شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
الحب في زمن الثورة المصرية... ذاكرة زوجيّة للنضالات المشتركة

الحب في زمن الثورة المصرية... ذاكرة زوجيّة للنضالات المشتركة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 25 يناير 202012:33 م

"أنا مصر". بهذه الجملة بدأت الباحثة مي عامر حديثها. تقول: "أصدقائي المقربين يتندرون عليّ كثيراً ويعتبرون أنني أشبه مصر الثورة بكل ما مرّ بها من تقلبات".

تروي لرصيف22 قصة لقائها بزوجها آدم. التقته للمرة الأولى يوم 28 كانون الثاني/ يناير 2011، وهو اليوم المعروف إعلامياً بـ"جمعة الغضب". تقول: "كانت الشوارع في مصر وقتها عبارة عن حرائق وقتل واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وسط كل ذلك الخوف والغضب التقيت بآدم. كنت أسير أنا وصديقتي بمفردنا بالقرب من ميدان التحرير، فقرر أن يصحبنا ويبقى معنا ويحمينا إلى أن نخرج من دائرة الخطر".

قصة مي وآدم هي قصة من مئات قصص الحب والزواج التي بدأت من ميدان التحرير، في زمن الثورة، وأنتجت علاقات كثيراً ما تقلّبت مع تقلّبات زمن ما بعد الثورة، أو توطّدت مع بناء الثنائيات ذاكرة نضالية مشتركة.

جمعتها الثورة وفرقت بينهما الإيديولوجيا

مرّت جمعة الغضب والتقت بعدها مي بآدم مرات عدّة. تقول لرصيف22: "جمعتنا الأفكار المتحررة. أعجب بتجربتي في الاستقلال عن أسرتي في الفيوم ونزولي إلى القاهرة وأنا في عمر مبكر. جمعتنا الأفكار اليسارية الثورية. انضممنا إلى الحركات الاجتماعية التي ظهرت في مصر في تلك المرحلة. كانت الحياة جميلة وكنّا نموذجاً يتحدث عنه الجميع".

بعد مرور سنة، أي عام 2012، قررا الزواج "بعيداً عن التقاليد والعادات والمطالب الأسرية التي لا تنتهي"، تضيف وتتابع: "قررنا أن تكوّن حياتنا كثورة على كل شيء. مرّت الأيام والثورة هي القاسم المشترك بيننا. في كل أحداثها كنا متواجدين".

بمرارة، تستكمل مي باقي فصول قصتها: "بعد مرور العام الأول فوجئت بحملي، وأثناء أحداث المجلس العسكري، عام 2012، أجهضت داخل مسجد عمر مكرم وسط المتظاهرين، كل ذلك والحياة تمر بيننا ونحن واثقان في نجاحنا وانتصار الثورة وانتصارنا".

الفترة التي تتحدث عنها مي بدأت بتنحي الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك عن الحكم، وتولي المجلس العسكري، برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، تسيير أمور البلاد، وشهدت تظاهرات ومليونيات نادت بإسقاط "حكم العسكر".

حملت مي مرة ثانية، وجاء ابنها ضي إلى الحياة. "تحملت كل المسؤوليات وكان آدم معي، إلا أن وصول الإخوان إلى الحكم في مصر منتصف عام 2012 كان نكسة للثورة ولي".

تروي أن آدم تغيّر تماماً. "تحوّل إلى شخص تقليدي، يرفض أن يأتي أصدقاؤنا الذين ساندونا بكل ما امتلكوا من إمكانيات في بداية حياتنا إلى بيتنا. حاول منعي من النزول إلى الشارع في أحداث ماسبيرو معتبراً أن مَن ماتوا ليسوا مهمين، ففي النهاية هم مسيحون، كما قال".

وبدأت "أحداث ماسبيرو" بمشاجرة بين مسلمين وأقباط في إحدى قرى محافظة أسوان، جنوب مصر، تلتها تصريحات مسيئة بحق المسيحيين من قبل قيادات رسمية، فاعتصم مئات الأقباط أمام مبني اتحاد الإذاعة والتلفزيون في ماسبيرو، ودارت اشتباكات بينهم وبين قوات الشرطة العسكرية راح ضحيتها 35 شخصاً، في تشرين الأول/ أكتوبر 2011.

لم تقف التغيرات التي طرأت على شخصية آدم هنا. "طلب منّي أن أرتدى الحجاب ورفضت، صار يتعامل معنا أنا وأصدقائي باعتبارنا ملحدين وكفرة ولا يجوز التعامل معنا".

"من هنا بدأت الثورة تنتكس وبدأت حياتي مع آدم تنتهي". صار يغيب لأوقات طويلة دون أن يسأل عنها وعن ابنها. صادق "أحد السلفيين الذي حرّم علينا كل عيشتنا فكل نفس من أنفاسنا برأيه حرام وكل تعاملاتنا غير صالحة".

وصلت الأمور إلى حد لا يمكن التعايش معه. طلبت منه الانفصال، "خاصة أن الحياة معه أصبحت لا تطاق". وافق على طلبها، "إلا أنه فاجأني فاختطف طفلنا من الحضانة، وأرسل إلي رسالة بأنني أم غير صالحة وأنني وزمرتي إلى النار، لكن استطعت استعادة ابني وانتهت علاقتي بآدم الذي حماني أنا وصديقتي يوم جمعة الغضب ثم كفّرني في زمن حكم الإخوان".

"جمعتنا الأفكار المتحررة. أعجب بتجربتي في الاستقلال عن أسرتي وأنا في عمر مبكر. انضممنا إلى الحركات الاجتماعية التي ظهرت في مصر في تلك المرحلة. إلا أن وصول الإخوان إلى الحكم في مصر منتصف عام 2012 كان نكسة للثورة ولي"

لست مهزوماً ما دمت تقاوم

عام 2017، كانت صورة احتضان محمد حسانين لآية حجازي في قفص حديدي في قاعة محكمة الاستئناف في وسط القاهرة حديث المصريين الذين لم يكفّوا عن الحلم بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، الحلم نفسه الذي حملته آية، الفتاة العشرينية التي قدمت من الولايات المتحدة الأمريكية بعد استكمال دراستها للحقوق في جامعة جورج تاون لتلتحق بركب الثوار في ميدان التحرير، ومحمد، الشاب المصري الذي درس الحقوق ونزل إلى ميدان التحرير.

يروي محمد حسانين لرصيف22 أنه التقى بآية في ميدان التحرير، يوم 25 تموز/ يوليو 2011، في أحد الاعتصامات التي تبعت ثورة يناير. "كانت الفتاة القادمة من الولايات المتحدة تقف بين مجموعات من المعتصمين. اقتربت منها. تبادلنا النقاش حول الميدان والثورة، إلا أنني فوجئت بأن هناك مجموعات من المتواجدين يهاجمونها ويسألونها عن جنسيتها. شعرت وقتها بخطر يقترب منها. وكأي شاب مصري، قررت أن أتواجد معها خشية أن يصيبها ضرر، وأبلغتها بذلك، فكان ردها أنها تنزل إلى الميدان منذ أسبوع وأنها تستطيع حماية نفسها وليست بحاجة إليّ".

ويضيف: "شعرت بالإحراج لكنّي لم أستطع الابتعاد عنها. أبلغتها بأنني سأذهب لأتناول كوباً من الشاي وأنه إذا أصابها أي شيء فأنا بالقرب منها، وهو ما حدث بالضبط. زاد الهجوم عليها من بعض المتواجدين فهرولت إليها وبالفعل تحرّكت معي. لم تخبرني باسمها ولم أخبرها أي شيء عنّي سوى رقم هاتفي. أسميتها مريم لأنني لا أعرف عنها أي شيء".

بعدما افترقا، أبلغها محمد أنه ينتظر منها اتصالاً إذا رغبت في التواصل معه مجدداً. مرّت عشرة أيام قبل أن يفاجأ باتصال منها أخبرته فيه باسمها الحقيقي. "من هنا بدأت قصتنا. دارت نقاشات بيننا حول كل شيء، ثم سافرت آية إلى البحرين وانقطع التواصل بيننا تماماً، إلى أن استشهد الشيخ عماد عفت والدكتور علاء عبد الهادي في أحداث مجلس الوزراء، وأثناء سيري في الميدان وجدتها. كانت مفاجأة لي. كنا مكسورين بسبب استشهاد رفاق الميدان، وقتها شعرت بأن ظهورها مرة أخرى تعويض لي من الميدان".

وأتت أحداث مجلس الوزراء في سياق مواجهات دارت في تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر، بين المتظاهرين والقوات الأمنية، وكانت شرارتها المباشرة اعتقال القوات العسكرية المتمركزة حول مقر مجلس الوزراء أحد المتظاهرين، في 16 كانون الثاني/ ديسمبر 2011، والاعتداء عليه بالضرب المبرح. اتجه المعتصمون إلى مقر المجلس القريب من ميدان التحرير ودارت اشتباكات أسفرت عن مقتل عدد منهم، بينهم الشيخ عماد عفت الذي كان يعمل في دار الإفتاء وانضم إلى الثورة من يومها الأول، وطالب الطب الشاب علاء عبد الهادي.

يكمل حسانين قصتهما. يتحدث عن تأسيسهما، مع مجموعة من الشباب حركة "مبنخافش" التي كانت حركة اجتماعية تماشت مع الثورة وأحداثها. "قررنا أن نؤسس مؤسسة ‘بلادي جزيرة الإنسانية’، بهدف القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع من خلال تأهيلهم نفسياً وعلمياً عن طريق الموسيقى والرسم".

تاريخ الأول من أيار/ مايو 2014 لن يمحى من ذاكرة الثنائي. ادّعى والد أحد الأطفال الذين يترددون على المؤسسة أن ابنه تعرّض للتعذيب وتم استغلاله في أعمال مخلة بالآداب العامة. جرى القبض عليهما وعلى آخرين، وتبدل الحال، وتفرق الحبيبان.

تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القضية مطالباً بإطلاق سراح آية المصرية-الأمريكية. وفي 16 نيسان/ أبريل لعام 2017 قضت محكمة جنايات القاهرة ببراءة المتهمين من تهمة الإتجار بالبشر، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة العاشقين، بعدما قضيا من عمريهما ثلاث سنوات في السجن.

الآن، يعيش الزوجان في الولايات المتحدة التي غادرا إليها بعد إطلاق سراحهما. يقول محمد: "لم نشعر لحظة واحدة أن الثورة تضيع. أنا قمت بالدور الذي ينبغي أن أقوم به. الثورة غيّرت وجهة نظري في الكثير من الأمور. من الخطأ أن نختصر الثورة في تسلم السلطة، فالحقيقي والأكثر أهمية أنها تحكم حياتي وعلاقاتي ورؤيتي. استلام السلطة سيحدث بالرغم من الضغوط والقلق والمعتقلين لكن يجب أن نعلم أن لذلك فاتورة يجب أن تدفع لأن المواجهة ليست سهلة".

ثورة على كل ما هو تقليدي وبالٍ

"لم تكن ثورتنا فقط على نظام مبارك، بل كانت على كل ما هو تقليدي وبالٍ". هكذا تبدأ الصحافية بسمة مصطفى حديثها لرصيف22 عن قصة لقائها بالمحامي الحقوقي كريم عبد الراضي أثناء الثورة.

تروي: "تعرّفنا بعدما ألقي القبض على والدي في قضية عسكرية بعد ثورة يناير، وقتها ذهبت إلى الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (إحدى منظمات المجتمع المدني في مصر) لأنني علمت أنها تجمع معلومات لتجهز دفاعاً عن المتهمين في القضية المتهم فيها أبي. كانت تلك المرة الأولى التي ألتقي فيها بكريم. كان ذلك في نيسان/ أبريل 2011".

تروي بسمة أن رد فعلها تجاه كريم كان سلبياً. "وقتها مكنتش طايقاه ومش مستلطفاه خالص". إلا أنها اضطُرّت على التعامل معه، وحينما بدأت العمل في جريدة البديل في ملف الاعتقال كان هو أحد المصادر المهمة التي تتواصل معها.

ولكن علاقتهما أخذت تتوطد عندما بدأت بسمة رحلتها في الاستقلال عن أسرتها من الريف في الشرقية والانتقال إلى المدينة، وكان كريم من أكتر الأشخاص الداعمين لها ولقرارها. "ظهرت ساعتها مشاعري الحقيقية تجاهه".

"كل الأماكن والناس ذبلت ملامحها. كل ملامح الثورة تنمحي يوماً بعد آخر. الوجوه عليها علامات القهر. نشاهد ما يحدث بإحباط، ولكننا برغم ذلك أملنا في نجاح الثورة كبير. أنجبنا طفلنا الأول واسميناه ‘ثائر’ لأن علاقتنا بدأت مع الثورة وتستمر معها"

"مكنتش فاهمة مشاعري خالص وقتها ما بين إنه أقرب صديق ليّا وما بين إنه ممكن يكون حبيب وساعتها فعلاً اتمنيت إن الشخص دا يرتبط بيا لأن أفكاره ثورية وشبهي، وكانت بتعبر عني وعن السياق اللي بدأت أتعرف فيه على نفسي كبسمة المتمردة على تقاليد أسرتها واللي بتختار تعيش في القاهرة لوحدها وتبني لحياتها مسار مختلف عن اللي أهلها اختاروه ليها"، تقول.

اشتدت حالة الثورة وبدأ الصراع السياسي، وبدأ صراع من نوع آخر يواجه بسمة: "أهلي رفضوا معيشتي في القاهرة بمفردي". كان كريم سندها الأساسي في أن تحقق حلمها بالاستقلال.

"في فترة أحداث محمد محمود، قررنا الزواج"، تقول بسمة مضيفة: "كان الخطر يحيط بنا من كل جانب، وكان الموت مجانياً، وقررنا مقاومة خوفنا بالبقاء بجوار بعضنا البعض وتزوجنا".

وبدأت أحداث محمد محمود بدعوة ناشطين وحركات شبابية إلى جمعة "المطلب الواحد"، في ميادين مصر في 18 تشرين الأول/ نوفمبر 2011، مطالبين بسرعة نقل السلطة من المجلس العسكري إلى رئيس وحكومة مدنيين. وفي شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير وقعت مجزرة استمرت أكثر من ثلاثة أيام راح ضحيتها عشرات الشباب الذين وُجدوا مرميين في حاويات القمامة.

توضح بسمة: "نحن مثل الثورة تماماً، تأتي علينا أوقات ننتصر فيها على الحياة وأخرى نُصاب فيها بالإحباط".

تتساءل: "كيف لا تؤثر الثورة بموجاتها علينا وعلاقتنا وليدة لها؟". وتتابع: "بالرغم من حالة الانحسار التي تعيشها الثورة الآن، ما زال لدينا حلم أن تنجح وأن يتحقق الحلم الذي جمعنا فنحن جزء منه وهو جزء منّا".

أطلقا اسم ثائر على ابنهما الأول

"حياتنا هي ثورة بلا مواربة. عيد ميلاد سها زوجتي يوم 25 يناير وأنا عيد ميلادي يوم الثاني من فبراير، أي تزامن مع موقعة الجمل. رأيتها لأول مرة بعد خطاب مبارك الأخير يوم 10 فبراير. هي أخت صديقة لي. تعرفنا بعد الخطاب المستفز لمبارك"، يروي المصحح اللغوي علي راشد لرصيف22.

و"موقعة الجمل" هو الاسم الذي يُطلق على هجوم بالجمال والبغال والخيول، يشبه غزوات العصور الوسطى، شنّه مناصرو الحزب الوطني في 2 شباط/ فبراير 2011، على المتظاهرين في ميدان التحرير، لإرغامهم على إخلاء الميدان، وأسفر عن مقتل عدد منهم.

أما خطاب مبارك المذكور، فقد قال فيه إنه سيبقى في منصبه حفاظاً على مصر، في وقت كان المصريون ينتظرون منه إعلان تنحيه عن السلطة.

يقول: "لا أعرف وقتها ما الذي شدني إليها وهي تبكي وسط الأجواء المشحونة من غضب الملايين في ميادين مصر من خطاب مبارك. اقتربت منها وتحدثنا. وتواصلنا بعدها، مرات عدة، دون أن أصارحها بأي شيء كأنني كنت أنتظر أن تنتصر الثورة".

بعد الانتهاء من اعتصامات التحرير، ومثل كل المصريين، عاد علي وسها إلى أعمالهما واستمرت مسيرة المطالبة بالحقوق التي حُرم منها المصريون.

في جريدة كان يعمل فيها، نظّم الموظفون اعتصامات للمطالبة بإدخالهم إلى نقابة الصحافيين. "كانت شقيقتها زميلتي في العمل وكانت تأتي إليها بين حين وآخر تضامناً منها مع اعتصامنا في نقابة الصحافيين. تطور الاعتصام إلى إضراب عن الطعام وبعد ثلاثة أيام من الإضراب تمت إحالتي إلى المستشفى واتصلت بي للمرة الأولى لكي تطمئن عليّ، ومن هنا أخدت قراراً بأن أصارحها بحبي".

شهدت تلك الفترة من حياة مصر حالة من الازدهار في الفن والموسيقي والشعر وأثناء حضورهما حفلة فنية لفرقة مستقلة، كانت مليئة بالحماس، صارحها بحبه.

"كنّا وقتها صغاراً. لم أتجاوز الـ23 سنة من العمر وهي الـ21. كان الحماس والحياة والثورة هي خبرتنا. لاحقاً، انحسرت الثورة وكبرنا فوق أعمارنا أعماراً، لكننا كنا وما زالنا على يقين بأن الثورة ستنجح، ومثل كل أحداث حياتنا قررنا الزواج".

تغيّرت أمور كثيرة منذ ذلك الوقت. "كل الأماكن والناس ذبلت ملامحها. مقر شركة بنها، أول مكان التقينا أمامه في ميدان التحرير، تحوّل إلى معسكر. مقهى البورصة أغلق. شارع محمد محمود، أحد الشوارع الرئيسية من ميدان التحرير، أقفل بعربات الأمن، كل ملامح الثورة تنمحي يوماً بعد آخر. الوجوه عليها علامات القهر. نشاهد ما يحدث بقهر وإحباط، ولكننا برغم كل ذلك أملنا في نجاح الثورة كبير. أنجبنا طفلنا الأول وأسميناه ‘ثائر’ لأن علاقتنا بدأت مع الثورة وتستمر معها".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image