دشنّت مجموعة من الناشطين المصريين والعرب حملة تضامن مع نجل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، أسامة، طالبت فيها السلطات المصرية بالإفراج عنه أو تحسين ظروف سجنه على الأقل عقب بدئه إضراباً مفتوحاً عن الطعام.
ومنذ عزل الجيش المصري مرسي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين عام 2013، تعرض وأفراد أسرته وقادة الجماعة وأنصارها لملاحقات أمنية وقضائية باتهامات عدة.
وطالما شكا أسامة، المعتقل منذ كانون الأول/ديسمبر عام 2016 والمحبوس في زنزانة انفرادية، إلى القضاة خلال جلسات محاكمته تعرضه لـ"حصار شديد"، مرجحاً أن يكون هدف الحصار "أن يفقد عقله".
وعبر وسوم #انقذو_أسامة_مرسي و#أسامة_مرسي و#الحرية_لأسامة_مرسي، حذر عشرات الناشطين من مخاطر الإضراب على صحة أسامة الذي اعتبروا أنه يتعرض "للقتل المتعمد" أو الممنهج، مشيرين إلى أنه في السجن "انتقاماً" من والده وجماعة الإخوان المسلمين التي كان يحسب عليها.
حصار شديد وحرمان من الحياة
وقالت الناشطة الحقوقية والسياسية منى سيف: "أسامة مرسي بدأ إضراباً عن الطعام منذ ٩ آذار/مارس الجاري. تعرفوا على سلسلة الانتهاكات والصدمات المتتالية التي يضطر للتعامل معها وهو معزول في السجن، بينما لا ينبغي أن يكون مسجوناً بالأساس".
وأضافت: "أسامة محبوس انفرادياً ومحروم من الزيارة ورؤية أسرته. أسامة محامٍ، قُبض عليه في 8 كانون الأول/ديسمبر عام 2016 من بيته في الزقازيق بمحافظة الشرقية. زُج به في سجن العقرب ذي الحراسة المشددة واتُّهم في قضية فض اعتصام رابعة. ومنذ ذاك الحين إلى نهاية عام 2017، لم تستطع أسرته زيارته سوى مرة واحدة، وحدث اللقاء عبر الزجاج. بعد ذلك، كانت الأسرة تطمئن عليه خلال جلسات محاكمته بعدما سمح القاضي لها في بعض الأحيان بالسلام عليه عبر أسلاك القفص".
"يتعرض للقتل الممنهج وذنبه الوحيد أنه ابن الرئيس"... ناشطون يحذرون من مخاطر على حياة نجل محمد مرسي المعتقل، أسامة، بعد دخوله إضراباً مفتوحاً عن الطعام. وهو ممنوع من التريض والزيارة وصلاة الجمعة واستكمال دراسته العليا ومحبوس انفرادياً نحو ثلاث سنوات
وأردفت:"منذ الحكم عليه في أيلول/سبتمبر عام 2018 بالسجن 10 سنوات لم تعد هناك أي وسيلة للاطمئنان عليه".
وختمت: "أسامة لم يغادر زنزانته الانفرادية إلا مرتين، الأولى حين دُفن والده الذي توفي أثناء محاكمته في 17 حزيران/يونيو عام 2019 والثانية حين دُفن شقيقه عبدالله الذي توفي في 4 أيلول/سبتمبر عام 2019"، مطالبةً بـ"الحرية لأسامة مرسي".
كذلك شارك الإعلامي المصري محمد جمال هلال مقطعاً مصوراً لأسامة يشكو فيه أمام هيئة المحكمة "الحصار المفروض عليه".
وفق ما أعلنه المكتب الدولي للمحاماة عن أسرة #الرئيس_مرسي: فإن #أسامة_مرسي تعرض لمحاولة قتل في محبسه وقد امتنعت السلطات رفع شكواه إلى النيابة العامة وقد أعلن أسامة عن دخوله في إضراب عن الطعام .#أنقذو_أسامة_مرسي pic.twitter.com/OKfOxyLBW5
— محمد جمال هلال (@gamal_helal) March 9, 2020
ومما قاله أسامة للقضاة في الفيديو: "أنا ممنوع من الزيارة ومن استكمال الدراسات العليا، محبوس في معزل لا أرى حتى بقية المعتقلين، غير مسموح لي بصلاة الجمعة (في جماعة)".
