في عالمنا العربي تكاد تكون التربية الجنسية غائبة وحتى مغيّبة، فالأنثى تترعرع في بعض الأحيان على "عقدة الذنب" وتتربى على فكرة أن الجنس "تابو" والحديث عنه في العلن "حرام" وعيب، وبالتالي تعتاد بعض النساء كبح عواطفهنّ ومشاعرهنّ، وإخفاء متعتهنّ أمام الطرف الآخر، خشية أن يتم انتقادهنّ ونعتهنّ بالوقحات وقليلات الأدب.
وبالرغم من هالة الغموض التي ترافق الصحة الجنسية لدى النساء، إلا أن الأنثى وعلى غرار الرجل، تنخرط في في رحلة لاكتشاف مناطق الإثارة في جسدها، وهي مناطق تختلف من شخص إلى آخر، واللافت أنه كلما تعرفت المرأة على جسدها أكثر واحتضنته، كلما ساعدها ذلك في الاستمتاع بالعلاقة الجنسية مع الشريك.
ولعلّ أكثر الأماكن إثارة للجدل في الوظيفة الجنسية هي بقعة جي، المعروفة بـ G-spot، والتي تثير الكثير من الجدل والتساؤل، هل الجي سبوت هي البقعة السحرية للإثارة الجنسية لدى الأنثى؟ هل هي موجودة فعلاً أم أنها مجرد خرافة تعززها الأوهام الجنسية؟ وإذا كانت بقعة جي موجودة بالفعل، كيف يمكن للمرأة أن تجدها؟
مفتاح النشوة
يمكن أن تساعد هزات الجماع في تخفيض التوتر، تحسين البشرة وجعل المرء يشعر بأنه بحالة جيدة.
ومع ذلك، بالنسبة للعديد من النساء، يمكن أن تكون النشوة الجنسية بعيدة المنال، فبحسب دراسة أجريت في العام 2017، تبيّن أن حوالي 18% من النساء فقط يصلن إلى الرعشة الجنسية عن طريق الإيلاج فقط، أي من دون استخدام اليدين، الفم أو الألعاب الجنسية، في حين أنه في أكثر الأحيان، يكون تحفيز البظر مطلوباً أو مفيداً، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالنشوة الجنسية أثناء ممارسة الجنس.
وعلى الرغم من أن مفهوم النشوة المهبلية كان موجوداً منذ القرن السابع عشر، إلا أن مصطلح "جي سبوت" لم تتم صياغته حتى ثمانينيات القرن الماضي.
حوالي 18% من النساء فقط يصلن إلى الرعشة الجنسية عن طريق الإيلاج فقط، أي من دون استخدام اليدين، الفم أو الألعاب الجنسية، في حين أنه في أكثر الأحيان، يكون تحفيز البظر مطلوباً أو مفيداً
والواقع أنه تم إطلاق مصطلح جي سبوت من قبل طبيب أمراض النساء الألماني إرنست غرافنبرغ والذي، من خلال أبحاثه، قام بتوثيق وجود هذه المنطقة الحساسة داخل المهبل لدى بعض النساء، واصفاً بقعة الجي بأنها "منطقة مثيرة تقع على الجدار الأمامي للمهبل على طول مجرى البول، والتي تنتفخ أثناء التحفيز الجنسي".
وعليه ويرجح البعض أن تكون نقطة الجي سبوت "المفتاح" الرئيسي لوصول المرأة إلى النشوة أثناء عملية الإيلاج.
وبخلاف ما تدل تسميتها، ليست الجي سبوت عبارة عن بقعة أو نقطة محددة تتمتع ببنية واضحة، بل هي عبارة عن مجموعة من الأعصاب والأنسجة، كما وأن هنالك الكثير من النقاش في مجال البحث عن كيفية حدوث الرعشة الجنسية عبر هذه المنطقة.
في حديثه مع موقع رصيف22، أوضح الأخصائي في العلاقات الجنسية أنطوني حكيم، أن الجي سبوت G-spot هي عبارة عن منطقة حساسة تقع في المهبل، والتي عند تحفيزها قد تؤدي إلى حدوث إثارة جنسية شديدة ونشوة جنسية أيضاً.
وأكد حكيم أن موقع الجي سبوت ليس ثابتاً ويختلف من امرأة إلى أخرى، "مع العلم أن هناك بعض النساء اللواتي لا يشعرن بوجود هذه المنطقة على الإطلاق"، على حدّ قوله.
وعن السبب الذي يجعل الكثير من النساء يصلن إلى النشوة الجنسية عند تحفيز هذه المنطقة بالتحديد، أوضح أنطوني أن النشوة تحصل في الدماغ، عندما يكون هناك تحفيز جيّد لمنطقة جنسية معيّنة، وذلك لوجود الكثير من الأعصاب المرتبطة بـgenital sensory cortex في الدماغ.
وكشف حكيم أن النشوة التي تحدث بسبب الجي سبوت، هي التي غالباً ما تحدث نتيجة تحفيز الـclitoris أو البظر، شارحاً ذلك بالقول: "معظم الناس تعتقد أن الـclitoris هو هذا العضو الصغير الذي يخرج ويتموضع فوق الـvagina، إلا أن البظر هو عبارة عن غدة تقع في وسط القسم العلوي من الفرج الخارجي، وبالتالي فإن النشوة المهبلية تكون نتيجة تحفيز منطقة البظر، وهي منطقة حساسة كثيراً".
حقائق حول الجي سبوت
تقع الجي سبوت في الجدار الأمامي من المهبل "حوالي 5 إلى 8 سم فوق فتحة المهبل"، ومن السهل تحديد مكان هذه المنطقة، في حال كانت المرأة مستلقية على ظهرها وتم إدخال إصبع واحد أو اثنين في المهبل، بحيث تكون راحة اليد للأعلى، حينها سوف يبدأ النسيج الإسفنجي المحيط بمجرى البول بالانتفاخ، هذه المنطقة المنتفخة هي التي تسمى جي سبوت.
والواقع أن بقعة الجي تقع في مكان معقد للغاية، أي في المنطقة التي يتلاقى فيها البظر ومجرى البول والمهبل، وهناك العديد من الأعضاء هناك التي يمكن أن توفر الإحساس بالمتعة عندما يتم تحفيزها، قد تعكس الجي سبوت تحفيز عضو واحد فقط أو عدة أعضاء في نفس الوقت، وعلى وجه الخصوص، اثنان فقط من هذه الأعضاء دارت نقاشات ساخنة كثيرة حولهما، ويعتبران المرشحين الأبرز ليكونا سبب إنتاج هزات النشوة الجنسية للجي سبوت، وهما بروستاتا الإناث والبظر.
تقع بروستاتا الإناث داخل مجرى البول الإسفنجي، والذي يشبه نسيجاً رقيقاً أشبه بالوسادة يحيط بمجرى البول، وتغذي العديد من الأعصاب منطقة مجرى البول الإسفنجي وبروستاتا الإناث، ما يفسر حساسيتهما الشديدة عند تحفيزهما.
أما حجم البظر فهو أكبر مما تراه العين، وهذا العضو يمتد أبعد مما هو مرئي خارجياً، كما أن التحفيز الميكانيكي للجي سبوت قد يكون في الواقع هو تحفيز للجزء الداخلي من البظر، كما أشرنا في السابق.
واللافت أنه في بداية لمس هذه المنطقة، قد تشعر المرأة كما لو أنها بحاجة إلى التبول، ولكن بعد بضع ثوان قد يتحول الإحساس إلى شعور بالمتعة، ومع ذلك بالنسبة إلى بعض النساء يبقى هذا التحفيز غير مريح ويسبب لهنّ الكثير من الآلام.
خصوصية الجسد
ليس هناك من قاعدة تنص على أن هناك طريقة واحدة للوصول إلى النشوة الجنسية، وفي حال كانت المرأة لا تُثار عند تحفيز منطقة الجي سبوت، فهذا لا يعني إطلاقاً أنها تعاني من أي خلل جنسي، بحيث أن هناك صلات فيزيولوجية ونفسية واضحة بين النشاط الجنسي والإثارة الجنسية، ولكننا كبشر نختلف بدرجة بسيطة جداً على المستوى التشريحي والفيزيولوجي، كذلك، إن هزة الجماع لدى امرأة ليست هي نفسها هزة الجماع لدى امرأة أخرى.
الجي سبوت G-spot هي عبارة عن منطقة حساسة تقع في المهبل، والتي عند تحفيزها قد تؤدي إلى حدوث إثارة جنسية شديدة ونشوة جنسية أيضاً
والواقع أن تعقيدات النشاط الجنسي والأعضاء التناسلية الأنثوية تعني أن المرأة قد تصل إلى النشوة الجنسية بطرق عديدة: بعض النساء غير قادرات على الوصول إلى النشوة الجنسية في وجود شريك، ولكن ليس لديهنّ صعوبة في الوصول إلى الرعشة عن طريق الاستمناء، بينما بعض النساء يصلن إلى النشوة الجنسية من خلال تحفيز البظر فقط، في حين أن البعض الآخر يمكن أن يصلن إلى النشوة الجنسية من خلال التحفيز المهبلي وحده.
تختلف الإستجابات الفيزيولوجية للنشوة الجنسية الناتجة عن إثارة جي سبوت عن النشوة الجنسية للبظر، إذ إنه خلال نشوة البظر تنتفخ وتبرز نهاية المهبل للخارج، بينما يُدفع عنق الرحم إلى أسفل في المهبل خلال نشوة الجي سبوت.
وخلال الإثارة الجنسية أو الجماع، تفرز ما يصل إلى 50% من النساء أنواعاً مختلفة من السوائل من مجرى البول، بحيث أظهرت الدراسات أن هناك 3 أنواع من السوائل التي يتم إفرازها: البول وشكل مخفف من البول (يُعرف باسم التدفق) وقذف الإناث.
في حين أن بعض النساء يفرزن هذه السوائل خلال الإثارة أو الجنس، إلا أنه في المجمل تُفرز هذه السوائل أثناء رعشة النشوة الجنسية، وبخاصة تلك النشوة الجنسية الخاصة بالجي سبوت، حيث يتم فرز مادة مختلفة إلى حد كبير: تصف النساء هذا السائل بأنه يبدو مثل الحليب المخفف الخالي الدسم، ويتم إفراز ما يساوي حوالي ملعقة شاي منه أثناء هزة الجماع.
هذا وقد تم تحليل محتويات القذف الأنثوي كيميائياً، وتبيّن أنه يشبه إلى حد كبير إفرازات البروستاتا في الذكور.
في الختام يجب على كل امرأة أن تعرف أنها لا تعاني من أي خللٍ وظيفي في حال لم تتمكن من العثور على الجي سبوت خاصتها، كما أنها ليست غريبة في حال كانت تفرز بعض السوائل خلال الإثارة الجنسية أو ممارسة الجنس.
وفي نهاية المطاف تبقى الاستثارة الجنسية والرغبة والمتعة أمور فردية، ففي حال كانت المرأة غير قادرة على العثور على الجي سبوت الخاصة بها، عندها يتعيّن عليها العمل على اكتشاف ما يلبي احتياجاتها الجنسية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 13 ساعةربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 23 ساعةحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ يومينبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ أسبوعمقال رائع فعلا وواقعي