تنظم مجموعة إسرائيلية متخصصة بالموسيقى الإلكترونية، باسم "حشماليكو"، مهرجاناً للموسيقى في سيناء في مصر، بمشاركة موسيقيين إسرائيليين وعرب، وذلك خلال عطلة عيد الفصح المقبلة في نيسان/ أبريل.
اسم "حشماليكو" مقتبس من كلمة "حشمال" العبرية، وتعني الكهرباء. وأكد موقع "والا" الإسرائيلي تنظيم المهرجان، مشيراً إلى أنه مهرجان موسيقى إلكتروني يهدف إلى الجمع بين الموسيقيين والفنانين من جميع أنحاء الشرق الأوسط.
سيقام المهرجان على مدار أربعة أيام ما بين 10 و14 نيسان/ أبريل، في منتجع "دانا بيتش"، على بعد 15 كيلومتراً شمال مدينة نويبع. وكان مهرجان مشابه لنفس المجموعة قد أقيم في تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
على صفحة المهرجان على فيسبوك، قدّم المنظمون المهرجان الذي يشارك فيه موسيقيون من مصر وإسرائيل وإيران، منهم Hot Oasis (مصر)، Nasiri (إيران)، SEBZZ (مصر)، OUZO (مصر)، Hisham (مصر)، باعتباره "تجربة تتجاوز الهوية والحدود والأوطان".
وقال الإسرائيلي أري شلفي، أحد منظمي المهرجان: "ذهبنا إلى الشرطة المصرية للحصول على تصاريح. سيكون هناك رجال شرطة وحراس أمن خاصون في المهرجان، بالإضافة إلى مساعدة طبية".
وبحسب هذا المنظم، فإنه إلى جانب الموسيقى والرقص، ستكون هناك ورش أخرى مثل ممارسة اليوغا. وفي اليوم الرابع من المهرجان يقام "طقس الكاكاو"، وهو طقس روحي يقوم فيه المشاركون من مسلمين ويهود بحضن بعضهم البعض في عناق ضخم، والصلاة كلٌّ على طريقته "لكي يعمّ الأمن والسلام".
رفض للتطبيع
"أرفض التطبيع بالموسيقى"، يعلّق الموسيقي الأردني يعقوب أبو غوش، مشيراً إلى رفضه لأي شكل من أشكال التطبيع عبر الموسيقى، ومؤكداً أنه "ليس من الممكن أبداً أن يشارك بأي مهرجان بتنظيم أو تمويل إسرائيلي بغض النظر عن مكان حصوله".
في اليوم الرابع من المهرجان الموسيقي الإسرائيلي الذي سيُقام في سيناء المصرية، سيقام "طقس الكاكاو"، وهو طقس روحي يقوم فيه المشاركون من مسلمين ويهود بحضن بعضهم البعض في عناق ضخم، والصلاة كلٌّ على طريقته "لكي يعمّ الأمن والسلام"
من جانب آخر، قالت منسقة موسيقية مصرية، فضلت عدم ذكر اسمها: "بالطبع الموسيقى تعبير فني، والتجمعات حولها في الحفلات والمهرجانات فعل مسالم، لكن لا بد من بعض الاتساق".
وأوضحت لرصيف22 أنه "حتى لو كان منظمو مهرجان ‘حشمليكو’ على عكس حكومتهم، شباب يهدفون إلى نشر المحبة والسلام، فإن تنظيم مهرجان موسيقي في سيناء خلال هذه الفترة ينطوي على شعور غريب".
وتابعت الموسيقية الشابة أن "اختيار المكان والتوقيت يدل على نوع من انعدام الحساسية". ولفتت إلى أن المنظمين ينتمون إلى "دولة تتعدى على أكثر من دولة في محيطها، وتواصل حكومتها انتهاج نظام فصل عنصري"، ولكن "هناك تجاهل لهذه الحقائق، في محاولة للتطبيع".
إسرائيليون يقيمون مهرجاناً موسيقياً في سيناء المصرية، بحماية أمنية، بينما المصريون "يواجهون صعوبات جمة إذا ما حاولوا العبور إلى سيناء"
وأضافت أن "سعي المنظمين لتنظيم مهرجان في دولة مجاورة، يجمعهم معها تاريخ من الغضب والكراهية، في ظل هذه الظروف، هو أمر يفتقر إلى أبسط علامات الإدراك، ويُعَدّ امتداداً لشعور حكومتهم بالتفوق".
وأشارت المنسقة الشابة إلى أنها وأصدقاءها من المصريين "يواجهون صعوبات جمة إذا ما حاولوا العبور إلى سيناء"، الأمر الذي يثير حفيظتها إذا ما قارنت وضعها "بسهولة وصول الإسرائيليين إلى سيناء، بل وتنظيم مهرجان موسيقي فيها بحماية الأمن".
اللافت للنظر أن السلطات الإسرائيلية تصنّف منطقة شبه جزيرة سيناء المصرية، كأخطر مكان على السائحين الإسرائيليين، وأصدرت آخر تحذيراتها مع احتفالات عيد الفصح في نيسان/ أبريل الماضي. مع ذلك، ففي عام 2019 مثلاً زار أكثر من 700 ألف إسرائيلي مصر وخاصة سيناء، حسبما أعلنت الخارجية الإسرائيلية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...