شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"ابقوا هاتفي بعيداً قبل أن أفعل شيئاً غبياً"... كيف تنفصلون "رقمياً" عن حبيبكم السابق/ة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 19 يونيو 202006:13 م

ليس الانفصال العاطفي سهلاً على الإطلاق، وغالباً ما تجعل وسائل التواصل الاجتماعي هذه التجربة أسوأ، إذ بإمكان التكنولوجيا الرقمية أن تكون رائعة عندما نبحث عن الحب، ونكشف للعالم كله ارتباطنا العاطفي مع الشريك/ة، أمّا بالنسبة لأولئك الذين يواجهون حالياً الانفصال العاطفي بقلب "محطم"، هناك بعض الطرق التي يمكنهم اتباعها في العالم الرقمي.

صعوبة الانفصال

لقد غيّرت التكنولوجيا بشكل أساسي الطريقة التي نتواصل بها مع بعضنا البعض، بالأخص عند الحديث عن العلاقات الرومانسية: نلتقي بانتظام، ولو كان ذلك وراء الشاشة، نقع في الحب وننفصل "رقمياً"، أي عن طريق الإنترنت.

ولكن كيف أثرت هذه التكنولوجيا على ما يحدث بعد انتهاء العلاقة؟

في العادة تكون الأسابيع التي تلي الانفصال العاطفي صعبة ومؤلمة، فبحسب بحث أجرته الدكتورة هيلين فيشر، عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية في جامعة روتجرز، فإن الحب هو إدمان طبيعي، وعند الانفصال نواجه الرفض بطريقة مماثلة لما يواجهه الأشخاص عند التخلص من الإدمان على المخدرات، إذ إن التعامل مع القلب المحطم والمستقبل المجهول والأحلام الضائعة ليس بالأمر السهل، وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي الانفصال العاطفي إلى الاكتئاب أو حتى الانتحار.

في حال وجدتم أنفسكم عالقين في دوامة التفكير: "كيف تبدو حياته/ا بدوني؟"، فقد حان الوقت للتوقف عن ملاحقة شريككم السابق في العالم الرقمي، إذ إن الشعور بالغيرة أو الغضب أو الاستياء أو الحزن سوف يمنعكم من المضي قدماً في حياتكم

في هذه الأوقات الانتقالية، يلجأ الكثير من الأشخاص إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمضون معظم وقتهم، إما بنشر صورهم الخاصة بهدف التظاهر بالسعادة "المزيّفة"، أو بمتابعة أخبار الشريك/ة السابق/ة، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن الاتصال المستمر مع الحبيب/ة السابق/ة يمكن أن يجعل عملية التعافي صعبة، نظراً لزيادة الشوق والحنين للعلاقة العاطفية، بالإضافة إلى أن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي قادر على "تجميد اللحظات العاطفية وإبقائها عالقة في الزمن.

وبالتالي، إذا كنتم تشعرون باليأس عند النظر إلى حساب شريككم السابق على مواقع التواصل الاجتماعي، أو إذا كان احترامكم لذاتكم ينخفض عندما ترون صوراً له وهو يبدو سعيداً، وفي حال وجدتم أنفسكم عالقين في دوامة التفكير: "كيف تبدو حياته/ا بدوني؟"، فقد حان الوقت للتوقف عن ملاحقة شريككم السابق في العالم الرقمي، إذ إن الشعور بالغيرة أو الغضب أو الاستياء أو الحزن سوف يمنعكم من المضي قدماً في حياتكم.

التعامل الرقمي بعد الانفصال

أعدّ موقع The Conversation قائمة عملية لكيفية التعامل الرقمي بعد الانفصال عن الحبيب/ة السابق/ة، مستوحاة من النصائح التي جاءت في الأغنية الشهيرةNew Rules للفنانة دوا ليبا.

ابقوا الهاتف بعيداً عنكم

على الرغم من أنه أمر مغر أن تتحققوا من أخبار شريككم السابق بواسطة شبكة الإنترنت، إلا أنه يجب ألا تفعلوا ذلك.

لا شك أنه من السهل أن تلقوا نظرة خاطفة على حساب حبيبكم السابق على فيسبوك أو إنستغرام، ومعرفة ما الذي يفعله، من دون أن يعرف على الإطلاق أنكم تتابعونه.

هذا النوع من "المطاردة" عبر فيسبوك أمر شائع للغاية، لكنه ليس بالفكرة الجيدة، بحيث أنه قد يؤدي إلى زيادة الشوق والرغبة الجنسية تجاه شريككم السابق، وكذلك زيادة مستوى الضغط والمشاعر السلبية، بالإضافة إلى انخفاض معدل نموكم الشخصي بعد الانفصال.

والواقع أنه في كل مرة تزورون فيها حساب حبيبكم القديم، فإن ذلك يجعل تجاوز تجربة الانفصال أكثر صعوبة، فلماذا تعرّضون أنفسكم للألم؟

لا تسمحوا للشريك السابق بالوصول إليكم

عندما تكونون منخرطين في علاقة عاطفية، فإن جميع الطرق التي يمكنكم من خلالها التواصل مع شريككم عبر الإنترنت تكون محببة على قلوبكم، إذ إن فيسبوك، سناب شات، واتساب أو غوغل، كلها مواقع تجعل البقاء على اطلاع على أخبار بعضكما البعض أمراً سهلاً، لكن ماذا يحدث بعد الانفصال؟

فجأة، يمكن أن تتحول محادثة الواتساب التي كنتما تستخدمانها لوضع الخطط معاً إلى خط مباشر ليتمكن شريككم السابق من الوصول إليكم، وقد تجعل بيانات الموقع المكاني التي كنتما تتشاركانها عبر غوغل أمر "ملاحقتكم" أسهل بكثير.

وماذا عن كلمات المرور التي كنتما تتشاركانها معاً؟ أو تسجيلات دخول المواقع على حاسوب شريككم السابق الشخصي؟ ما هو قدر الوصول الفعلي الذي يمتلكه الحبيب السابق إليكم أو إلى حساباتكم على الإنترنت؟

بعد الانفصال، اتخذوا بعض الخطوات الضرورية للحد من وصولهم إليكم.

واللافت أن بعض منصات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، تمتلك خياراً لإنهاء تسجيلكم على أجهزة معيّنة، وتوفر لكم منصات أخرى، مثل غوغل، خيار الخروج من الحسابات على جميع الأجهزة.

هذا ولا تنسوا تغيير كلمات السر، أو إضافة المزيد من إجراءات الخصوصية لحساباتكم عبر تفعيل خاصية التحقق بخطوتين، ويمكنكم أيضاً إغلاق خدمات الموقع المكاني من هاتفكم المحمول والأجهزة الأخرى.

إلغاء الصداقة

بعد الانفصال، هل ينبغي إلغاء صداقة شريككم السابق من مواقع التواصل الاجتماعي وقطع الاتصال به؟

قد يبدو قطع الاتصال وإلغاء الصداقة عبر الإنترنت أمراً قاسياً، إلا أن جزءاً كبيراً من قدرتكم على المضي قدماً بعد الانفصال، يتعلق بالابتعاد عن شريككم السابق، سواء كان ذلك على الإنترنت أو على أرض الواقع.

أما في حال لم ترغبوا في قطع الاتصال بالكامل، فهناك خيارات أخرى، من بينها أن تضعوا حسابه في قائمة الأصدقاء "المقيّدة" على فيسبوك restricted list.

هذا الخيار سيبدو وكأنكما لا تزالان صديقين، لكنكم في الحقيقة تشاركونه منشوراتكم فقط حين تحددون اختيار عام (Public) في خصوصية المنشور، أو عندما تشيرون إلى حساباته في منشور ما.

وحينها ستتمكنون من مواصلة رؤية منشورات حبيبكم السابق، بالرغم من أنكم تعلمون أنها ليست فكرة جيدة.

تغيير التفضيلات

يمكن القول إن فيسبوك "يدفع" أحياناً المحتوى علينا، فهو يُعيد تذكيرنا بمنشوراتنا السابقة الخاصة بنا بناء على شعبيتها، وينبهنا بالمنشورات الجديدة للأشخاص المهمين بالنسبة لنا.

في يوم سيء، قد تتلقون إشعاراً حول أنشطة شريككم السابق، أو يعيد فيسبوك الى أذهانكم ذكريات الأيام السعيدة، عندما كانت شرارة الحب متقدة بينكما.

وبهدف تجنب هذه المواقف الصعبة والتي لا يرغب أحد بها، قوموا بتغيير تفضيلات خاصيّة في مثل هذا اليوم (on this day) على حسابكم على فيسبوك، لتحذفوا شريككم السابق أو تواريخ مهمّة، ومنع تلك الذكريات غير المُرحّب بها من الظهور مجدداً.

وفي حال كنتم وشريككم السابق صديقين على فيسبوك، قوموا بتغيير تفضيلات صفحتكم الرئيسية.

هذا وهناك خيار تحديد من ترون منشوراتهم على قمة آخر الأخبار (prioritise who to see first)، فعند الضغط على النجمة الصغيرة الزرقاء المجاورة لصورة شريككم السابق، لن تكون تحديثاته على رأس صفحتكم الرئيسية.

مشاركة الانفصال

إذا كنتم قد غيّرتم حالتكم الاجتماعية على حسابكم على موقع فيسبوك لتشير إلى أنكم مرتبطون عاطفياً (in a relationship)، فربما من الأفضل تغيير ذلك، ولن يظهر التغيير من حالة الارتباط إلى العزوبية على صفحتكم الشخصية إلا إذا اخترتم ذلك.

يمكن تشبيه مشاركة أخبار الانفصال مع أصدقائكم على مواقع التواصل الاجتماعي بإقدامكم على نزع شريط لاصق عن جلدكم، فالأمر مؤلم، ولكن عليكم أن تفعلوه مرّة واحدة.

ومع ذلك، فإن خبر انفصالكم عن الشريك/ة سيولد على الأرجح ردود أفعال من أصدقائكم، وإذا لم يكن هؤلاء على دراية باستخدام التكنولوجيا، عندها قد تكون الآراء عامة.

في كل مرة تزورون فيها حساب حبيبكم القديم، فإن ذلك يجعل تجاوز تجربة الانفصال أكثر صعوبة، فلماذا تعرّضون أنفسكم للألم؟

وضع قواعد جديدة

من الأرجح أنكما كنتما تتشاركان حسابات الإنترنت، بدءاً من الخدمات والمرافق ووصولاً إلى مواقع البث والوسائط الإعلامية مثل Spotify، وغالباً تكون هذه الحسابات مخصصة للاستخدام من قبل شخص واحد فقط، وتكون محمية بواسطة كلمة مرور.

إذا كنتم أصحاب الحساب، قوموا بتغيير كلمة السر الخاصة بكم على الفور، وإذا لم تكونوا أنتم مالكي الحساب، فاحصلوا كل التفاصيل التي تحتاجونها من تلك الحسابات، قبل أن يغيّر شريككم السابق كلمة المرور، وتفقدوا حينها قدرتكم على الوصول الى تلك الحسابات.

لا تتظاهروا بالقوة

من المغري أن تجعلوا الأمر يبدو وكأنكم تتعاملون بشكل جيّد مع مسألة الانفصال، وأنكم تقضون وقتاً ممتعاً في حياة العزوبية الجديدة، عن طريق نشر صور إيجابية ونصوص عن نشاطاتكم الترفيهية وأصدقائكم الجدد.

ولكن ضعوا في اعتباركم أن أصدقاءكم يرون نفس المنشورات، وبالتالي قد يقل احتمال أن يقدموا لكم الدعم، لأنكم تبدون أفضل حالاً.

لذلك استفيدوا جيداً من حساباتكم على مواقع التواصل الاجتماعي، واجعلوها قوة للدعم بعد الانفصال العاطفي. لا تنظروا إلى ما يفعله شريككم السابق واجعلوا أصدقاءكم يعرفون أنكم بحاجة إليهم، وعندها من المرجح أن تبدأ الأمور بالتحسّن.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image