاقة المواطنتين بحمود. كما تم الحصول على معلومات بشأن اللقاء الذي عقد بينهن في تركيا، وبشأن طريقة عمل حزب الله بواسطة حمود وزوجها لتجنيد مزيد من الإسرائيليين من أجل العمل لمصلحة حزب الله"، زعم البيان.
وتابع: "بعد انتهاء التحقيق معهما، جرى إطلاقهما وفق ظروف مقيّدة".
وأرفق الشاباك بيانه بجزء من مكالمة أجراها أحد ضباطه مع زوج حمود لتحذيره من أن الجهاز يعرف عن عمله وزوجته لحساب حزب الله.
في المكالمة التي استمع إليها رصيف22، يقول الشخص المفترض أنه زوج حمود: "أنتم خايفين أكثر من اللازم، عم تتوهموا (...) ولا حزب الله ولا غيره حبيبي".
زعم الشاباك أنه حقق عام 2013 مع حمود "بعد الاشتباه في تخابرها مع عناصر تابعة لحزب الله التقتهم في مؤتمرات عُقدت في المغرب عام 2008 ثم في تونس عام 2012"، ولم يجد شيئاً ضدها
حرب جواسيس
بين حين وآخر، يزعم الشاباك كشف جواسيس/ شبكات تجسس لمصلحة حزب الله أو حليفته إيران، متباهياً بقدرته على صد أي محاولات اختراق قبل نجاحها. وعادةً لا يكون هناك تعليق من الجانب الآخر، وهذا ما يضفي على الحقائق شيئاً من الغموض.
ومطلع نيسان/ أبريل الماضي، أعلن الشاباك اعتقال مواطن إسرائيلي واتهمه بـ"التجسس لمصلحة إيران والتعامل مع وكلاء مخابرات إيرانيين".
وادعى الجهاز الإسرائيلي آنذاك تواصل "الجاسوس الإسرائيلي" مع مواطن لبناني يُدعى خالد يماني، قال إنه عضو في تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في محاولة لاتهام المنظمة الفلسطينية بالتورط مع إيران في "أنشطة إرهابية"، بحسب وصفه.
وفي تموز/ يوليو عام 2019، قالت أجهزة الأمن الإسرائيلية إنها ضبطت "شبكة واسعة للتجسس من مواطنين إسرائيليين وفلسطينيين لمصلحة إيران" هدفها "تجنيد أشخاص في إسرائيل، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل العمل لحساب المخابرات الإيرانية".
وأضاف أن الشبكة المزعومة "كانت تنشط من سوريا بناء على توجيهات من إيران وبقيادة سوري يُعرف باسم "أبو جهاد".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...