شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"هتلر يتأرجح من الفرحة"... ممثلة سعودية تدعو إلى تحويل السجناء فئرانَ تجارب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 7 أبريل 202002:10 م

"هتلر يتأرجح في القبر من الفرحة". 

"الحمدلله أن الأمر مو بيدّك".

"تريد إعدام كل السجناء لو كان الأمر في يدها".  

هذا بعض مما قيل تعليقاً على تغريدة كتبتها الممثلة السعودية مرام عبد العزيز مساء 6 نيسان/ أبريل الجاري على تويتر، لافتةً فيها إلى أنه "لو كان الأمر بيدها" لفعلت كيت وكيت في السجناء/ السجينات والأسرى/ الأسيرات السعوديين/ات بشكل عام وتحديداً المتهمين بقضايا أمنية. 

وجاء في تغريدتها: "لو كان الأمر بيدي، كان كل اللي يتم القبض عليهم خاصةً في قضايا تمسّ الأمن، ما أسجنهم بس وأخسر عليهم أكل وشرب وتأهيل، كان خليتهم حقل تجارب للأدوية الجديدة حتى لو ما كانت النتائج مضمونة، منها عقاب لهم، ومنها تستفيد منهم البلد، هم أولى بالتجارب من الفيران والقرود اللي ما أذتنا بشيء". 

وتزامنت التغريدة مع تخبط أقارب السجناء في السعودية في حالة من الهلع، خوفاً من انتشار فيروس كورونا في السجون، خاصةً أن هناك من هم كبار في السنّ ومرضى، مثل الداعية سلمان العودة والداعية عوض القرني.

وقد تدعم عبد العزيز في تغريدتها تحويل السجناء والأسرى في السعودية، وخاصةً هؤلاء المتهمين بقضايا أمنية، فئران تجارب للعلاج من فيروس كورونا الذي شوّه شكل العالم الحالي "حتى لو ما كانت النتائج مضمونة"، بحسب قولها.

"بدلاً من بقائهم في السجن 'أكل ومرعى وقلة صنعة' لماذا لا يُستغلون؟"... الممثلة السعودية مرام عبد العزيز تدعو إلى تحويل السجناء فئران تجارب "حتى لو ما كانت النتائج مضمونة"

ردّ على الانتقادات

عقب تلقيها مئات التعليقات الناقدة لتغريدتها، قالت عبد العزيز في فيديو في 7 نيسان/ أبريل الجاري: "إجراء التجارب السريرية يحتاج إلى متطوعين بشرط أن يكونوا أصحاء... فإن كان هناك مساجين في قضايا تمس الأمن فلماذا لا يُستغلون بدلاً من بقائهم في السجن 'أكل ومرعى وقلة صنعة'؟".

وتابعت أن لهذا الاستغلال مقابلاً مادياً أو مقابلاً آخر هو تخفيف المحكومية. وتساءلت: "أين الإشكالية يا أهل الإنسانية؟". 

وقالت بسخرية: "هؤلاء الذين انتقدوها، هم أنفسهم الذين يطالبون بإعدام من يقوم بدهس رجل أمن على سبيل المثال". واستطردت: "أنا لا أقول أعدموه. أقول استفيدوا منه وهو في السجن".

وأضافت في تغريدة: "الناس اللي تقول ليه ما تقدمين نفسك لإجراء تجارب الأدوية واللقاحات، أولاً أنا من زمان مقدمة على التبرع بالخلايا الجذعية، وأيضاً متبرعة بكافة أعضائي بعد الوفاة، أما بخصوص التجارب السريرية فهي تتطلب أشخاص أصحاء متعافين، وهالشيء ما ينطبق عليّ". 

"أختي لجين إنسانة رائعة"

"أكثر ما يقلقني في هذا الوضع هو أن لجين تعرضت للتعذيب الشنيع خلال الاعتقال... برغم الشكاوى التي رفعت، لم نحصل على رد، لكن قرأنا في الصحف نفياً على استحياء. لذلك أخشى على لجين أن تتعرض لمكروه ويتم نفيه". 

تعود هذه الكلمات إلى علياء، شقيقة الناشطة السعودية لجين الهذلول المعتقلة منذ  أيار/ مايو 2018، معربةً عن خوفها مما قد تتعرّض له شقيقتها في المعتقل خاصةً "أن السجون ليست من أنظف البيئات، لذلك فإن خطورة انتشار الوباء فيها مرتفعة". 

وأكملت علياء: "الجهود المبذولة في السعودية جبارة لمحاربة كورونا. لكن استغرب عدم الاهتمام بالفئات الضعيفة مثل المعتقلين". 

وتُتَهَم لجين وناشطات حقوقيات أخريات طالبن بقيادة المرأة للسيارة في السعودية وإنهاء نظام ولاية الرجل بـ"النشاط المنسّق لتقويض الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي للمملكة". وسبق أن وصفهن الإعلام الرسمي بأنهن "خائنات" و"عميلات سفارات". 

وفيما تدعم الممثلة السعودية تحويل المعتقلين فئران تجارب، قالت علياء قبل أيام قليلة: "أختي لجين إنسانة رائعة. طلبت من إدارة السجن رفع اقتراح لوزارة الصحة كي تعمل متطوعة في السجون خلال هذه الأزمة. أصيلة يا لجين".

في الوقت الذي يعيش فيه أقارب السجناء في السعودية حالة من الهلع، خوفاً من انتشار كورونا في السجون، تقول ممثلة سعودية: "لو كان الأمر بيدي، ما أسجنهم بس وأخسر عليهم أكل وشرب وتأهيل، كان خليتهم حقل تجارب للأدوية الجديدة حتى لو ما كانت النتائج مضمونة"

"تحريض على الكراهية وتشويه أشخاص"

تعليقاً على تغريدة مرام عبد العزيز، قالت الناشطة السعودية النسوية سارة اليحيى لرصيف22: "ما ذكرته مرام تحريض على الكراهية وتشويه أشخاص لم تصدر حتى أحكام نهائية ضدهم... المشكلة أن الدفاع عنهم أصبح جريمة!". 

وتابعت: "يتم تغذية خطاب الكراهية بمبرر الخيانة الوطنية والتخوين بناءً على مخالفة الآراء". 

ولفتت إلى أن عبارة "قضايا تمس الأمن العام" فضفاضة. وقالت: "أي تصرف فردي لا يعجب جهة ما قد يُفسر بقضية تمس الأمن العام. السعودية الآن تمر بمرحلة دقيقة لم تتم فيها صياغة القوانين أو إطلاق دستور واضح يمنح الفرد حقوقه المدنية والسياسية الكاملة. ما زال مرجع القضاء هو الشرع والعرف، وليس القانون". 

ومما قاله رواد تويتر لمرام عبد العزيز: "الغلط يستوجب العقاب الرادع ولا يستوجب استباحة كرامة الإنسان. تفكير فاشيّ"، و"كرامة الإنسان مصونة بالقوانين... تجردتِ من الإنسانية البشرية الفطرية". وتكاد تكون التعليقات المؤيدة لها معدومة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard