خلال أقل من 24 ساعة، نعت القوات المسلحة المصرية اثنين من جنرالاتها، موضحةً أنهما أصيبا بعدوى فيروس كوفيد-19 المستجد "خلال مشاركتهما في جهود مكافحته". وهذا ما أثار حالة من الرعب الحقيقي في البلاد وسط تداول روايات مختلفة عن "إصابات عديدة" في صفوف القادة العسكريين واتساع انتشار الفيروس في مصر.
وذكر التلفزيون الرسمي، صباح 23 آذار/مارس: "استمراراً لتضحيات أبنائها في حماية الوطن، فقدت القوات المسلحة فجر اليوم اللواء أركان حرب شفيع عبد الحليم الذي وافته المنية نتيجة اشتراكه في أعمال مواجهة فيروس كورونا".
وكان عبد الحليم يشغل منصب مدير إدارة المشروعات الكبرى في الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة. وجاء الإعلان عن وفاته عقب تأكيد مصدر عسكري، مساء 22 آذار/مارس، وفاة أحد قادة الهيئة الهندسية في الجيش، اللواء أركان حرب خالد شلتوت "نتيجة إصابته بالفيروس خلال اشتراكه في أعمال مكافحة انتشار المرض في البلاد" أيضاً.
فزع بين المواطنين
عزز الإعلان عن وفاة اللواءين مخاوف المصريين من أن السلطات لا تقدم الحقيقة الكاملة عن مدى تفشي العدوى في البلاد، إذ تصر حتى الآن على تأكيد إصابة 327 شخصاً، ووفاة 14 منهم.
إعلان وفاة لواءين بارزين في الجيش المصري يعزز مخاوف مواطنين من أن الوضع أسوأ مما تكشف السلطات عنه، ويؤكد تكهنات بشأن كثرة الإصابات في صفوف القادة العسكريين. لكن هل التقاهم السيسي من دون تدابير وقائية؟
وقال الأثري أحمد صالح عبر فيسبوك: "لا أحب الفتّي (الحديث في غير التخصص)... لكن وفاة اثنين من ألوية الجيش عقب اشتراكهما في تعقيم المباني ضد فيروس كورونا يعني أن العدوى متشبعة (متغلغلة) في مصر بشكل كبير!".
ورأى البعض أن صياغة خبر وفاة اللواءين "مبهمة وتسهم في إثارة القلق" بين المواطنين. كتب المرشد السياحي طاهر عبد الرحمن: "يعني إيه ‘استشهد أثناء مكافحة كورونا؟‘ الأطباء والممرضون والمسعفون هم الذين يكافحون المرض في هذه الفترة. قولوا الحقيقة حتى يطمئن الناس".
وأوضح الباحث السياسي محمد السيد: "ربنا يرحم من مات، لكن ما معنى أن الإصابة حدثت أثناء مكافحة فيروس كورونا؟ هل يعني ذلك أن اللواءين كانا جزءاً من مستشفيات الحجر الصحي مثلاً، أو كانا يشاركان في نقل المرضى مع الإسعاف إلى الحجر الصحي؟ كلام مبهم ولا قيمة له غير ابتزاز مشاعر ‘المواطنين الشرفاء‘".
يُذكر أن عدة فرق من الجيش شاركت في أعمال تعقيم المؤسسات الرسمية مثل الجامعات والهيئات الإدارية وغيرها.
تكهنات بإصابة السيسي
الإعلان عن وفاة اللواءين دعم في الوقت نفسه عدة تكهنات وروايات حول طول فترة غياب السيسي غير المعتادة عن الظهور إعلامياً، وحول إصابة عدد كبير من القادة العسكريين. تداول بعض الناشطين السياسيين المعارضين ما قيل إنه "وثيقة مسربة" منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تضم أسماء عدد كبير من قادة القوات المسلحة المصابين بالفيروس.
"بعد أسابيع من الاختفاء، لم يكن ظهوره إلا لأمر جلل"... لماذا خرج السيسي مطمئناً المصريين على الإجراءات الرسمية لمواجهة كورونا مرتين خلال أقل من 24 ساعة؟
وتشمل الوثيقة اسمَي اللواءين المتوفيين بكورونا. ونشرها الكاتب والمحلل السياسي عمرو خليفة عبر حسابه في تويتر، معلقاً: "وثيقة خطيرة معروف وجودها منذ ١٠ أيام، لم يتم النشر نظراً لطبيعتها (حساسيتها): تفشى الوباء فى صفوف الجيش، ولا يتمنى أحد يحب بلده لدرجة الجنون أن تكون الوثيقة حقيقية. لكن عندما يتم الإعلان عن وفاة اللواء شلتوت المذكور في الوثيقة فلا بد من الإعلان ومعرفة حجم الكارثة".
ولفت الكثيرون إلى أن ظهور الرئيس السيسي في 22 آذار/مارس عقب أسابيع من الاختفاء، لم يكن إلا لأمر جلل، إذ أصر خلال تكريمه عدداً من أمهات الشهداء على أن الحكومة لا تخفي حقيقة انتشار كورونا وأعلن بعد ساعات معدودة وفاة اللواءين وسط شائعات إصابة عدد كبير من الضباط.
دعاء الرئيس السيسي بعد حديثه عن أزمة فيروس كورونا#صدى_البلد pic.twitter.com/PLEf4IVbnN
— صدى البلد (@baladtv) March 22, 2020
وتداول آخرون صورة يظهر فيها السيسي في غرفة مكتظة مع قادة عسكريين من دون مراعاة التدابير الوقائية مثل القفازات أو الكمامات، قائلين إن اللواءين المتوفيين كانا حاضرين في الاجتماع.
ولم يتسن لرصيف22 التثبت من صحةًالصورة أو معرفة إذا كانت حديثة أو قديمة.
ربما هذا ما دفع السيسي للخروج مرة ثانية في أقل من 24 ساعة، مطمئناً المواطنين على الإجراءات المعتمدة لمواجهة تفشي الفيروس.
وعبر حسابه الرسمي على فيسبوك، قال السيسي: "أتابع عن كثب على مدار الساعة إجراءات الدولة الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا. كما وعدتكم أمس نحن مستمرون في إجراءاتنا بكل دقة في مكافحة هذا الوباء حفاظاً على صحة كل مواطن مصري".
وأهاب بالجميع "الالتزام الكامل بهذه الإجراءات من أجل أن تظل مصر دائماً في سلام وأمان، وأدعو الله عز وجل أن يوفقنا فيما نقوم به لخدمة وطننا العزيز مصر".
وكان السيسي قد عيّن وزير الصحة الأسبق محمد عوض تاج الدين (75 عاماً) مستشاراً صحياً له، قبل يومين، وهذا ما أثار تساؤلات بشأن خروج الأزمة عن السيطرة وعجز المسؤولين الحاليين عن تداركها. ويعرف المصريون أن تاج الدين أحد أمهر الذين تولوا وزارة الصحة في البلاد.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع