في منطقتنا، تظهر كل يوم إصابات جديدة بالكورونا. من مصر التي لا تُفصح المعلومات الرسمية الخارجة منها عن حقيقة الوضع إلى سوريا التي ظهرت فيها إصابات إلا أن الحكومة تتكتم عليها، لم تنج أي دولة من هذا الفيروس. لذلك لم يعد احتمال أن يلتزم أحد منّا منزله، مُطبّقاً على نفسه حجراً صحياً ذاتياً، احتمالاً بعيداً.
وإذ يزداد قلق الناس والحكومات على حدٍ سواء، بسبب غياب المعلومات الدقيقة عمّا ينتظرنا في الأسابيع القادمة، تبرز إلى الواجهة باستمرار سبل للتعاطي مع المصابين بالمرض، أو المشتبه بإصابتهم به، أو مع الناس بشكل عام.
الحجر الصحي، العزل، والتباعد الاجتماعي
يميّز مقال في جريدة واشنطن بوست بين ثلاثة إجراءات: الحجر الصحي، الذي يخضع له ملايين الناس حول العالم اليوم، وهو إجراء احترازي يهدف إلى معرفة ما إذا كان الخاضع له مصاباً بالفيروس أم لا؛ والعزل، وهو ما يطبّق على المصابين بالمرض كي لا ينقلوا العدوى إلى غيرهم، ريثما يتعافون؛ والتباعد الاجتماعي، وهو مجموعة التغيّرات التي تطرأ على سلوك الناس لوقاية أنفسهم من الفيروس، كالامتناع عن الذهاب إلى الحفلات، الكنائس، المساجد، وكافة الأماكن التي يتجمع فيها الكثير من الناس، وقد يقتصر على مجرد تجنب مصافحة الآخرين وتقبيلهم.
الحجر الصحي ليس حلاً لأزمة فيروس كورونا إنّما وسيلة لشراء الوقت، بحسب ما قالت مديرة مركز قانون وسياسات الصحة في جامعة نورثويسترن في الولايات المتحدة الأمريكية، ويندي إي بارميت، لمجلّة نيويوركر، مضيفةً: "هناك أسباب تدعونا للشك في مدى فعالية الحجر الصحي عندما يتعلق الأمر بالأمراض التنفسية مثل فيروس كورونا".
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، ينصح مركز الوقاية والتحكم بالأمراض في الولايات المتحدة بالحجر الصحي لمدة 14 يوماً ومراقبة ظهور أعراض مشابهة للإنفلونزا. واختار الباحثون أن تكون مدة الحجر 14 يوماً كونها المدة المعمول بها عند التعامل مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والتي يتحدر فيروس كورونا من عائلتها، بحسب الصحيفة.
كيف تحضّر نفسك لحجر صحي ذاتي؟
قد تفرض عليك السلطات المسؤولة في بلدك حجراً صحياً، أو قد تطلبه منك الجهة التي تعمل(ين) لديها، أو قد تفرضـ(ينـ)ه أنت على نفسك. يقول الباحثون إن علينا مسؤولية اجتماعية لا تنحصر بحماية أنفسنا فقط بل تتعدانا إلى مساعدة الآخرين على عدم انتشار الفيروس بينهم.
المكان ونظافته
إذا اخترت الحجرٌ الصحيّ، أو فُرِضَ عليك، لا داعي للذهاب إلى مركزٍ خاص، بحسب مقال واشنطن بوست. معظم المنازل تفي بالغرض. ولا يعني الحجر الصحي، بحسب الصحيفة، أن الخاضع له لا يستطيع العيش في المنزل نفسه مع عائلته أو شركائه في السكن، لكن من الأفضل أن يبقى في غرفة النوم الخاصة به، وأن يرتدي كمامة إذا أراد الاقتراب من الآخرين، وألّا يشارك الأطباق أو المناشف أو أغطية السرير أو أي شيء آخر قد يلمسه غيره.
قد تفرض عليك السلطات المسؤولة في بلدك حجراً صحياً، أو قد تطلبه منك الجهة التي تعمل(ين) لديها، أو قد تفرضـ(ينـ)ه أنت على نفسك، بسبب تفشي فيروس كورونا... كونوا جاهزين مع ما تحتاجونه من معلومات عن ذلك
ولدرء انتشار الفيروس، ينصح مركز الوقاية والتحكم بالأمراض بغسل اليدين باستمرار والتنظيف اليومي للسطوح التي تخضع لاحتكاك بشري مستمر، مثل الهاتف النقال ومقبض الباب والمراحيض. كما ينصح بالحدّ من الاحتكاك مع الحيوانات الأليفة، أو غسل اليدين قبل وبعد الاحتكاك مع إبقاء الكمامة على الوجه، ريثما يحسم الباحثون ما إذا كان الفيروس ينتقل عبر الحيوانات أم لا.
الطعام والمستلزمات اليومية
من الضروري للمحجور عليه أن يشتري ما يكفي من الطعام لمدة 14 يوماً، خاصّة المنتجات التي لا تفسد بسرعة، مثل الأرز والمعكرونة وعلب الحساء. لكن لا داعي للتعاطي مع شراء هذه الحاجيات بذعر، فالتحضير للحجر الصحي من الفيروس ليس كالاستعداد للزلازل والعواصف الثلجية، بحسب ما قاله مدير استجابة الطوارئ والجاهزية في "مشروع أمل"، توم كوتر، لواشنطن بوست.
ومن الممكن شراء الطعام المثلّج والخضار والفواكه التي لا تفسد سريعاً جداً، قال كوتر، الذي نوّه أيضاً إلى أهمية شرب الماء باستمرار.
وذكّر كوتر بأهمية شراء الحاجيات اليومية مثل الشامبو، حفاضات الأطفال، طعام الحيوانات الأليفة، ومواد التنظيف، ولكن دون الحاجة إلى تكديسها كأننا على مشارف نهاية العالم.
لم يعد احتمال أن يلتزم أحد منّا منزله، مُطبّقاً على نفسه حجراً صحياً ذاتياً، احتمالاً بعيداً، بسبب انتشار فيروس كورونا... كونوا جاهزين مع ما تحتاجونه من معلومات عن ذلك
العمل من المنزل
أتاحت العديد من الشركات لموظفيها فرصة العمل من منازلهم، في حال كانت طبيعة عملهم تسمح بذلك، أو فرضتها عليهم. وفي حين أسعد هذا الخبر بعض الموظفين، الذين قد يفضلون العمل من بيوتهم على الذهاب إلى المكتب حتى ضمن الظروف الطبيعية، تسبب الأمر ببعض القلق لآخرين.
يشتكي الكثيرون من الضجر أو من صعوبة التركيز لساعات طويلة حين يعملون من المنزل، نظراً لغياب الرقابة، أو كثرة ما قد يلهيهم عن العمل: الموسيقى الصاخبة، التلفزيون، الأعمال المنزلية مثل الطهو والغسيل، أو إضاعة الوقت مع أفراد العائلة أو شركاء السكن. لكن هناك عدّة طرق لمساعدتك على التركيز، ذكر بعضها موقع "وايرد".
من المهم، بدايةً، اتّباع نفس الطقوس التي كنت لتتبعها لو كنت ستذهب إلى المكتب، مثل الاستيقاظ في موعد محدد، الاستحمام، تنظيف الأسنان، وارتداء ثياب غير تلك التي خلدت فيها إلى النوم.
يساعد ذلك ذهنك على فهم أنك في المنزل لتعمل، وليس لتنام أو تلهو. من المهم أيضاً تخصيص زاوية للعمل عوضاً عن أدائه من السرير أو الأريكة، وعدم تشغيل التلفزيون، وتحضير الوجبات الخفيفة دفعة واحدة عوضاً عن الرحلات المتكررة إلى المطبخ.
كما أكد الموقع أهمية التواصل مع أعضاء فريقك عبر "سلاك" أو أي وسيلة تتبعونها، بشكل أكثر كثافة عندما تعمل من المنزل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون