شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"سنكون أكثر دموية"... سلاح ليزر جديد ستتصدى به إسرائيل للصواريخ

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 11 يناير 202007:40 م

منذ تسعينيات القرن المنصرم، تدرس إسرائيل والولايات المتحدة إمكانية استخدام أشعة الليزر لاعتراض الصواريخ الباليستية التي باتت إيران ووكلاؤها وروسيا وكوريا الشمالية تهددهما بها.

ويبدو أن الجيش الإسرائيلي أخذ الأمر على عاتقه إذ أعلن أنه بدأ تطوير نظام اعتراض صاروخي جديد يعتمد على الليزر، سيكون جاهزاً العام المقبل، ويتحول، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، إلى "قفزة كبيرة" في الدفاع عن الجبهة الداخلية، ويشكّل تحدياً أمام الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وحزب الله في لبنان لاعتماد الطرفين على الصواريخ في معاركهما ضد إسرائيل.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس الاسرائيلية، اليوم السبت 11 كانون الثاني/ يناير، فقد أخبر رئيس البحث والتطوير في الجيش الإسرائيلي الجنرال يانيف روتم الصحافيين أن طفرة التكنولوجيا ستسمح لإسرائيل بإضافة ليزر قوي جداً كحل للتهديدات الصاروخية.

ووصف روتم الليزر "بأنه سلاح مكمل للنظام الحالي، وسيكون قادراً على إحباط قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار، ومعظم  التهديدات التي تطير على ارتفاعات منخفضة".

"رسالة واضحة: قدراتنا هائلة"

وتقول صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية: "سوف يجري توسيع استخدام هذا النظام بتثبيته على العربات والشاحنات المدرعة المخصصة لساحات القتال من أجل حماية القوات البرية في المناطق المعادية. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطط لتثبيت النظام على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لاعتراض الصواريخ البعيدة المدى التي تعترض للمقاتلات".

وتنقل الصحيفة عن الجنرال دوبي أوستير رئيس قسم الإلكترونيات الضوئية في إدارة تطوير الإلكترونيات في الجيش أن القدرات التي طوروها في النظام الجديد "تعتمد على الليزر الكهربائي مقارنة بالليزر الكيميائي" الذي استُخدم في التجارب الماضية.

وقال الجنرال: "سنكون قادرين على استهداف هدف طائر واعتراضه من مسافة خمسة كيلومترات".

إسرائيل تعلن تطوير سلاح "ليزر للدفاع الجوي" الذي سيكون قادراً على إحباط قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار، و"معظم التهديدات التي تطير على ارتفاعات منخفضة"
وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت يقول إن "العقل الإسرائيلي يمهد الطريق لاستخدام مشروع الليزر الجديد، الذي سيحول جيش الدفاع الإسرائيلي إلى أكثر دموية وأكثر تقدماً"

ورأى وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت أن "العقل الإسرائيلي يمهد الطريق لاستخدام مشروع الليزر الجديد، الذي سيحوّل جيش الدفاع الإسرائيلي إلى أكثر دموية وأكثر تقدماً". وأضاف: "هذه رسالة واضحة لأعدائنا، قدراتنا هائلة".

وتوقع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع إجراء تجارب على السلاح الجديد في منتصف هذا العام، أما النشر التجريبي في الجنوب، أي مع قطاع غزة، فسيكون في نهاية العام، والإنتاج والاستخدام الفعلي سيكونان في العام المقبل، وستشهد السنوات المقبلة استثمار مئات الملايين من الشيكل في تطوير هذا النظام الجديد.

اعتراض سريع للصواريخ

بالعودة إلى تقرير صحيفة هآرتس، فقد لفتت إلى أن "وزارة الدفاع دائماً كانت تشكك في أنظمة الليزر، لكن هذه المرة كانت النبرة مختلفة تماماً، وبكل تأكيد متفائلة".

وتضيف الصحيفة في التقرير الذي نشره الصحافي آموس هاريل: "على كل حال، إذا أثبتت التوقعات صحة ذلك، فستكون هذه أخبار رائعة".

وقال هاريل: "من الناحية النظرية، أنظمة الليزر ستتمكن بشكل أكثر مرونة وفعالية من اعتراض التهديدات القصيرة المدى، ويسهل نشرها لحماية القوات عندما يهاجم الجيش في أراضي العدو لصد التهديدات المماثلة، ويقلل من إنفاق إسرائيل على عمليات الاعتراض إلى بضعة دولارات فقط".

وأضاف هاريل: "ستتمكن المنظومة من اعتراض سريع لمعظم الصواريخ والقذائف وهي فوق أراضي العدو. وتقضي على الحاجة إلى الإنتاج المستمر لصواريخ الاعتراض لإعادة ملء المخزونات المُستخدمة".

لماذا تحتاجه إسرائيل؟

كانت تل أبيب وواشنطن قد علقتا العمل على هذا المشروع في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بعدما خلص خبراء البلدين إلى أن هناك مشاكل تقنية تحول دون تنفيذه، وابتكرت تل أبيب بدائل أخرى، أبرزها تطوير منظومة "السهم" في التسعينيات، و"القبة الحديدية" و"العصا السحرية" في العقد الماضي.

لكن هذه الأنظمة، التي صرفت لها موازنات ضخمة في إسرائيل، لم تنجح في صد الصواريخ التي أطلقتها حركات المقاومة في غزة أو حزب الله، على المستوطنات والمدن الكبرى منذ عام 2006.

وفي أيار/ مايو الماضي، أطلقت حماس والجهاد الإسلامي 117 صاروخاً خلال أقل من ساعة، وهذا ما أفقد القبة الحديدية القدرة على التعامل مع هذا الكم.

ويتدرب الجيش الإسرائيلي حالياً على سيناريو حرب محتملة مع حزب الله، يقوم على إطلاق الأخير من ألف الى 1500 صاروخ في يوم واحد على إسرائيل. لكن، وفقاً لتقرير هآرتس، هناك شكوك في أن تتصدى المنظومات الحالية لهذا القدر الكبير من الصواريخ.

وتقول هآرتس إن استخدام المنظومات الحالية يكلف عشرات الآلاف من الدولارات. على سبيل المثال، فإن تكلفة كل صاروخ تطلقه "منظومة السهم" لإسقاط هدف معادٍ هي ثلاثة ملايين دولار أمريكي.

وإذا اطلقت الحركات الفلسطينية أو حزب الله ألف صاروخ في اليوم، فستتصدى المنظومات الدفاعية لها بأطلاق ألف صاروخ أو أكثر، وهذه تكلفة مرتفعة جداً، بحسب الصحيفة.

وقدّر تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الصادر عام 2018 أن حزب الله يمتلك نحو 130 ألف صاروخ.

من هذا المنطلق، يتعين على إسرائيل تخزين نحو 155 صاروخاً اعتراضياً في منظومة القبة الحديدية بتكلفة تقدر بـ 50 دولاراً لكل صاروخ. لكن السلاح الجديد يطلق شعاعاً ضوئياً نحو الهدف فيسقطه على الفور، ولن ينفد الليزر من الذخيرة ما دامت طاقته كهربائية كافية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image