استدعت التظاهرات المصرية في ليل 20 أيلول/ سبتمبر العديد من ردود الأفعال المتناقضة بين المعارضين. البعض رأى أنها عودة إلى مشهد عام 2011، وأنها تحركات مفتوحة، ستبدأ في التضخم ثم تنقض على النظام، بينما رأى بعض آخر أن ما يحدث لا يتعدى كونه انعكاساً لـ"لعب كبار" في أعلى السلطة، و"علينا كجمهور التنحي والاكتفاء بالمشاهدة". وبين هذا وذاك، هناك الكثير من الآراء المتنوعة.
في ما يلي قراءة بعض الشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير للمشهد:
عماد السيد: ليست لعبتنا
يرى عماد السيد أن مشهد التظاهرات سيكون له أثر كبير بدءاً من كسر حظر التظاهر الذي فرضه النظام المصري، وانتهاءً بتداول الهتافات المضادة للرئيس ودائرته المغلقة، لكنه في الوقت نفسه يرفض تعليق أمل كبير على ما حدث.
يقول لرصيف22: "لا شك أن نزول الناس مرة أخرى إلى الشارع مثّل تحدياً حقيقياً للنظام. نستطيع القول إنه فنّد كل الدعاية التي كانت تسوّقها الدولة. المجتمع لا يزال قادراً على النزول مرة أخرى، والمطالبة بإسقاط (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي وحبسه على غرار الرئيس المخلوع حسني مبارك. السيسي سيعي ذلك جيداً".
لكنه أضاف: "غير أن ما حدث في الحقيقة هو نتيجة تعبئة قامت بها أجنحة من دوائر السلطة، فمقاول مثل محمد علي لن يتحرك لوحده. هنا الجمهور بالنسبة إلى هؤلاء المحرضين مجرد وقود لتحريك البلد في الاتجاه الذي يريدونه. نحن بدون تنظيمات، وبدون أحزاب… يجب ألا نتحرك قبل أن نستطيع حماية أنفسنا وتقديم مشروع متماسك يسعى للسيطرة على السلطة".
ريم محمود: العفوية وليس التنظيم
لا تؤيد ريم محمود الدعوات للتظاهر في الشارع. تقول: "ما يحدث هو صراع داخل أجهزة الأمن".
على الرغم من أن موقف ريم واضح من السلطة، إلا أنها لا تؤيد الدعوات للتظاهر في الشارع. تقول: "أنا أرى أن ما يحدث هو صراع داخل الأجهزة الأمنية والسياسية. هناك طرف ما داخل هذه الدوائر يريد الإطاحة بالسيسي ويحتاج إلى مشهد ما في الشارع".
فيما يرى البعض أن عودة التظاهرات إلى الشارع المصري تمثّل تحدياً للسلطة، يرى آخرون أن ما يحدث هو صراع بين أجهزة الدولة، وعلى الجمهور الاكتفاء بالمشاهدة من بعيد…
"أن يهتف الناس ضد الرئيس وضد الفساد، فهذا أمر عظيم في ذاته"... كيف ينظر مشاركون في ثورة يناير إلى تظاهرات ليل 20 أيلول/ سبتمبر في مصر؟
تدلل ريم على موقفها باستقراء ما حدث في الشارع، وما بدا وكأنه تساهل من قوات الأمن مع المتظاهرين، وتضيف: "تم فتح الشوارع أمام المتظاهرين، وإتاحة التحرك لهم. لكن ما أن هتف الناس ضد حكم العسكر في المطلق، وليس ضد حكم السيسي فقط، تغيّر تعامل قوات الأمن وبدأ الهجوم على المتظاهرين".
وتستطرد: "الأطراف الفاعلة ترانا منذ 2011 وكأننا عوامل مساعدة لتحقيق مآربهم، وليس لتحقيق شعارات الثورة الأساسية. علينا التوقف عن السماح لهم بذلك. الحل الوحيد هو العفوية المطلقة. أن ينزل الناس إلى الشارع دون دعوات وما شابه. هذا هو الحل الوحيد لضمان استقلال الحراك".
خالد محمود: "ما حدش فاهم حاجة"
موقف خالد محمود أكثر تشككاً من مواقف زملائه. بدأ حديثه بـ"محدش فاهم حاجة أصلاً. كل اللي عندنا مجرد تكهنات".
وقال: "ما حدث بالطبع هو أمر إيجابي، أن يسير الناس في الشارع ويهتفوا ضد السيسي ويمزقوا صوره، بعدما كان شبه إله، هذا في ذاته أمر عظيم لم نتوقع حدوثه بهذه البساطة. لكن تبقى الفكرة الأساسية هي مَن وراء هذه الحالة؟ وإلى أي مدى يريد الذهاب؟". ويضيف: "لا أدري إذا كان ذلك مصدر الخوف، أم أن خبرتنا السيئة في التحرك تخيفنا أم يجب الخوف من الفوضى فعلاً".
محمود شريف: ما حصل ملحمة
مقابل الآراء المتشككة، يرى محمود شريف الأمر بشكل مختلف تماماً. إنه "ملحمة" كما يصفها.
ويضيف: "قد يكون موجّه الدعوة للنزول، المقاول محمد علي، مدعوماً من جناح ما في الدولة، لكن في النهاية هو ألقى حجراً في البحيرة الراكدة. كان المجتمع جاهزاً لتلقي كلامه. بائع الجرائد في منطقتنا يناقش صفقة القرن، والناس كانت تنتظر".
ويتابع: "الفكرة الأساسية هنا هي كسر حاجز الخوف، وتشتيت الهالة المفروضة على رئيس الجمهورية. أن يهتف الناس ضد الرئيس وضد الفساد، فهذا أمر عظيم في ذاته".
ويستطرد: "ما حدث لا يمكن وصفه إلا بأنه ملحمة. اختمار لوعي الناس وتنفيذ لإرادة هذا الوعي على الأرض. إنه دليل دامغ على أن الحراك الاحتجاجي في مصر لم يمت، وهذه سمة أساسية لطالما أنكرها النظام".
شيماء محمود: مع الاستيلاء على حزب الكنبة
بالنسبة إلى شيماء محمود، فإن ما حدث يمثّل فرصة جيدة لتبديل المواقع.
تقول: "في 2011، كنا نحن الكتلة الأساسية في الشارع، والإخوان المسلمون مثلوا الثورة المضادة، على اعتبار أنهم شاركوا المؤسسة العسكرية في الانقلاب على مطالب الثوار. وفي 2013 كنا نحن كذلك كتلة الشارع، والعسكر والدولة العميقة استوليا على الدولة ببساطة. هذه المرة يجب علينا عدم تكرار أخطائنا. لا دور لنا في ما يحدث. فلنسيطر على حزب الكنبة، ونشاهد الدولة تأكل نفسها".
وتضيف: "ما يحدث كما يعلم الجميع هو صراع بين أجهزة السيسي، وليس على أسس مبدئية وسياسية. السيسي تنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ولم يعترض أحد من السلطة. تدخل في حرب اليمن ولم يعترض أحد. دخل في شراكة إستراتيجية مع إسرائيل، وعدل الدستور ليمدد لنفسه وليسيطر على القضاء… فلماذا الآن تحرك هؤلاء؟ هل لحماية مصالحهم ولاكتساب نفوذ أكبر فقط؟ لن ننزل إلى الشارع ونتعرض للاعتقال والقتل لأن أحد أطراف المخابرات غير راضٍ عن طرف آخر فيها".
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع