نشط ناشطون يمنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية منددين بقتل زوج زوجته (ابنة عمه)، معربين عن استيائهم من التكتم على مثل هذه الجرائم حفاظاً على سمعة القبيلة، ومن"الحماية القبلية" التي تحتضن القاتل وتشجع على تكرار العنف ضد النساء.
وتعاني المرأة في اليمن وضعاً هشاً ألقت عليه الحرب التي تطحن البلد منذ نحو أربع سنوات بظلالها، فأصبحت فريسة لجرائم القتل والخطف والاغتصاب والعنف بأشكاله في غياب شبه تام للمحاسبة.
وعبر وسميْ #كلدي_يقتل_زوجته و#يافعيه_دمش_مهدور، روى البعض فصول الجريمة التي، على ما يبدو، لم يجرٍ تناولها إعلامياً بسبب الحفاظ على "سمعة القبيلة". فالزوجة المغدورة تنتمي إلى قبيلة "يافع" العريقة في اليمن، وزوجها القاتل من آل الكلدي أحد أفرع القبيلة، وفق الناشطين.
قال أحد المعلقين: "هذا (القاتل) قصته معروفة. يدعى زكي نصر الكلدي. كان سكران ولديه شكوك فقتلها في منزل والدها. سبق أن منحها والدها نصف منزله كي تسكن وزوجها فيه. استعار الزوج مسدساً من ابن عمه وأطلق رصاصتين على رأسها في المساء. كان والدها في أحد المستوصفات حينذاك وفوجىء بوصول جثة ابنته".
زوجها، ابن عمها، قتلها بطلقتين في الرأس، ولم تُعلن القصة خوفاً على سمعة القبيلة… شابة يمنية أخرى ضحية "الحماية القبلية"
واستنكر مواطنون رواية القصة بهذه الطريقة، معتبرين أنها تبرر فعل القاتل. قالت صوفيا: "خلاص واضح إش عذره من الحين. زكي مريض يا ناس مو بيده، وهي شكلها استفزته، فتستاهل القتل بحكم أنه مريض ما يتحمل! تستاهل الطلقتين بكل برود".
وأضافت: "بالتالي، يعفى عن القاتل عن طريق ناس قتلة مثله تماماً وتدفن المهدورة ظلماً… ذي أعذارهم من الحين أقول لكم".
آفة الحماية القبيلة
وألقى الكثير من المعلقين اللوم على "القبيلة" وعلى عرف حماية القاتل إذا كانت الضحية أنثى، وخصوصاً إذا كان القاتل من القبيلة نفسها، لافتين إلى أن "التعتيم على الجريمة أبشع من الجريمة نفسها".
وقال أحدهم: "باليمن عادي اقتل زوجتك أو بنتك أو أختك، والقبيلة معاك، وكمان تدور لك مبررات للقتل وتندفن القصة ولا كأن شيء حصل. ولو المقتول رجل، القبيلة كلها تنتفض عشان ترجّع حقه. الله يلعنها من بقعة موبوءة بقتل النساء".
وتذكّر هذه القضية بقضية سميحة الأسدي التي قتلها شقيقها بإيعاز من والدها لمطالبتها القاضي بتزويجها، وانتهت القضية بتنازل الأب عن "حق الدية" وبراءة القاتل.
وأضافت مغردة أخرى تدعى مريم: "مو جديدة عليهم ظالمين بكل شي عنصريين وشايفين نفسهم! نساءهم حتى الورث أغلبهن محرومات منه ونساءهم مدعوسات دعس ما عندهم غير يزوجوا بناتهم وهم قاصرات! إش تتوقعوا منهم إنهم ما يقتلوا؟!".
وتابعت بعدها ديانا: "وصلنا لعام 2020 ولم تزل بعض الدول أسيرة نظام القبائل العقيم القبيح… سلطة غير محدودة للرجل على النساء حتى وصل به الأمر إلى قتل زوجته أو أخته من دون محاسبة أو رادع، وهذا يشجع سفاحاً آخر على ممارسة غرائزه الوحشية ضد المرأة".
"باليمن عادي اقتل زوجتك أو بنتك أو أختك والقبيلة معك وتدور لك مبررات وتندفن القصة ولا كأن شيء حصل. أما لو المقتول رجل، القبيلة كلها تنتفض عشان ترجّع حقه"
إلى متى؟
وتساءل مغردون على تويتر "إلى متى تستمر الهمجية وحمام الدم؟ وإلى متى يظل المجتمع في موقف العاجز؟".
وشددوا على ضرورة مواجهة مثل هذه الجرائم ضد المرأة و"كف يد السفهاء ووقف العبث بأرواح البشر برفض هذا الفعل الشائن".
واعتبروا أن "الخروج من قوقعة القبيلة وأسوارها الشائكة أمر ضروري للحفاظ على أرواح النساء التي تُهدَر من دون أي محاسبة للجناة. كذلك يجب أخذ حق الضحية من الجاني والتشهير به إن أردنا السكينة ومجتمعاً آمناً".
وشكك البعض في صحة الواقعة، مسترشداً بعدم تداولها إعلامياً. فرد آخرون أن هذه "ليست الجريمة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تطوى خوفاً على ‘السمعة‘".
وكتبت مغردة: "كامرأة يمنية ما تدرين تخافين على نفسك من الحرب ولا من زواجك وإنتي قاصرة ولا من المرض ولا من الأهل ولا من الزوج. ما راح تقدرين تعيشين بطمأنينة وكل شي حولك يعرضك للقتل بأي لحظة… أوقفو هدر دماء النساء".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...