ما لا يعرفه كثيرون ربما هو أن البيض في عداد أهم وسائل إنقاذ حياة الإنسان، إذ كشف تقرير لشبكة "سي أن أن" الأمريكية عن أن الولايات المتحدة تجمع عدداً كبيراً من البيض في مزارع سرية من أجل استخدامه لقاحاً لمعالجة الإنفلونزا.
وقالت الشبكة إن "عدداً قليلاً من الناس يعرف مكان هذه المزارع التي يتم التكتم عليها لأنها تتعلق بالأمن القومي".
بحسب التقرير المنشور، في 27 آذار/مارس، تُنقل مئات الآلاف من البيض كل يوم إلى المخازن المحمية بواسطة حراس وأنظمة أمنية تنفق الحكومة عليها ملايين الدولارات.
ووُزّعت قرابة 174.5 مليون جرعة من لقاح الإنفلونزا في جميع أنحاء الولايات المتحدة منذ بدء موسم الإنفلونزا إلى نهاية شباط/ فبراير الماضي.
ويُستخلص نحو 82% من هذا اللقاح من البيض، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
تساهم كل بيضة في إنتاج لقاح واحد، وهذا ما يعني أن الولايات المتحدة ربما استخدمت 140 مليون بيضة في موسم واحد لمكافحة الإنفلونزا.
ولإعداد لقاح الإنفلونزا، ولقاحات أوبئة أخرى محتملة، استثمرت حكومة الولايات المتحدة عشرات أو مئات الملايين من الدولارات على مدى السنوات الـ 15 الماضية لضمان توافر ما يكفي من البيض لإنتاج اللقاحات.
مسألة أمن قومي… الولايات المتحدة تجمع الملايين من بيض الدجاج في مزارع سرية لصنع لقاح ضد الإنفلونزا
يعود تاريخ استخدام البيض لإنتاج اللقاح إلى الثلاثينيات من القرن الماضي، بعدما أجرى باحثون في إنجلترا التجارب الأولى على قواتهم المسلحة عام 1937. وفي العام التالي، وجدت الولايات المتحدة أن بالإمكان حماية جيشها من الإنفلونزا باستخدام اللقاح نفسه.
وأصبح اللقاح المستخلص من البيض جاهزاً للمريض الأمريكي منذ مطلع الأربعينيات.
كيف يُستخلص اللقاح؟
يُحقن الفيروس في بيض الدجاج المخصب، ويُترك بضعة أيام حتى يتكاثر تماماً كما يحدث داخل أجسام البشر.
ثم يجمع العلماء سوائل البيض التي تحتوي على الفيروس الذي يدمرونه كي لا يسبب المرض، "ويطهرونه" ليبقى "مستضد الفيروس"، وهذه مادة فعالة مستخلصة من الفيروس تحفّز الجهاز المناعي على مواجهة الفيروس الحقيقي.
تستغرق عملية حقن الفيروس في البيض وإنتاج اللقاح ستة أشهر على الأقل.
هل يستحق اللقاح ذلك؟
يذكر التقرير أن وزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية دفعت 42 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات في عقد واحد مع شركة لمدها بالبيض على مدار السنة.
وعام 2005، تعاقدت الوزارة مع منتجين آخرين. ومن المحتمل أن تكون هناك عقود إضافية بعشرات ملايين الدولارات الأمريكية.
ترى الشبكة أن المبالغ التي أُنفقت على جمع البيض وحراسته وإنتاج اللقاح باهظة، لكن يبدو أن الأمر يستحق مثل هذا الإنفاق الضخم. علماً أن الولايات المتحدة تنفق سنوياً نحو 10.4 مليار دولار أمريكي على معالجة مرضى الإنفلونزا، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض.
عدا أن البيض، بحسب ليو بون رئيس علوم مختبرات الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ، لا يفيد في لقاحات الإنفلونزا فحسب، بل يمكن أيضاً استخدامه على الأرجح في تطوير لقاحات لأمراض أخرى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...