في أحدث جرائم قتل النساء الفلسطينيات في الداخل الفلسطيني، لفظت الشابة زمزم محاميد (19 عاماً) أنفاسها الأخيرة متأثرة بجروح بالغة أصابتها عقب إطلاق مجهولين مسلحين وابلاً من الرصاص عليها في الشارع وعلى مرأى من الكثيرين في حي الشاغور بمدينة أم الفحم مساء 18 آذار/مارس.
وبرغم نقل الشابة المغدورة إلى مستشفى هعيمك في العفولة عقب إطلاق النار، لم تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذها.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، أنها شرعت في التحقيق في ملابسات الجريمة، وأن عناصرها يعملون على جمع الأدلة وفحصها في مسرح الجريمة لتحديد هوية الجناة.
وتجمهر العشرات من الأهالي في موقع الحادث، منددين باستمرار العنف والجريمة ضد العرب.
وتعد محاميد الضحية الرقم 13 لجرائم العنف والاعتداء المختلفة في المجتمع العربي بإسرائيل بعد أربعة أيام من مقتل الشاب محمد الشمالي من الرملة.
ويعاني المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل من زيادة مطردة في مستويات العنف خلال السنوات الأخيرة. ففي العام الماضي، قتل 93 عربياً بينهم 11 امرأة، وشهد العام 2018 مقتل 76 عربياً بينهم 14 امرأة، مقابل مقتل 72 عربياً بينهم 10 نساء عام 2017.
"قتلوا أحلام الصبية"... زمزم محاميد ابنة الـ19 عاماً قُتلت بوابل من الرصاص في أم الفحم على مرأى الكثيرين ومسمعهم، ولم يحرك أحد منهم ساكناً
استنكار…
غير أن النساء الفلسطينيات هن الأكثر عرضة للعنف، وهذا ما دفع العديد من الناشطين والناشطات إلى الإعراب عن استيائهم من "تخاذل السلطات والتواطؤ المجتمعي" حيال هذا الواقع الشائن. قالت الصحافية والكاتبة ناهد درباس: "العار كل العار أن تقتل فتاة مع سبق الإصرار والترصد".
وكتب الباحث في مركز مسارات، رازي نابلسي، عبر فيسبوك: "زمزم محاميد صبيّة صغيرة، بعدها بتتعلّم بالحياة، بتعيش، بتشوف، بتجرّب، بتكره وبتحب وبتغلط وبتتعلّم. طخُّوها بنُص الشارع بأم الفحم، قتلوا أحلامها، ورحلتها".
وأردف: "بدل ما خلال الوباء، نحضن بعض، نكتشف بعض، نحب بعض، ونعرف قيمة الإنسان، قتلوها بأبشع الفيروسات، فيروس الظلم والقتل والوسخ اللي بحوّل الإنسان لوحش، قاتل وقاطف".
ودعت الكاتبة والناشطة النسوية الفلسطينية سماح سلايمة إلى "احتجاج افتراضي وتظاهرة فيسبوكية ضد القتل"، مناشدةً الجميع "التضامن من أجل الحياة… أختي وبنتك عم تنضرب وتقتل وتُغتصب. مع بعض وكلنا ضد كل العنف والظلم وسفك الدم. شاركوا لتكون أكبر مظاهرة رقمية".
ولفت حساب "وطن حر نساء حرة" عبر فيسبوك إلى أن جريمة قتل محاميد تأتي "بعد مضي أقل من شهر على مقتل نسرين جبارة (36 عاماً) في الطيبة وفي ظلّ بحثنا عن القليل من الأمان مع ما نشهده من حالة طوارئ عامة".
وأوضح أن هذه الجريمة "تذكّرنا بأنّنا لن نجدَ النجاة ونحن نعيش واقعاً مركّباً مليئاً بالعنف، وبأنّ المجرم لن يردعه أيّ شيءٍ، لا حالة طوارئ ولا غيرها، ما دُمنا نعتبر قصص الكثيرات (مع العنف والتعنيف) قصصاً هامشيةً، لا تعدو مجرّد خبرٍ يتناقله الجميع، ويسعى آخرون لتجاهله وتغييبه".
وشدد على ضرورة مقاومة العنف ضد المرأة والتواطؤ المجتمعي معه من أجل زمزم ونسرين، ومن أجل كلّ من تواجه الترويع وتُقتل وتُعنّف في البيت والشارع.
محاميد هي الضحية الرقم 13 لجرائم القتل داخل المجتمع العربي في إسرائيل. إنها القتيلة الثانية خلال أسبوع. وقبل أقل من شهر قُتلت نسرين جبارة (36 عاماً) في الطيبة
"لا تبق وحدك مع الضائقة"
وتساءلت الناشطة العمالية والنسوية، ميسم جلجولي، رئيسة مركز "نعمات" الحقوقي، عبر حسابها على فيسبوك: "إلى متى يستمر سفك دماء الفتيات والنساء في مجتمعنا؟".
وأضافت: "العنف مستشر. هذا الأسبوع قُتلت اِمرأتان في ريشون لتسيون وأم الفحم وجرحت ثالثة في اللد".
وتابعت: "بناءً على خبراتنا في مركز نعمات للعائلة، نلحظ أن الحياة، خاصة في أيام مثل هذه الأيام التي نقيم فيها في البيوت، تتحول الى ‘طنجرة ضغط‘، وأن العنف العائلي يرتفع".
وختمت: "النساء اللواتي يعشن داخل منظومة علاقات عنيفة، يعانين الكثير. وهذا يؤدي إلى تعاظم الاحتكاك والخطر. لا تبقِ وحدك مع الضائقة!"، عارضةً خدمات "نعمات" للمحتاجات والمعنفات على مدار الساعة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...