شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً كلامياً قاسياً على الدول العربية والإسلامية، لا سيما السعودية لصمتها في ما يخص خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمعروفة بـ"صفقة القرن".
إلا أن هجومه لم يمر من دون رد. إذ سرعان ما تصدى أمراء سعوديون ومغردون لكلامه، لافتين إلى العلاقة الإقتصادية والأمنية القوية التي تجمع بين أنقرة وتل أبيب منذ سنوات.
وقال أردوغان، الجمعة 31 كانون الثاني/يناير، مهاجماً السعودية: "أحزن عند النظر إلى مواقف الدول الإسلامية، وعلى رأسها السعودية، التي لم يصدر منها أي تصريح (يرفض صفقة القرن)، فمتى سنسمع صوتكم؟".
وكان ترامب قد أعلن خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل أيام في البيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسفراء دول البحرين والإمارات وسلطنة عمان، وغياب فلسطيني.
وفي الخطة اعتبار القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
وقال أردوغان: "القدس هي مفتاح السلام العالمي كما كانت منذ آلاف السنين، إذا سقط رمز السلام فإن مسؤولية ذلك يقع على عاتق العالم بأسره".
وأضاف: "إن لم نتمكن من حماية خصوصية المسجد الأقصى، فلن نتمكن غداً من منع تحول عيون الشر نحو الكعبة".
إلا أن مغردين وصفوا كلامه بـ"العنتري" لأنه يهدد إسرائيل من دون أن يقطع العلاقة معها.
أردوغان: إن لم نتمكن من حماية خصوصية المسجد الأقصى، فلن نتمكن غداً من منع تحوّل عيون الشر نحو الكعبة. وسعوديون يسألونه: ماذا عن علاقة أنقرة وتل أبيب
وغرد الأمير سطام بن خالد آل سعود: "(أردوغان) يسأل فأرد عليه، المملكة موقفها ثابت ولم يتغير طوال هذه السنين. ليس لنا علاقات عسكرية واقتصادية مع إسرائيل. المملكة تعلن دائماً أنها مساندة لحقوق الشعب الفلسطيني".
أضاف: "الفرق بيننا وبينك أننا واضحون صادقون وأنت وأمثالك أصحاب شعارات".
مجرد عنتريات
وغرد الأمير عبدالرحمن بن مساعد، مخاطباً أردوغان: "نفذ أولاً ما هددت بتنفيذه تجاه اسرائيل حين أعلن ترامب قبل عام وأكثر نقل السفارة للقدس".
أضاف: "كان هذا تصريحاً عنترياً كتصريحك الآن".
ونشر الأمير السعودي صوراً لأردوغان خلال زيارته إسرائيل قبل سنوات، عندما التقى عدداً من كبار المسؤولين، منهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون.
وقال المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر إن أردوغان: "يحاول أن يزايد على السعودية في ما يخص قضية فلسطين ويتناسى عن حقد وخبث موقف السعودية الثابت والتاريخي تجاه دعم القضية الفلسطينية".
وأضاف أن الرئيس التركي "يحاول أن يصرف النظر عن دعم تركيا اللامحدود للإسرائيليين وهي تحتضن ثاني مصنع للأسلحة الإسرائيلية".
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "موقف المملكة ثابت من القضية الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم خياراته وما يحقق آماله وتطلعاته".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومينمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 5 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي