شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"عم يضحكوا على شواربكم"… تونس ترفض التطبيع لكنها تلعب التنس مع إسرائيل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 7 فبراير 202006:23 م

على الرغم من تكرار الرئيس قيس سعيّد رفضه إقامة علاقات مع إسرائيل معتبراً التطبيع خيانة عظمى، خاض الفريق التونسي للتنس النسائي، الأربعاء 5 شباط/فبراير، ثلاث مواجهات مع نظيره الإسرائيلي في بطولة كأس العالم للتنس في فنلندا.

هذه المناسبة فتحت جدلاً واسعاً في تونس ودفع بوزارة الخارجية التونسية إلى توجيه انتقاد شديد للفريق قائلةً إن المباريات شكلت انتهاكاً "للالتزام التاريخي" لتونس تجاه القضية الفلسطينية، وإن "أي شكل من أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني، وإن تعلق الأمر بمقابلات رياضية، مرفوض".

ونشر نشطاء صورة لرئيسة الاتحاد التونسي للتنس، سلمى المولهي، مع نظيرها  الإسرائيلي على هامش المواجهة التي جمعت الفريقين.

وحاول كل من المولهي ووزيرة الرياضة والشباب إلقاء المسؤولية على الآخر في ما حصل.

وقالت المولهي إن الاتحاد الدولي للتنس "صارم في تسليط العقوبات على المنتخب المنسحب تصل إلى حدّ تجميد النشاط". ولفتت إلى أنها كانت أبلغت الوزارة بالمشاركة وطالبتها باتخاذ الإجراءات المناسبة قبل أن تخوض اللاعبات المواجهة.

لكن وزيرة الرياضة ردّت قائلة: "فوجئت بطلب (الاتحاد) اتخاذ ما يجب اتخاذه خاصة بعد تسجيل وتأكيد مشاركة المنتخب التونسي"، وأضافت:  "كان من الأجدر إشعارهم بكل هذه الحيثيات قبل تحول (ذهاب) المنتخب الوطني إلى فنلندا".

لاعبتان تونسيتان تلعبان التنس في فنلندا مع لاعبتين إسرائيليتين ورئيسة اتحاد التنس التونسية تظهر في صورة بصحبة نظيرها الإسرائيلي. ماذا عن كلام الرئيس التونسي على رفض التطبيع؟

لاعب إسرائيلي في تونس 

 تأتي هذه الحادثة بعد أيام من مشاركة لاعب تنس إسرائيلي يدعى آرون كوهين في دورة دولية احتضنتها تونس من 26 يناير/كانون الثاني إلى 2 فبراير/شباط الجاري وقالت السلطات إنها فوجئت بمشاركته.

وطلب سعيّد حينذاك خلال لقاء مع وزيرة الشباب والرياضة سنية بالشيخ فتح تحقيق في الموضوع.

وقالت الرئاسة التونسية إن سعيّد "دعا إلى فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات، مذكّراً بموقف تونس المبدئي الرافض إقامة علاقات مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال". 

ترحيب إسرائيلي 

 ورحب إسرائيليون بالمواجهات بين لاعبات تونس واسرائيل، ووصفها البعض بالنهج التطبيعي واللقاء التاريخي.

وغرد المحلل الإسرائيلي إيدي كوهين: "وين قيس سعيّد قال التطبيع خيانة عظمى ههه. ثاني نهج تطبيعي خلال أسبوع واحد فقط بعد آرون كوهين الصهيوني الذي لعب في قلب تونس الخضراء. الاتحاد الرياضي التونسي يلعب رسمياً مع دولة إسرائيل".

واختتم تغريدته: "عم يضحكوا على شواربكم يا عرب الله يساعدكم".

وجمعت المواجهة الأولى اللاعبة التونسية شيراز البشري والإسرائيلية "غلوشكو" وانتهت بفوز الأخيرة وفق النتيجة الآتية في المجموعتين (6-1 و6-2)، فيما غلبت التونسية أنس جابر في المباراة الثانية الإسرائيلية فلادا كاتيتش وفق النتيجة الآتية في المجموعتين (6 – 4 و6 – 0).واحتكم الفريقان إلى مواجهة ثنائية انتهت بفوز الفريق التونسي.

ونشرت صحيفة معاريف العبرية الصورة التي جمعت مسؤولي البلدين في المباراة، وقالت إنها المرة الأولى التي يجتمع فيها الفريقان في تاريخهما.

انقسام تونسي 

 على المستوى الشعبي التونسي، اختلف النشطاء بشأن  هذه الواقعة التي وصفها كثيرون بأنها "خيانة للقضية الفلسطينية".

وقالت الناشطة الحقوقية سنية الزكراوي: "رئيسة (الاتحاد) أبت إلا أن توثق هذه اللحظة التاريخية بهذه الضحكة من الأعماق… فرحة التطبيع لرئيسة الجامعة وهي تمثل تونس ولا تمثل شخصها، مررنا من التطبيع تحت الطاولة ووراء الجدران وتحت الحائط الى التطبيع العلني بالصورة والبسمة".

وكتبت الصحافية وجد بوعبدالله: "موقفي من التطبيع واضح وهو رفضه، التطبيع الرياضي سيكون بداية لتطبيع ثقافي وفني ثمّ اقتصادي وسياسي".

وأضافت في تغريدة: "بقدر سعادتي بتميز أنس وفوزها أمام صهيونية ورفعها علم تونس، بقدر تحفظي على أن المواجهة تُصنف في خانة التطبيع. هل نستثني أَنس؟ وماذا نفعل لاحقًا؟ نستقبل وفوداً رياضية إسرائيلية؟".

وغرد صابر العربي: "تونس ربحت الماتش والكيان الصهيوني ربح الاعتراف".

ورأى آخرون أن تونس مُلزمة بخوض المواجهات الرياضية الدولية حتى لا تتعرض للعقوبات ولا داعي لكيل الاتهامات أو المزايدات.

وقالت مغردة اسمها نادية: "إما راية تونس وتلعب وتربح أو الإجراءات الصارمة وتتحمل الضرر بمسيرة رياضية لبطلة. الدولة كانت على علم بالمواجهة، فكفانا مغالطات واتهامات ومزايدات".

وغرّدت أخرى اسمها إيمان: "ما في تونس قانون ضد التطبيع؟ لا! سلمى المولهي عملت حاجة مخالفة للقانون؟ لا. ما لا شعاراتكم الفارغة تعرفوا اش تعملوا بيها!".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image