بالرغم من تطمينات العاهل السعودي، ووزارة الصحة السعودية، المواطنينَ في المملكة حول قدرة البلاد على احتواء فيروس "ميرس كورونا"، يتخوف بعض خبراء الرعاية الصحية في العالم من إخفاء المملكة للمعلومات المرتبطة بالإصابات وحالات الوفاة بالفيروس، كما فعلت الصين عندما انتشر مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد (سارس) الذي تسبب بوفاة ما يقارب 800 شخصاً حول العالم في 2002 و2003.
بعد تسجيل 339 إصابة منذ اكتشافه في سبتمبر 2012، شهد الشهر الحاليتشخيص أكثر من 140 حالة جديدة في كل من اليمن والفليبين وماليزيا واليونان ومصر، في حين بلغ عدد الوفيات المعلن عنه 102 حالة وفاة على الأقل في المملكة السعودية، بحسب بيانات وزارة الصحة. في مواجهة المشكلة المتزايدة، عزل الملك عبد الله بن عبد العزيز وزير الصحة عبد الله الربيعة، وقررت الوزارة الاستعانة بشركة عالمية لتصنيع لقاح مضاد للفيروس.
لا يزال الفيروس غامضاً ولا توجد معلومات كافية ومؤكدة عن كيفية انتقاله، مما يجعل مهمة إيجاد لقاح أو علاج خاص به أمراً صعباً. في حين تؤكد السلطات السعودية أنها دعت خمس شركات بارزة لصناعة اللقاحات، يرى بعض العلماء أنه من الأفضل تحديد مصدر العدوى الذي قد يكون إما الجمال أو الخفافيش، قبل وضع استراتيجية للقضاء على الفيروس. يقول بارت هاجمانز، خبير الفيروسات في مركز أراسموس الطبي في روتردام بهولندا، إن تطوير لقاح للحيوانات ربما يكون أكثر فعالية على المدى الطويل في احتواء الإصابات بين البشر.
مع اقتراب موسم الحج في مكة المكرمة شهر أكتوبر القادم، تزداد حالة الذعر من إمكانية تطور المرض المعروف بـ"متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" في منظمة الصحة العالمية. ينتمي الفيروس الذي يضرب جهاز التنفس إلى فصيل الفيروسات الذي أدّى إلى متلازمة الالتهاب الرئوي اللا نمطي الحاد (سارس). يُذكر أن السارس هو مرض الالتهاب الرئوي الحاد الذي انتشر بداية في الصين ودول آسيوية أخرى، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة ودول أميركا الجنوبية وأوروبا قبل أن يتم احتواؤه في عام 2003.
العوارض... إن وُجدت
ليس شرطاً أن يظهر على المريض عوارض تشير إلى التقاطه الفيروس، فبحسب وزارة الصحة السعودية، لم تظهر أي عوارض على بعض الحالات المسجلة. أما عندما تتواجدالعوارض، فهي تشمل الحمى والسعال وصعوبة التنفس. يتم الاستدلال على الإصابة بالفيروس من خلال اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل PCR. يُذكر أن الكبار في السن والأطفال والحبالى هم الأكثر عرضة للإصابة به.
البلدان التي أعلن فيها عن إصابات بفيروس ميرس
الأردن، الكويت، عمان، قطر، السعودية، الإمارات، مصر، فرنسا، ألمانيا، اليونان، إيطاليا، إنكلترا، إيرلندا الشمالية، ماليزيا، الفيليبين.
أساليب الوقاية
في ظل عدم وضوح طرق انتقال المرض، وعدم التأكد من مصدر الفيروس، يشرح الأطباء كيفية التقليل من احتمال الإصابة بالمرض من خلال أساليب وقائية بدائية جداً، مع العلم أن لبس قناع أو أي حاجز آخر لا يضمن عدم الإصابة. من ضمنها الابتعاد قدر الإمكان عن المرضى الذين يعانون من السعال والعطس، الحفاظ على نظافة اليدين بشكل دائم، توفير بيئة صحية؛ ما يعني المزيد من الحرص على النظافة الشخصية والعامة، كما الابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الازدحام.
هل يُعد فيروس ميرس وباءً؟
قالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها في 23 أبريل الحالي إنه "ما تزال هناك فجوات في المعلومات بالغة الأهمية" عن انتقال الفيروس والعدوى. في الموجة الحالية لتفشي المرض تقدر منظمة الصحة العالمية أن 75 بالمئة من الحالات ثانوية، أي أن العدوى انتقلت من بشري إلى بشري، وفي أغلب الحالات بشكل مباشر من العاملين في الرعاية الصحية. وقالت المنظمة إن النسبة "مقلقة للغاية" لأنها تلمح بأن الفيروس يكتسب زخماً في الانتشار من شخص إلى شخص مما قد ينذر بتحوله إلى وباء.
بحسب المنظمة لكل وباء ست مراحل. في المرحلة الأولى يتم الإبلاغ عن مرض حيوان بالفيروس، قبل أن ينتقل المرض إلى البشر، يصبح الفيروس في المرحلة الثانية من الخطر بمكانٍ عندما تسجل أولى حالات انتقاله من الحيوان إلى البشر. المرحلة الثالثة تبدأ حينما ينتشر الفيروس بين مجموعات من البشر، مع بقاء الانتشار محدوداً في مجموعات صغيرة. في المرحلة الرابعة والخامسة يتم التحقق من ثبات انتقال العدوى ضمن المجتمعات المحلية، قبل أن يتنقل بين بلدين أو أكثر. في المرحلة السادسة يتفشى المرض بشكل منتظم وثابت في بلد آخر على الأقل.
يشار إلى أنه حتى تاريخ كتابة هذا المقال، تؤكد منظمة الصحة العالمية على أن المرض لم يصل إلى حد الوباء، وذلك لعدم توفر أي معلومات مؤكدة تشير إلى انتشاره بشكل وبائي بين التجمعات البشرية، ولذا فلن توضع أي قيود على السفر. لكن المنظمة شددت على أهمية المتابعة الحثيثة وإجراء مسوح طبية والتبليغ عن الحالات والكشف عن أرقام المصابين بدقة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...