وقال أيضاً: "السجن كله يصلي صلاة الجمعة إلا أنا… لماذا؟ إذا لم يكن لدى السلطة علم بأني أشهرت إسلامي فأنا أخبرهم الآن. عايز أصلي. جلسات تلو أخرى برغم ما بيني وبين هذا النظام من خصومة، كنت أخجل أن أقف أمام هذه الكاميرات وأطلب أن أصلي".
وأضاف: "هذا الحصار الشديد الذي أعيش فيه، إذا كان الهدف منه أن أفقد عقلي، فهم (نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي) حالمون".
وندد حساب "صوت الزنزانة" المعني بأخبار المعتقلين السياسيين في مصر والانتهاكات في سجونها، بـ"ثلاث سنوات من القتل البطيء والحبس الانفرادي والحرمان من الحياة" لنجل الرئيس الراحل. وتساءل: "ما يريد النظام الحالي منه عقب وفاة والده".
وقال الباحث السعودي في جامعة جورجتاون عبد الله سلمان العودة: "أسامة مرسي في السجون المصرية يخوض إضراباً مفتوحاً، حسب ما صرّح به محاميه توني كدمان. وضع السجون المصرية مرعب جداً وممارسات قتل بطيء مستمرة تحت سمع العالم وبصره!".
ولسجون المعتقلين السياسيين في مصر سمعة سيئة من حيث انتهاك حقوق الإنسان، إذ يتهم النظام الحالي بالتنكيل بمعارضيه المعتقلين بحرمانهم العلاج والطعام المناسب والغطاء والدفء.
الفريق القانوني لأسرة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي عن نجله المعتقل أسامة: "يتعرض للمخاطر نفسها التي تعرض لها والده الراحل. ومن أجل تسليط الضوء على هذه المخاوف، بدأ إضراباً عن الطعام"
الفريق القانوني يحذر
يأتي هذا كله عقب تحذير الفريق القانوني لأسرة الرئيس الأسبق الراحل محمد مرسي من "مخاطر حقيقية" بشأن سلامة أسامة الجسدية في سجنه وهي تخالف المعايير الدولية لحقوقه كمعتقل، وفق ما نشرته بوابة الحرية والعدالة في 9 آذار/مارس.
ونقلت البوابة عن محامي الأسرة البريطاني توبي كادمن، تأكيده بدء أسامة إضراباً مفتوحاً عن الطعام بعد رفض إدارة السجن تقديم شكواه بشأن ما يتعرض له من انتهاكات إلى النيابة العامة".
وأعرب كادمن عن قلقه إزاء "رفض السلطات (المصرية) تلقي أي شكاوى، أو اتخاذ أي خطوات لحماية حقوقه"، مستخلصة من ذلك أنه "يعتقد الآن بأن حياته في خطر وشيك".
وأشار إلى أنه معتقل منذ نهاية العام 2016 "بأكثر المزاعم زيفاً، وأن الحكم عليه بالسجن عام 2017 أعقب عملية محاكمة لا يمكن وصفها إلا بأنها إنكار صارخ للعدالة".
واستدرك: "يتعرض للمخاطر نفسها التي تعرض لها والده الراحل. ومن أجل تسليط الضوء على هذه المخاوف، بدأ أسامة إضراباً عن الطعام".
وألمح المحامي البريطاني إلى أن "والد أسامة وشقيقه الأصغر سناً (عبدالله) وافتهما المنية نتيجة معارضتهما النظام العسكري بقيادة السيسي، ونعتقد أنهما قُتلا على أيدي السلطات، وندعو الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق كامل في وفاتهما".
وتعاطف العديد من المصريين مع عائلة مرسي عقب وفاة الأب ثم نجله الأصغر خلال أشهر قليلة. ولام بعضهم النظام الحاكم على وفاة الاثنين "كمداً وقهراً".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا