رحل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك صباح الـ25 من شباط/ فبراير، عن عمر يناهز 91 عاماً، بعد وعكة صحية تعرّض لها وأودت بحياته.
تنحّى الرئيس المصري الأسبق عن حكم مصر إبان ثورة يناير 2011، بعد 18 يوماً من تظاهرات لم تهدأ إلا بعد إعلانه تخليه عن منصبه الذي بقي فيه طوال 30 عاماً.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي استقبلوا خبر وفاة مبارك بنشر عدد من خطاباته ومقاطع الفيديو التي حملت الكثير من الجمل التي علقت في ذاكرة المصريين.
هي عبارات لها دلالاتها، ورغم رحيل مبارك عن السلطة قبل تسعة أعوام، لا يزال لها أثر حتى الآن.
"الكفن ملوش جيوب"
بعد أقل من عام على تنصيب مبارك رئيساً للجمهورية خلفاً للرئيس الراحل محمد أنور السادات، شاعت جملة شهيرة له بين الشعب المصري وهي: "الكفن ملوش جيوب"، وفيها أراد القول إنه لا ينوي التربّح من منصبه الجديد، جاءت تلك الكلمة خلال خطبته التي ألقاها على الشعب المصري في شباط/ فبراير من عام 1982.
وبعد تنحي مبارك وتداول أنباء عن حجم ثروته وثروة عائلته، أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشر هذه الكلمة من جديد، تعليقاً على التقارير الصحافية التي قدّرت حجم ثروته بالمليارات.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد نشرت تقريراً عن حجم ثروة مبارك، قالت فيه إنها قد تصل إلى 70 مليار دولار، وفقاً لتحليل أجراه خبير في شؤون الشرق الأوسط.
وعام 2018، جمّدت محكمة العدل الأوروبية أموال مبارك وستة من رموز نظامه السابقين لمدة عام، وهي أموال تُقدَّر بـ529 مليون يورو، وذلك بناءً على طلب جهاز الكسب غير المشروع، والمرسل إلى النيابة العامة.
"المنحة يا ريس!"
اشتهرت جملة "المنحة يا ريس" في عهد مبارك. ففي أحد المواقف، أثناء إلقاء الرئيس الأسبق كلمة بمناسبة عيد العمال من داخل قاعة المؤتمرات في مدينة نصر، أطلق أحد العمال الحاضرين هذه الجملة الشهيرة: "المنحة يا ريّس!"، فرد عليه مبارك بالضحك واستكمل خطابه، ما دفع العمال إلى التصفيق منادين بصرفها.
وفي عهد الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، بدأ صرف منحة للعمال في عيدهم، على هيئة مكافآت، لتشجيعهم على زيادة الإنتاج، وإعطائهم دفعة لرفع إنتاج مصر الاقتصادي، ما جعل العمال ينتظرون بشغف عيدهم للمطالبة بمنحتهم السنوية، وهي أحد أشكال الزبائنية التي لطالما اعتمدت عليها الأنظمة المصرية لكسب ولاء الناس أو فئات منهم.
وظلت عبارة "المنحة يا ريس" محافظة على شهرتها، وكانت تُستعاد كل سنة أثناء احتفال مبارك بعيد العمال، خلال فترة حكمه.
من ناحية أخرى، شهد القطاع العام وقطاع العمال حالة من التضييق والانحدار في عهد مبارك، وكانت حكومة كمال الجنزوري قد أعلنت عام 1996 عن برنامج متكامل لخصخصة القطاع العام، يتضمّن طرح أسهمها في 16 شركة سبق أن طُرحت أسهمها في السوق، بما يتجاوز الـ51%، وهي شركات ذات صلة بقطاعات الصناعات الغذائية والغزل والنسيج والصناعات الكيميائية وغير المعدنية.
كذلك، طرح البرنامج شرائح شركات لم يسبق طرح أسهمها في السوق، وعددها 41 شركة، بما يتجاوز 50% من الأسهم فى قطاعات الصناعات الغذائية، والغزل والنسيج والهندسة والصناعات المعدنية وغير المعدنية والمقاولات والإسكان، كما طرح 14 شركة بالكامل للبيع في قطاعي الصناعات الغذائية والصناعات الهندسية، إضافة إلى بيع 36 فندقاً وطرح شركات التجارة الداخلية للبيع، مثل صيدناوي وعمر أفندي وبنزايون وهانو وجاتينيو وشيكوريل والصالون الأخضر وغيرها. وعندما جاءت حكومة عاطف عبيد، استكملت هذا البرنامج على نحو كبير.
"عبّارة من لي بيغرقو دول"
في الوقت الذي كان الشعب المصري يعزّي بعضه البعض عقب غرق عبارة السلام 98 والتي راح ضحيتها 1033 مصرياً في شهر شباط/ فبراير من عام 2006، وفي مقطع فيديو أثار غضب المصريين ظهر مبارك في برنامج تلفزيوني وهو يعلّق على حديث المحاور عن العبارات بقوله: "عبّارة من لي بيغرقو دول؟".
هذه الجملة أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولها، رداً على محبي مبارك الذي علّقوا على خبر وفاته بجملة "وسيحكم التاريخ".
من "الكفن ملوش جيوب" إلى "الوطن باق والأشخاص زائلون... وسيحكم التاريخ بما لنا وبما علينا"... عبارات قالها حسني مبارك وعلقت في ذاكرة المصريين
"يا راجل كبّر مخك"
"يا راجل كبر مخك"، هي من أشهر عبارات مبارك. نطق بها ساخراً من معارضيه أثناء وجوده في مؤتمر للحزب الوطني المنحل، قبل اندلاع ثورة يناير بشهور قليلة. فرداً على سؤال عضو في الحزب بخصوص الاحتجاجات التي ظهرت خلال تلك الفترة التي سبقت الثورة بأشهر قليلة، علّق الرئيس الراحل حينها قائلاً: "انت فاكر إني هقعد أفِرّ (أدقق) كل حاجة في البلد... يا راجل كبّر مخك".
"خليهم يتسلّو"
"خليهم يتسلّو"، هي من عبارات مبارك الشهيرة، وقالها خلال خطابه في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب عام 2010، تعليقاً على حديث أحد النواب عن "البرلمان الموازي" الذي شكلته مجموعة من القوى السياسية، رداً على الانتخابات البرلمانية التي شابتها عمليات تزوير.
هي عبارات لها دلالاتها، ورغم رحيل مبارك عن السلطة قبل تسعة أعوام، لا يزال لها أثر حتى الآن
"الوطن باق والأشخاص زائلون... وسيحكم التاريخ بما لنا وبما علينا"
نطق مبارك بهذه الكلمات في آخر خطاباته التي ألقاها للشعب المصري، قبل قرار تنحيه عن رئاسة الجمهورية، إبان ثورة يناير.
وتُعَدّ تلك الكلمات الأكثر تأثيراً في وعي الناشطين الذين شاركوا في الثورة. ومنذ إذاعة خبر وفاة مبارك، تداولها ناشطون مع تقارير صحافية تستعرض العديد من الأزمات التي اندلعت في عهده وأودت إلى قيام ثورة يناير.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
أحمد لمحضر -
منذ 14 ساعةلم يخرج المقال عن سرديات الفقه الموروث رغم أنه يناقش قاعدة تمييزية عنصرية ظالمة هي من صلب و جوهر...
نُور السيبانِيّ -
منذ 3 أيامالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ 4 أياموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري