شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"ثورة ثورة حتى المصل"... مسيرة وحرق "علم كورونا" في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 24 مارس 202007:03 م

على الرغم من المناشدات الرسمية المتكررة بعدم التجمع لمنع انتشار فيروس كورونا، نظم العشرات في مدينة الإسكندرية المصرية مسيرة لـ"الابتهال بالدعاء إلى الله" لمنع تفشي الوباء.

وردد المشاركون في المسيرة، التي طافت عدداً من شوارع المدينة الساحلية، منتصف ليل 23 آذار/مارس، هتاف "الله أكبر"، وأحرقوا علماً يرمز إلى فيروس كورونا.

عقب المسيرة، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في 24 آذار/مارس، حظر تجوّل ليلي، وتعليقاً لحركة النقل العامة ووسائل المواصلات من الساعة السابعة مساءً حتى الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي.

وقالت وزارة الداخلية إنها ضبطت المشاركين في المسيرة، و"ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم".

ووصل عدد المصابين في مصر بفيروس كورونا 366، منهم 19 متوفّىً.

ورأى غالبية المعلقين المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن قرار حظر التجول سببه الرئيسي المسيرة الليلية التي شهدتها الإسكندرية.

"عشان تبقوا تعملوا ثورة كورونية"... إعلان حظر تجوّل ليلي في مصر عقب مسيرة "التكبير ضد كورونا" في الإسكندرية، مع القبض على المشاركين فيها

"عدم وعي"

وعلى نطاق واسع، اعتبر المصريون المعلقون على "المسيرة ضد كورونا" أنها تعكس عدم وجود وعي المواطنين بخطورة الفيروس وسهولة انتقاله بين البشر. كتب عبدالله عابد في تغريدة: "اللي حصل إن دل على شيء فإنما يدل على جهل وغياب وعي عدد كبير من الناس. خارجين وكأنهم رايحين يواجهوا الصليبيين، بيحاربوا كورونا بالدعاء وسط الزحام اللي الحكومة تحذر منه".

وغرد محمد ساخراً: "كدة الفيروس هيموت؟ ياللي ساكت ساكت ليه خدت المصل ولا إيه!".

ووصف البعض المسيرة بأنها "ثورة كورونية"، وعرض "أهداف" هذه الثورة، مثل "بناء جيش للحماية من الفيروس".

ومن أطرف التعليقات التي سخر بها مصريون مما حدث: "يا كورونا قول الحق أنت فيروس ولا لأ" و"السيسي لرئيس الحكومة: اقفل لي باب إسكندرية وهات الحزام والخرطوم" و"أحلى مسا على المحافظة اللي هتودي البلد كلها في داهية" و"السيسي هيصحى يدينا أربع أسابيع حظر تجوال وإسكندرية أربع سنين".

وتعد الإسكندرية، التي تقع في شمال البلاد، ثانية أهم المدن في مصر بعد العاصمة القاهرة، وفيها واحدة من أبرز المكتبات في العالم، والقنصليات الأجنبية والعديد من المدارس الدولية.  

إلا أن هذه المدينة تعد أيضاً معقل الجبهة السلفية وحزب النور الذي يمثل الكثير من السلفيين الذين يرون أن كورونا ابتلاء من الله يُرفع بالدعاء.   

في شباط/فبراير الماضي، اعتبر نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي أن انتشار فيروس كورونا في الصين نوع من العقاب الإلهي.

"ياللي ساكت ساكت ليه خدت المصل ولا إيه"... سخرية واسعة من تنظيم العشرات في مدينة الإسكندرية المصرية مسيرة ضد "كورونا". إليكم أبرز التعليقات الطريفة

مؤامرة إخوانية ضد الجيش؟

في سياق آخر، قال ناشطون إن هتافات التكبير والتهليل التي انتشرت في الإسكندرية كانت تلبية لدعوات أطلقها المذيع المعارض للنظام المصري في تركيا معتز مطر للأهالي من أجل التضرع بها إلى الله لمنع انتشار الوباء.

وغرد عاطف الإسكندراني: "معظم أماكن الإسكندرية من ساعة 11 (بتوقيت مصر) إلى قرب الفجر تلبي دعوات معتز مطر، ساد التكبير في الشرفات ووصل إلى الشارع".

وأعاد معتز مطر نشر هذه التغريدة على حسابه في تويتر.

وقال عبد الرحيم مصطفى: "موضوع التكبيرات والتضرع والرجوع لربنا دي حاجة مبهجة جداً. يا جماعة البداية كانت من المغرب الشقيق وبعد كده تلبيةً لدعوة الإعلامي المحترم معتز مطر بدأت التكبيرات والأدعية في عدة محافظات في مصر أبرزها إسكندرية وبورسعيد والبحيرة". 

في المقابل، رأى آخرون أن هذه الدعوة "مؤامرة" من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في البلاد، هدفها "نشر كورونا بين المصريين ونقله إلى الجيش".

غرد محمود أحمد:" دعوة انساق لها البعض بدون علم وهي التكبير من البيوت، فنزلوا بمسيرات فى الشوارع، وربما بينهم مصابون مدسوسون لنشر المرض فتصبح الإسكندرية ووهان المصرية!".

وأضاف: "دعوة معتز مطر تحضير لخطوات ما بعد تفشي الفيروس ونزول الجيش حتى ينتشر الوباء بين أفراده، وطبعاً المندس يعتبر نفسه مجاهداً فى سبيل الله!".

وغردت داليا حسين: "شيء مُريب في موضوع الدعوة إلى الخروج. ما هي مصلحة الإخوان في تعجيل فرض الحظر سوى نزول الجيش ومحاولة اشتباكه مع بعض المُصابين!".

وسارع مطر إلى التبرؤ من نزول الناس إلى الشارع، قائلاً: "قلت عشرات المرات وبكل الطرق: إلزم بيتك إلزم بيتك… وكبّروا من الشرفات والأسطح".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image