قبل نحو شهر أطلق مخرج الإعلانات والمؤدي المصري تميم يونس أغنيته المثيرة للجدل "سالمونيلا" التي رأى كثيرون أنها تتضمن "إساءة للمرأة ودعوة إلى الكراهية وحضاً على العنف". ومع هدوء الضجة، أعيد السجال بأحدث "رد" على محتواها عبر أغنية على القافية نفسها "شيغيلا… عشان كدا قلت لأ".
كما السالمونيلا، فإن "شيغيلا" هي بكتيريا تسبب مرضاً معوياً. ومثلما عدت الأغنية الأولى شكلاً من أشكال "الإسفاف"، اعتبرت الثانية أيضاً "انحطاطاً لغوياً وابتذالاً فنياً" و"إساءة مباشرة للرجل" من قبل متابعين كثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
"شيغيلا" تؤديها الفنانة الصاعدة بيري، ابنة الفنان الراحل عمر الحريري، وهي أولى تجاربها الفنية باللغة العربية. كتبت كلماتها طالبة الصيدلة سهيلة عيسى، وأخرج الكليب شقيقها محمد عيسى، وهذا العمل هو باكورتهما في الكتابة والإخراج.
"شيغيلا" ضد "سالمونيلا"... هل من المقبول الرد على "التحريض بالإهانة"؟
هل تختلفان؟
ورغم أن يونس أعرب عن إعجابه بالأغنية التي تنتقد محتواه السابق، معلقاً عليها عبر فيسبوك: "مجهود رهيب. أحلى رد حتى الآن"، إلا أن معلقون اعتبروا أن الأغنية "لا تختلف عما قدمه تميم من حيث الإساءة والتحريض على العنف والإسفاف ومحاولة ركوب الترند (تحقيق مشاهدات)".
مخرج الأغنية محمد عيسى قال لرصيف22: "كنا حريصين في اختيار الكلمات بالرد على ما جاء في أغنية تميم وعلى نفس المستوى، فإذا كان هناك اتهام بالإسفاف فالأولى أن يوجه إلى ‘سالمونيلا‘".
وقع صانعو الأغنية، ربما عن غير قصد، لدى سيرهم على النمط نفسه للأغنية التي كانوا ينوون الرد عليها، إذ اعتمدوا أسلوب "الردح (السباب)" و"التقليل من الآخر".
فمثلاً تبدأ الأغنية بـ"وأنا شوفتك وأنت بتطلب مرة ليمون نعناع وبالمرة جيت تطلب رقمي وعامل لي بتاع. والنظرة مريبة والهيئة غريبة وأنا مش بتباع. وهقولك لأ بلاها الشقة أنا ساكنة في فيلا يا عيل قلة فجأة تنام وتقوم بشيغيلا وتصحى بتسهل".
ومقطع آخر: "بتجر رجلي ببيتزايا وحمام بتكييف... وتزووم وتبرء (جحظ العين) وبتعمل قال يعني مخيف. طب اهدي حبيبي تعالى صارحني ومتخبيش: حصل إيه في طفولتك خلاك تبقى مريض و عنيف؟ دا فكرها سيبه وأنا دايبه وهموت عليه... كان يوم أسود لما قابلتك وطلبت لاتيه... وجايب لي عسيلي بيلومني ويقولي ليه… أنا قلت لأ من كتر العبر (العيوب) اللي فيك".
وعلى طريقة فن الراب تتابع الأغنية: "مكنتش هرد بس أنت بصراحة أفورت وسايقها (تماديت). كلامك يخض، بيبين إن أنت مكنتش حاسبها. مولد واتفض. سيبك من الغنا اعمل حاجة عارفها".
"الفن يرد عليه بالفن لا بالتدوينات عبر السوشيال ميديا"، هذا ما قالته بيري لأحد المواقع الفنية.
برغم أن هدفهم كان "انتقاد" محتوى تميم يونس، وقع صنّاع "شيغيلا" في الفخ نفسه إذ جفلت الأغنية بمفاهيم مسيئة. مخرج الأغنية أوضح لرصيف22 "هدفنا من الأغنية لم يكن الإساءة إلى تميم نفسه أو إلى جنس الرجال بشكل عام، وإنما الأثر والفكر الذي تشجع عليه الأغنية"
انتشار وانتقادات
وفي حين حققت الأغنية نحو 70 ألف مشاهدة منذ إطلاقها مساء 3 شباط/فبراير، أشار صناع الأغنية في تصريحات عدة إلى أنهم لم يتوقعوا الانتشار الواسع والسريع للأغنية، أو هذا القدر من "الدعم" لمحتواها.
وفيما يرى البعض أن الأغنية "رد قوي" على أغنية تميم التي سببت أثراً سلبياً، يعتقد آخرون أنها "سلبية الأثر أيضاً وتعيد تسليط الضوء على أغنية يونس" بعد خفوت الضجة حولها.
ويتساءل متابعون عن "أوجه الاختلاف بين محتوى شيغيلا وسالمونيلا؟ وكلتاهما تحمل معاني سلبية وتسيء للجنس الآخر".
ونبه المخرج عيسى، في تصريحه لرصيف22 على أن "هدفنا من الأغنية لم يكن الإساءة إلى تميم نفسه أو إلى جنس الرجال بشكل عام، وإنما الأثر والفكر الذي تشجع عليه الأغنية. كانت لدينا الرغبة في القول إنه لا يجوز تعنيف المرأة وأن تظهر وكأنها مسرورة بذلك. واجتهدنا قدر الإمكان للابتعاد عن الألفاظ المبتذلة".
ختاماً، كان بالإمكان الرد على محتوى يونس، وربما بـ"الرتم" نفسه من دون الوقوع في الفخ ذاته، فليس منطقياً أن "ننهى عن فعل ونأتي بمثله".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع