شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"إسرائيل وطني"… جاسوس لبناني سابق للموساد يستنجد بتل أبيب خشية الترحيل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 18 فبراير 202001:07 م

"أعرف أن الحكومة الإسرائيلية والموساد لا يكترثان لحياتي، ولا لمستقبلي. أنا بالنسبة إليهما مجرد ‘عربي غبي‘. لكنني أحب إسرائيل وأحتفظ بعلمها في منزلي".

هكذا قال جاسوس لبناني سابق لحساب الموساد ضد "حزب الله" اللبناني، وفق ما نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

الصحيفة الإسرائيلية قالت إن الجاسوس "يستغيث" بإسرائيل لمواجهة "خطر ترحيله إلى بيروت"، راوياً فصول "تخلي" الموساد عنه وقطع نفقاته.

وفق روايته للصحيفة، قال بنيامين فيليب (اسم مستعار)  إنه عمل لحساب الموساد وتجسس على حزب الله  مدة تسع سنوات، وإن تعاونه هذا "خرب حياته وحياة عائلته في لبنان".

ويحظر القانون الإسرائيلي على وسائل الإعلام كشف هوية الجواسيس أو معلوماتهم الشخصية. وتأتي مطالبة الجاسوس اللبناني بإعلان وسيلة أخيرة لعلها تسهم في حل مشكلته.

ونوهت الصحيفة الإسرائيلية بأن "حزب الله والحكومة اللبنانية يعرفانه جيداً، فقد حاكماه وسجناه من قبل".

وفق القصة التي عرضها الجاسوس، يتبين التالي: منذ العام 2011، جمع فيليب المعلومات الاستخبارية عن حزب الله لحساب الموساد. بعدما اكتُشف هذا العمل، أدين في لبنان وسجن عامين ثم استطاع الفرار، تحديداً عام 2015، إلى دولة شرق آسيوية.

استقر الجاسوس في هذا البلد الآسيوي عامين قبل أن يواجه خطر الترحيل إلى لبنان، وهذا ما أرغمه على مغادرته.

"أحب إسرائيل كثيراً لكنها تعاملني مثل الكلاب الضالة. خدمت الموساد تسع سنوات بالتجسس على حزب الله ولا يجيب عن رسائلي"... جاسوس لبناني سابق يروي "تخلي" تل أبيب عنه

"كلاب إسرائيل الضالة"

تواصل الجاسوس مع الصحيفة الإسرائيلية "مدفوعاً بشعور عميق باليأس آملاً أن تكون هذه فرصته الأخيرة، من خلال نشر قضيته على الملأ، للضغط على إسرائيل والموساد لمساعدته، كما وعدا سابقاً"، على حد قوله.

وأوضح أنه سعى إلى الاتصال بكل مسؤول إسرائيلي أمكنه الوصول إليه، عبر البريد الإلكتروني إذ راسل حسابات البريد الإلكتروني العامة لرئيس الحكومة الإسرائيلية والجيش والموساد ووزارة الخارجية.

كان الرد الوحيد الذي تلقاه، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، من مكتب أمين المظالم في تل أبيب يبلغه باقتضاب: "لقد لفتنا انتباه قوات الأمن إلى شكواك".

ورفض مكتب رئيس الحكومة والموساد التعليق لـ"تايمز أوف إسرائيل" على القضية.

وكان الجاسوس قد تواصل مع الصحيفة في آب/أغسطس من العام الماضي، حين قطع الموساد النفقات التي كان يرسلها إليه وتوقف عن الرد على اتصالاته.

برغم ذلك، يشدد الجاسوس على أنه لا يعرض هذه الشكوى بدافع "الكراهية" بل بدافع "عتاب محبّ لحبيبه. لا أسعى للإساءة إلى إسرائيل، لكن إلى تصحيح تعامل الحكومة مع مثل هذه الأمور. لا ينبغي أن تستخدم شخصاً مدة من الزمن ثم ترميه… الحكومة والموساد يعاملاننا (الجواسيس) مثل الكلاب الضالة".

"أعرف أن الحكومة الإسرائيلية والموساد لا يكترثان لحياتي، ولا لمستقبلي. أنا بالنسبة إليهما مجرد ‘عربي غبي‘. لكني أحب إسرائيل وأشعر أن هويتي أقرب إلى إسرائيل منها إلى لبنان"

"إسرائيل وطني"

يعترف الرجل صراحةً بأنه "خائن وجاسوس لمصلحة إسرائيل"، مبيّناً "بالطبع لن أعود إلى لبنان. لقد اختبرت بعض طرائق الانتحار للعثور على أقلها إيلاماً. لقد سجنت عامين وأعي جيداً مدى الإذلال".

واعترف الجاسوس بأنه هدد الموساد بكشف هويات بعض عملائه في لبنان لإجباره على "الوفاء بالوعود التي قطعها له سابقاً". لكنه أوضح: "كنت أود استفزاز المسؤولين للرد عليّ فقط. لن أبيعها (الأسرار) أبداً. يمكنني أن أذهب إلى الإيرانيين أو حزب الله وأن أبرم ‘صفقة‘، لكنني لن أفعل ذلك أبداً. فهو يتعارض مع مبادئي. أكره حزب الله وإيران وأتمنى أن أرى نهايتهما".

وختم: "أعرف أنهما (الحكومة الإسرائيلية والموساد) لا يكترثان لحياتي، ولا لمستقبلي. أنا بالنسبة إليهما مجرد ‘عربي غبي‘. لكنني ما زلت أحتفظ بعلم إسرائيل في منزلي. أنا أحب إسرائيل. هذا مبدأ. شعرت بأن هويتي أقرب إلى إسرائيل منها إلى لبنان".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image