شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
هجوم على عمرو واكد بتهمة التطبيع... وهو يرد:

هجوم على عمرو واكد بتهمة التطبيع... وهو يرد: "علمني الفن أن أكون إنساناً قبل أي شيء"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 18 نوفمبر 201907:50 م

هجوم شديد تعرّض له الفنان المصري عمرو واكد بعدما أعلن مشاركته فنانة إسرائيلية خدمت في الجيش الإسرائيلي، في فيلم عالمي، إذ اتهمه كثيرون بـ"النفاق والتناقض"، هو الذي يُظهر حماسة للقضايا الوطنية ويعارض الظلم.

بدأ الجدل عندما زف واكد لجمهوره نبأ مشاركته في الجزء الثاني من فيلم "وندر وومن 1984" أو المرأة الخارقة، ومن المرتقب صدوره عام 2020.

ومعروف أن الفيلم صدر عام 2017 ولعبت دور البطولة فيه الفنانة الإسرائيلية غال غادوت التي سبق أن خدمت في الجيش الإسرائيلي عامين، وفازت عام 2004 بلقب ملكة جمال إسرائيل، وستلعب دور البطولة في جزئه الثاني.

وكانت قد رافقت إطلاق النسخة الأولى من الفيلم دعوات لمقاطعته في لبنان وبعض الدول العربية رفضاً لـ"التطبيع الثقافي".

"نفاق وتناقض"

وقال بعض المنتقدين إن مشاركة واكد الممثلة الإسرائيلية في الفيلم يعد تناقضاً شديداً باعتبار أنه "ثورجي" و"صاحب قضية"، في إشارة إلى معارضته الشديدة لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقبوله بـ"التطبيع الفني" من خلال التمثيل مع "إسرائيلية سبق أن خدمت في جيش الاحتلال" الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني.


ومما ساهم في زيادة حدة الهجوم أن واكد سبق أن اضطلع بدور فدائي فلسطيني ينفذ عملية انتحارية في جنود الاحتلال في فيلم "أصحاب ولا بيزنس" الذي أنتج عام 2001، وهي الصورة التي ترسخت في أذهان الكثيرين، حتى أن بعضهم لا يزال يعتقد أن واكد "فلسطيني الجنسية".

الإنسانية ضد القضية؟

رد واكد على منتقديه قائلاً: "علمني الفن أن أكون إنساناً قبل أي شيء، وأن أعمل على نصرة القيم الإنسانية والحق والأخلاق. علمني أن أقف ضد السلوك وليس ضد الشخص، وأن أكون صادقاً للإنسانية أفضل من أن أكون صادقاً لأي شيء آخر. أعمل على ذلك ليلاً ونهاراً وأحارب التطرف والضغينة والكره لأي إنسان… أو على الأقل أحاول جاهداً".

جدل بعد إعلان الفنان المصري عمرو واكد مشاركته الممثلة الإسرائيلية غال غادوت في فيلم "المرأة الخارقة 1984"... اتهامات له "بالنفاق" و"التطبيع" والتخلي عن "القضية" مقابل إشادة بـ"الذكاء الفني والاحترافية"
عمرو واكد يقول إن "المشاركة في عمل فني متعدد الجنسيات ليس تطبيعاً"... ومعارضوه يوضحون "ليست فنانة، إنما هي مجندة سابقة في جيش الاحتلال تدافع عن ممارساته الوحشية"

وأثار "تبرير" واكد مزيداً من الانتقادات إذ اعتبر البعض ما قاله "ذرائع زائفة"، ساخرين من أثر "أضواء هوليوود التي تعمي عن سواء السبيل".


وقال متابعون إن غضبهم ليس منبعه أن غادوت تحمل الجنسية الإسرائيلية وإنما بسبب خدمتها في الجيش الإسرائيلي ودفاعها عن ممارساته بحق الفلسطينيين ، حسبما يظهر من تعليقاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وعاد الفنان المصري إلى الرد على منتقديه، موضحاً أن تعريف التطبيع بالنسبة إليه هو "العمل في أي شيء يبجل الاحتلال أو في شيء من إنتاج الاحتلال، أو المتاجرة معه وتسهيله أو التستر على جرائمه، والعمل على تقزيم القضية (الفلسطينية)".

"ذكاء واحترافية"

ويرى واكد أن التمثيل في عمل دولي متعدد الجنسيات "ليس تطبيعاً"، متسائلاً: "ما موقف التطبيع إذا ذهبت إلى المشاركة في عمل أمريكي، وكان الكوافير أو الماكيير أو مدير التصوير حاملاً جنسية الاحتلال؟".


كما اعتبر أن الهجوم عليه فعل "لجان الحرب الإلكترونية"، مبيّناً أنهم يسعون إلى "تشويه الرأي والتضليل ولهم البلوك (الحظر)"، ومطالباً بعدم "المزايدة" عليه.

ودعاه الكثيرون من المتابعين بسخرية، إثر تحذيره هذا، إلى "حظر جميع الفلسطينيين والوطنيين العرب لإراحة نفسه من عناء الرد عليهم".

في المقابل، ذكر البعض أن واكد سبق أن شارك في مسلسل "House of Saddam" الذي يقوم ببطولته الفنان الإسرائيلي يغال ناؤور ويقدم صورة مهينة عن العرب، على حد قولهم.

ودافعت قلة عن واكد، معتبرةً تصرفه يعكس "ذكاءً واحترافاً" فنيين يتمثلان في "عدم إضاعة الفرصة المهمة"، ملمحين إلى أن الهجوم ضده "ذو طبيعة سياسية"، في إشارة إلى موقفه من النظام المصري.

كذلك رأى مدافعون عنه أنه محق في "إعلاء الإنسانية على الاعتبارات السياسية والفكر المتخلف".

يُذكر أن واكد يعيش خارج مصر، وقد ألغت نقابة المهن التمثيلية في مصر عضويته ويحقق القضاء في اتهامات له بـ"الخيانة العظمى" على خلفية معارضته الشديدة لتعديلات دستورية تمنح الرئيس السيسي فرصة البقاء في الحكم حتى عام 2030.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image