شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أردنيون عن صفقة القرن:

أردنيون عن صفقة القرن: "لا تقولي شيخ بعَبَاي مطبِّع ابن صرماي"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 31 يناير 202007:00 م

في ساحات العاصمة عمّان وساحات شعبية في أكثر من محافظة في الأردن، تشابك الشماغ الأردني مع الكوفية الفلسطينية منذ يوم الثلاثاء في 28 كانون الاثني/ يناير، أو كما أسماه أردنيون "الثلاثاء المشؤوم" الذي شهد مؤتمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصحافي الذي أعلن فيه عن صفقة القرن.

مشهد تشابك الشماغ والكوفية يتكرر باستمرار في أحداث سياسية كثيرة من شأنها المس بالقضية الفلسطينية وفلسطين، توأم الأردن، كما يؤمن أردنيون كثيرون.

على ساحة الدوار الرابع، وأمام السفارة الأمريكية في عمّان، ومن أمام المسجد الحسيني في وسط البلد، قلب العاصمة، وفي ساحات شعبية في أكثر من محافظة أردنية، خرجت مسيرات واعتصامات احتجاجية تنديداً بصفقة القرن رفع المشاركون فيها العلمين الأردني والفلسطيني تأكيداً على "التوأمة" بين الشعبين.

وفي اعتصامين شهدتهما ساحة الدوار الرابع، ساحة الاعتصامات في عمّان، والتي غالباً ما تحتضن وقفات حول قضايا أردنية محلية، مساء 30 كانون الثاني/ يناير، واعتصام آخر أمام السفارة الأمريكية صباح 31 كانون الثاني/ يناير، اجتمعت الهتافات واللافتات والشعارات الغاضبة على صفقة القرن، والتي حملت في طياتها أيضاً مطالبات شعبية باتخاذ موقف أردني حازم تجاه صفقة القرن لا الاكتفاء بخطاب دبلوماسي.

ومن بين الهتافات التي خرجت في الاعتصامين:

ـ "لا تقولي شيخ بعَبَاي مطبّع ابن صرماي"، في إشارة إلى انتقاد موقف بعض الأنظمة الخليجية من صفقة القرن؛

ـ "علّي الصوت من عمّان لا سفارة للكيان"؛

ـ "علّي الصوت يا أردن خلي تسمع واشنطن"؛

ـ "الحل الأبدي المضمون فليسقط غصن الزيتون"؛

ـ "أردن يا بلد الأحرار هاي الصفقة إلنا عار"؛

ـ "اسمع صوتي من عمّان يسقط نهج الأمريكان"؛

ـ "أمريكا هيه هيه أمريكا راس الحية"؛

ـ "الحل السلمي ما إله أساس العين بالعين والراس بالراس"؛

ـ "شعب الأردن ما بساوم شعب الأردن كله مقاوم".

"لا تقولي شيخ بعَبَاي مطبّع ابن صرماي"، "علّي الصوت يا أردن خلي تسمع واشنطن"، "الحل الأبدي المضمون فليسقط غصن الزيتون"؛ "الحل السلمي ما إله أساس العين بالعين والراس بالراس"... هكذا هتف الأردنيون في الساحات ضد صفقة القرن

ناشطون وناشطات كثيرون شاركوا في هاتين الوقفتين، منهم الناشط الحقوقي محمود حشمة الذي قال لرصيف22: "اهتمام الشعب الأردني بالقضية الفلسطينية لا يقل عن اهتمام الفلسطينيين بها. يعتبرون فلسطين بلدهم من منطلق أن في قلب كل أردني فلسطين".

قلق الأردنيين من صفقة القرن يتجاوز تبعاتها على فلسطين والفلسطينيين. يقول حشمة: "يدرك الأردني أن الأردن أوّل مَن سيتضرر من صفقة القرن من ناحية الحدود والتوطين المحتمل وسيناريوهات الوطن البديل للاجئين الفلسطينيين فضلاً عن تهديد مصير الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".

"للأسف بعض الدول العربية تساهم مع الكيان الصهيوني في الضغط على الأردن اقتصادياً"، يقول حشمة ويتابع: "أعتقد أن المنطقة العربية ليست مهتمة كثيراً بتبعات صفقة القرن، لذلك الموقف يجب أن يبدأ من الشعب الفلسطيني والأردنيون يجب أن تبقى احتجاجاتهم مستمرة... وإذا لم يتحرك الشعبان الأردني والفلسطيني أمام صفقة العار ستضيع فلسطين بالكامل".

بدوره، قال رئيس لجنة الحريات في النقابات المهنية في الأردن المحامي وليد العدوان، والذي شارك في الاعتصام أمام السفارة الأمريكية، وهو يصرخ ويلوّح بإصبعه غضباً، لرصيف22: "مثلي مثل أي أردني، أشارك في وقفة اعتبرها وقفة غضب تجاه صفقة لن نعترف بها في أي وقت".

برأي العدوان، "هذه صفقة باطلة قانوناً كونها أحادية الجانب فوفق القانون يجب على أي اتفاقية أن يكون عليها توافق من جميع الأطراف، بيد أن صفقة القرن موافَق عليها من ترامب والمجرم (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو فقط".

يعوّل العدوان على الموقف الشعبي الرافض للصفقة ويقول: "أنا ابن الشارع الأردني الرافض لصفقة الذل. شاهدي أمامك كيف أن ساحة الاعتصام فيها مشاركون من كافة الأصول والمنابت، يجمعهم التمسك بالقضية الفلسطينية، وأنا أعوّل على مثل هذه الحراكات التي تغار على القدس، عاصمة فلسطين الأبدية شاء من شاء وأبى مَن أبى".

"موقف الشعب الأردني ما عمره بتغيّر من القضية الفلسطينية"، تقول الناشطة ريم عبد الخالق لرصيف22، وهي تقف على مقربة من تجمع لشباب وشابات يهتفون أمام السفارة الأمريكية: "مين قال الشعب مات؟ هيو بيهتف بالساحات".

"اهتمام الشعب الأردني بالقضية الفلسطينية لا يقل عن اهتمام الفلسطينيين بها. يعتبرون فلسطين بلدهم من منطلق أن في قلب كل أردني فلسطين"... الأردنيون يعبّرون عن غضبهم من صفقة القرن في الساحات

وتضيف عبد الخالق: "من الـ1948 مرواً بالـ1967 ومن بعدها صفقة العار أو وداي عربة (اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن) واليوم صفقة القرن، موقف الشعب الأردني مناصر للقضية الفلسطينية ولا يؤمن بفلسطين المقسمة. يؤمن فقط بها من النهر إلى البحر".

وأيدت الناشطة الأردنية فكرة أن مثل هكذا احتجاجات يعوّل عليها، لكنها وفق وجهة نظرها بحاجة إلى تنظيم ومأسسة.

وعن رأيها بالموقف الأردني الرسمي من صفقة القرن قالت: "أعتقد أن الموقف يجب أن يكون أكثر صلابة حتى يتناسب مع هول الحدث ويريح قلوب الأردنيين".

محمد العبسي، العضو في حملة "غاز العدو الاحتلال"، وهي حملة تطالب بإسقاط اتفاقية الغاز التي وقّعها الأردن مع إسرائيل، كان من الداعين إلى الاعتصام أمام السفارة الأمريكية. برأيه، "ما أعلن عنه في صفقة القرن هو ليس بالغريب أو غير المتوقع، فعملياً الصفقة جار تنفيذها منذ فترة لا بأس فيها، لكن السؤال يكمن حول: نحن في الأردن كيف نظهر رفضنا للصفقة؟".

وأضاف لرصيف22 أن موقف وزارة الخارجية الأردنية عقب إعلان صفقة القرن لا يتناسب مع هول الحدث. ولم تعلن الوزارة على لسان وزيرها أيمن الصفدي رفضاً صريحاً للصفقة.

يقول العبسي: "لا قيمة لأي رفض لصفقة القرن طالما هناك مشاريع واتفاقيات مع الكيان الصهيوني"، في تلميح منه إلى اتفاقية الغاز بين الأردن وإسرائيل، الاتفاقية التي دخلت حيّز التنفيذ في كانون الثاني/ يناير 2020.

واعتبر العبسي في سياق حديثه أن خيار إلغاء اتفاقية وادي عربة التي يحرص على تسميتها بـ"اتفاقية العار" هو خيار بعيد التحقيق وفق المعطيات المطروحة. لكن برأيه، يمكن اتخاذ خطوات قوية مثل الإسراع في إلغاء اتفاقية الغاز، "وهذا ما يجب أن يلتقطه مجلس النواب الأردني الذي أعلن موقفه الرافض لاتفاقية الغاز، ثم خرج بموقف شديد اللهجة إزاء صفقة القرن".

وأضاف: "إذا فعلاً نوابنا رافضين للصفقة فا يلا يضغطوا باتجاه إلغاء اتفاقية الغاز".

وكتب الناشط في الحراك الشعبي الأردني معتز ربيحات، والذي سارع للخروج إلى الاعتصامات المنددة بصفقة القرن في ساحات عمّان، على حسابه على تويتر: "حكام العرب شطاراتهم على شعوبهم من تجويع وتركيع وسجن وقتل وتهجير. كله بيخدم صفقة القرن. أضعفوا الأمه من أجل مناصبهم وكراسيهم. أهلكوا الشعوب وجوّعوها. هي شريكة في الصفقه .. إلي برفض الصفقه بدعم مواقف شعبه وإرادته ما بجوّع شعبه وبركعه وما بضعفه. حسبي الله ونعم الوكيل".

كما كتبت الناشطة روان الشمايلة على تويتر: "سيذكر التاريخ أننا وقفنا نشاهد فلسطين تعطى للعدو دون أي مقاومة، وسيسأل أبناؤنا كما سألنا آباءنا و أجدادنا عن سايكس بيكو و بلفور و نكبة حزيران: كيف وقفتم صامتين؟ وسنجيب بكل حياء أنهم تآمروا عليها وعلينا وأنهم مارسوا معنا كل سياسات التجويع و القمع حتى فرغنا. سنحدثهم عن كل خيباتنا التي عشناها... سنحدثهم عن فشلنا في أن نقاوم داخلياً وخارجيا سقوط بلادنا العربية".

وأضافت: "اليوم واجبنا أن نحيي القضية في قلوبهم، أن نثبت للعالم أن الكبير إذا مات فإن الصغير لا ينسى. أخبروا أبناءكم كل يوم أن هذه أرضنا!... أخبروهم كل ما سمعتموه عن فلسطين... ورتلوا لهم كل يوم أن على هذه الأرض، سيدة الأرض، ما يستحق الحياة!".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image