أعلن الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر 1 أيلول/سبتمبر، أن قذيفة مضادة للدروع أطلقت من لبنان تجاه إسرائيل. وتبنى حزب الله اللبناني الهجوم الذي يأتي بعد ساعات من تصعيد متسارع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وورد في بيان الجيش الإسرائيلي أن "قذيفة مضادة للدروع أطلقت من لبنان تجاه إسرائيل في منطقة أفيفيم شمال تل أبيب"، مشيراً إلى أن "معلومات أولية جاري فحصها والتحقق منها".
قصف أهداف في إسرائيل
وتحدثت مصادر إسرائيلية عن إصدار تعليمات للسلطات المحلية في المنطقة بفتح الملاجئ، فيما أشار المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إلى "إطلاق ‘عدد من القذائف‘ المضادة للدروع باتجاه قاعدة ومركبات عسكرية في منطقة أفيفيم، حيث تمت إصابة ‘بعض‘ منها"، مضيفاً أن جيش الاحتلال ردّ "باتجاه بعض مصادر النيران وباتجاه أهداف في جنوب لبنان".
وأضاف عبر حسابه على تويتر: "صدرت تعليمات بإلغاء جميع الأعمال والنشاطات في منطقة السياج الحدودي مع لبنان بما فيها الأعمال الزراعية. ولا توجد تعليمات بفتح ملاجئ في بلدات تبعد عن الحدود لمسافة أكبر من 4 كلم" و"ليس هناك داعٍ لدخول الملاجئ إلا عند سماع الصافرات" ملمحاً إلى أن تعليمات أخرى ستصدر وفق الحاجة.
بيان حزب الله
بالتزامن، قال حزب الله اللبناني، في بيان، عصر 1 أيلول/سبتمبر، إن مقاتليه دمروا آلية عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، مؤكداً أن العملية أسفرت عن "قتل وجرح من" في داخل الآلية دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ونشر موقع قناة المنار التابعة لحزب الله بياناً من المقاومة الإسلامية يعلن "عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر الأحد 1 أيلول/سبتمبر قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة افيفيم وقتل وجرح من فيها".
تطورات متلاحقة
وفي أحدث بيان له، قال الجيش اللبناني، بعد عصر 1 أيلول/سبتمبر، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت خراج بلدات مارون الراس وعيترون ويارون بأكثر من 40 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة، ما أدى إلى اندلاع حرائق في أحراج البلدات التي تعرضت للقصف، وما يزال القصف مستمرا حتى الساعة". وأفادت الوكالة اللبنانية للأنباء لاحقاً بأن القصف توقف في تمام السادسة مساءً بالتوقيت المحلي.
ونفى جيش الاحتلال وقوع أي خسائر في صفوفه، فيما أكد التلفزيون الإسرائيلي "وقفاً حذراً" للغارات الإسرائيلية صوب لبنان.
وأجرى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اتصالين هاتفيين مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون طالباً تدخل الولايات المتحدة وفرنسا والمجتمع الدولي لمواجهة تطور الأوضاع على الحدود الجنوبية.
وفي أول تعليق له، تحدث الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلين عن قدرة إسرائيل على الدفاع "دون تردد عن مواطنيها أينما كانوا ضد من يسعون إلحاق الأذى بنا".
ومساء 1 أيلول/سبتمبر، نفى نتنياهو إصابة أي إسرائيلي بضرر جراء ما سماه "مهزلة" الحدود مع حزب الله، مشيراً إلى إجراء "مشاورات بشأن ما قد يحدث مستقبلاً".
وأضاف: "نحن مستعدون لأي سيناريو، وسنتخذ قرارنا اعتماداً على التطورات"، مؤكداً رد إسرائيل على إطلاق النار من قبل حزب الله بأكثر من 100 قذيفة هاون.
مواد حارقة إسرائيلية
وكان الجيش اللبناني قد أكد في وقت سابق في 1 أيلول/سبتمبر، اختراق طائرة إسرائيلية مسيرة الأجواء اللبنانية، في حدود الساعة الحادية عشر والربع الأجواء اللبنانية فوق مزرعة بسطرة، وإلقاء مواد حارقة مخلفةً حريقاً في منطقة أحراج السنديان.
وأشار بيان الجيش اللبناني إلى أنه "تجري متابعة موضوع الخرق بالتنسيق مع قوات حفظ السلام المؤقتة والتابعة للأمم المتحدة في البلاد"، وفق ما نشرته الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام التي أفاد مراسلها بأن "مروحيتين تابعتين لجيش العدو تحلقان فوق الأطراف الجنوبية والغربية لمزارع شبعا المحتلة على ارتفاع متوسط، على بعد 3 كلم من الخط الحدودي لهذه المزارع مع المناطق المحررة".
واعترف الجيش الإسرائيلي بالوقوف خلف الحريق، قائلاً "قبل قليل اندلعت النيران في منطقة لبنانية حدودية. الحرائق بدأت بسبب عمليات قواتنا في المنطقة" من دون توضيح طبيعة هذه العمليات.
ورصدت الوكالة اللبنانية، في الأثناء، "إطلاق رشقات رشاشة ثقيلة عشوائية داخل مزارع شبعا المحتلة، بالتزامن مع سماع دوي عدة انفجارات مصدرها الطرف الغربي لمزارع شبعا المحتلة في قرى العرقوب، في ظل تحليق للطيران الاستطلاعي والحربي في أجواء القطاع الشرقي".
الجيش الإسرائيلي يعلن أن قذيفة مضادة للدروع أطلقت من لبنان تجاه إسرائيل وحزب الله اللبناني يتبنى الهجوم الذي يأتي بعد ساعات من تصعيد متسارع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
كما أكدت إلقاء قوات العدو الإسرائيلي قنابل حارقة عدة في جبل الروس، موضحةً أنها تسعى جراء ذلك "لمنع أي إمكانية تسلسل من خلال مزارع شبعا".
وأوردت الوكالة أن طائرة إسرائيلية مسيرة من نوع "درون" حلقت في أجواء بلدة العديسة على علو مرتفع لفترة قصيرة، فيما كان أهالي البلدة ينظمون حملة نظافة للمنطقة الممتدة بين البلدة والجدار الفاصل بالتعاون مع السلطات.
تصعيد ووعيد
وكان 31 آب/أغسطس قد شهد إلقاء قنابل حارقة على مزارع شبعا، وفق الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام اللبنانية مبينةً أن الحرائق اندلعت إثر ذلك.
قبلها عزز جيش الاحتلال تواجده على الحدود الشمالية بسبب المخاوف من وقوع هجوم انتقامي من الجانب اللبناني على خرق إسرائيلي جرى في 24 آب/أغسطس.
وتوترت الأوضاع على الحدود بعد إعلان الجيش اللبناني عن سقوط طائرة إسرائيلية مسيرة وانفجار أخرى في الضواحي الجنوبية للعاصمة بيروت في ساعة متأخرة من مساء 24 آب/أغسطس الماضي.
وتوعد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الجيش الإسرائيلي آنذاك برد رادع "مهما كلف الثمن"، فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نصر الله إلى "الهدوء" مذكراً إياه بأن تل أبيب تستطيع الدفاع عن نفسها.
وفي 31 آب/أغسطس، عاود الأمين العام لحزب الله تهديداته، في كلمة متلفزة، أكد خلالها أن كل الخيارات قائمة لمواجهة الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي تنتهك السيادة اللبنانية، مبيناً أن هذه الطائرات المسيرة "تفتح الباب أمام القتل والاغتيالات في لبنان" إن لم يتم الرد عليها، ومشيراً إلى جاهزية قادته الميدانيين للرد.
وجدد جيش الاحتلال تأكيده، في 31 آب/أغسطس، على تعزيز قواته البرية والجوية والبحرية وجهاز المخابرات استعداداً لمختلف السيناريوهات في منطقة القيادة الشمالية، وبث صوراً لهذه الاستعدادات عبر تويتر.
وكانت آخر حرب لحزب الله ضد إسرائيل، في عام 2006، قد خلفت 1200 قتيل لبناني غالبيتهم مدنيون، و158 في صفوف الإسرائيليين أغلبهم جنود.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...