"ملاك وحشتينا، الكل هنا يفتقدك"، "ملاك أنتِ بخير؟ طمنينا"، "ملاك غردي لو بنقطة…".
بقيت هذه الرسائل عالقة على تويتر بانتظار ردّ من الناشطة النسوية السعودية ملاك الشهري التي كانت متوارية منذ 20 ديسمبر/كانون الأول. وبعد نحو ثلاثة أشهر، وتحديداً في الساعات الأولى من 28 مارس/آذار أطلت عبر تويتر مُجدداً لتشرح أسباب غيابها المفاجئ.
قالت بدايةً في تغريدة إنها تلقّت رسائل عدة بشأن خوف البعض عليها في فترة الغياب هذه، وإنها تشعر بواجب الحديث بصراحة. وأضافت: "تويتر تحوّل إلى بيئة قذرة وموبوءة تؤثر سلباً على نفسيتي. وحراكنا الذي آمنت فيه لم يعد يمدني بالأمل الذي أحتاجه من موقعي كامرأة سعودية ما زالت تُعاقب على نسويتها".
ولفتت الشهري التي اعتقلت عام 2016 بسبب خلعها العباءة في الرياض وتوثيق ذلك بصورة نشرتها عبر حسابها على تويتر، دلالةً على رفض ارتدائها رغماً عنها، إلى أنها فقدت الأمل بالـ"هاشتاغات والتغريدات"، وأن "كلمة الناشطات السعوديات لم تعد واحدة"، متسائلة: "لا أعلم ما الذي سيحسن وضع السعوديات في ظل المعطيات الحالية".
وتابعت: "الاعتقالات تزيد والمشكلة أن الشعب بصفة عامة مؤيد لها، والكل يشبح على الكل، وصارت نضالات تويتر مبنية على مهاجمة أفراد والمطالبة باعتقالهم وتجاهل حل المشكلة الأعمق. لا أحد يشتغل على تغيير المجتمع عن طريق حل جذور المشكلة لأن أهم عامل للتغيير وهو حرية التعبير، معدوم حالياً".
وفي رسالتها قالت إن الموضوع لا يقتصر على النسوية بل على "حق المواطن المسلوب في التعبير"، موضحة: "لا يوجد مجال لمؤسسات مدنية مستقلة تملك مساحة لإحداث تغيير ولو على نطاق دائرة صغيرة من المجتمع. حتى لو أردتِ فتح بيتك للمعنفات وتحويله إلى ملجأ، فهذه ما زالت تهمة تعرضك للاعتقال السياسي والتعذيب".
ورأت أن ثمة مشكلة أخرى هي أنه "لا يوجد دستور فوق الجميع يحميك من السلطة وقمعها. ما زال دستورنا هو الشريعة والسنة. إن لم يتغير هذا الشيء الذي لا أعرف كيف سيتغير، فلن نصل إلى مكان وستظل التغييرات سطحية ولن يستفيد منها إلا القلة".
"باتت نضالات تويتر مبنية على مهاجمة أفراد، والمطالبة باعتقالهم وتجاهل حل المشكلة الأساسية"... الناشطة النسوية السعودية ملاك الشهري تتحدث عن أسباب رحيلها المفاجئ عن ساحة تويتر طوال ثلاثة أشهر
"واقع المرأة السعودية مأسوي وقت الجد"
وتحدثت الشهري عن الحراك النسوي السعودي، قائلةً إنها تراه حالياً "في أضعف حالاته"، مؤكدةً أنها تعلم أن هناك الكثير من النساء "سعيدات" بالحفلات وبقرارات أخرى مثل السفر بدون محرم "لكن فعلياً، واقع المرأة السعودية مأسوي وقت الجد"، على حد تعبيرها.
"في بنات مبسوطات وعايشات حياتهم من ورا أهاليهم لكن وش (ماذا) بيصير لو انكشفتي وأبوك مو متفتح وما عندك امتياز الأهل الكيوت (اللطيفين)؟"، سؤال طرحته الشهري، وتابعت: "هل ستحميكِ الدولة منهم إذا منعوكِ من الحياة؟ هل تستطيعين الزواج من الشخص الذي تريدينه؟ هل تقدرين أن تجهضي أو تحتفظي بطفل خارج علاقة الزواج؟ هل تستطيعين العيش وحدك دون تهديد من أهلك؟ ما زالت النساء اللواتي طالبن بحقوقنا مسجونات أو ممنوعات من الظهور وتم تدمير حياتهن".
ولاحظت أن أسوأ ما في الأمر أن عدداً كبيراً من النساء اللواتي يعتبرن أنفسهنّ نسويات، ولكن في الوقت ذاته يدعمن سجن نسويات أخريات، غير مدركات فكرة أن "سجن هالشخصيات النسوية الهدف منه ضرب الحراك النسوي وإخضاعه"، معربة عن أسفها لعدم اعتبار الحديث عن المسجونات (اللواتي دفعن ثمن وقوفهن في الصف الأول من الحراك) أولوية.
"أسوأ ما في الأمر أن عدداً كبيراً من النساء يعتبرن أنفسهنّ نسويات، ولكن في الوقت ذاته يدعمن سجن نسويات أخريات"... الناشطة النسوية السعودية ملاك الشهري تتحدث عن أسباب رحيلها المفاجئ عن ساحة تويتر طوال ثلاثة أشهر
"تطبيل ممزوج مع غضب على واقع المرأة"
وأشارت الشهري التي تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أنها "من خارج المملكة، لا تستطيع تقديم أكثر مما تريده السعوديات داخل المملكة، وإن لم تغضب المرأة من الداخل لتغيير واقعها، فلن يهتم أحد بتغييره"، على حد تعبيرها، مضيفةً: "الغالب على الحراك تطبيل ممزوج مع غضب على واقع المرأة وهالشي أشوفه شخصياً مخزٍ وغير منطقي ولا رح يجيب نتيجة".
وأضافت: "بالنهاية ما أقدر ولا بعمري رح أقدر أزيد معيار غضب المضطهد على اضطهاده".
وشددت على أن "موضوع المعتقلات مهم جداً للحراك النسوي لأن الدولة انعكاس للعائلة والعكس صحيح "، موضحةً أن العنف والقمع اللذين شهدتهما النسويات الحقوقيات في السجون هما إشارة خضراء للمجتمع والعائلة إلى أنه من الطبيعي أن تتعرض المرأة لكل هذا لدى مطالبتها بحقها.
وأنهت سلسلة التغريدات بالقول: "من الآخر، القمع مستحيل ينجح ببيئة حرة وغير هرمية في قمعها، وكل شخص بالهرم يقمع اللي أضعف منه. أشوفه من السذاجة تصديق أن سلطة قامعة مو قادرة تفرض هيبتها إلا بالاعتقالات التعسفية وأن كلمة تهدد كيانها".
واعتبرت الشهري أن قمع النساء هو الذي يعزز استمرار سلسلة هذا القمع الهرمي.
وفي حوار سابق مع رصيف22، قالت إن القرارات الجديدة التي شهدتها المملكة "تلميعية"، ولم يستفد منها إلا النساء المتمتعات بقدر من الحرية سابق للقرارات التي أعطتهن مجالاً أكبر من الحرية، لكن المرأة المقموعة التي تتعرّض لاضطهاد وليها لم تزل تعاني.
اعتقال زوجها
وكانت الشهري قد أعلنت في 5 أبريل/نيسان 2019 عبر تويتر اعتقال زوجها أيمن الدريس، وهو مترجم وناشط ثقافي (لا يزال معتقلاً). وتزامن اعتقاله مع عدة اعتقالات أخرى لناشطين ثقافيين في السعودية، حسبما جاء في تغريدتها.
وختمت الشهري: "أيمن من الأشخاص الذين دعموا النساء وقضاياهن، ولم يفعل شيئاً سوى ممارسة شغفه ونشر الوعي".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع