جدل واسع رافق زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى إيران بعد يوم واحد من اغتيال القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني في غارة أمريكية بالعراق.
لم تقتصر الضجة على سبب الزيارة والتكهنات حوله، وإنما انصب التركيز أيضاً على "لون العلم القطري" الذي ظهر خلال الزيارة.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، زعم العديد من المغردين العرب، لاسيما الخليجيين، أن وزير الخارجية القطري ذهب إلى طهران لـ"تقديم واجب العزاء" في سليماني الذي قضى في العراق إثر ضربة أمريكية فجر 3 كانون الثاني/يناير.
في حين ابتعد آخرون بالظن أن هدف الزيارة "الاعتذار عن انطلاق الدرون التي قتلت سليماني ورفاقه من قاعدة العديد الأمريكية الموجودة بقطر" و"التوضيح أن المسؤولين القطريين لم يكونوا على علم مسبق بذلك"، متهمين قطر بـ"سياسة اللعب على الحبلين".
ولم تدين قطر صراحةً اغتيال سليماني، رغم علاقاتها الجيدة بإيران، واكتفت خارجيتها، في بيان، بمناشدة "جميع الأطراف ضبط النفس وتجنيب العراق وشعبه وشعوب المنطقة عموماً الدخول في حلقة العنف المفرغة"، محذرةً من "مغبة التصعيد المسلح المباشر وغير المباشر".
ورجحت تقارير إعلامية متباينة أن الدرون الأمريكية التي قتلت سليماني خرجت من قاعدة علي السالم الجوية الواقعة شمال غرب الكويت، أو قاعدة العديد الأمريكية في قطر من دون تأكيدات رسمية حتى الآن.
غير أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو كان قد وجه الشكر لقطر خلال مكالمة مع وزير خارجيتها لـ"تضامنها في وجه النفوذ الإيراني الخبيث" حسبما أفاد في تغريدة عبر تويتر في 2 كانون الثاني/يناير. وربط البعض بين هذا الشكر والضربة الأمريكية التي قتلت سليماني.
تسويد العلم القطري؟
وسرعان ما تحول الاهتمام عن سبب "الزيارة المثيرة التي تأتي في وقت حساس" لينصب على "لون العلم القطري" الذي ظهر خلف وزير خارجيتها خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف.
وبدا لون علم قطر قاتماً عن المعتاد، حتى ظنه البعض "أسوداً". دفع ذلك إلى مزيد من التعليقات والتكهنات. تنوعت هذه التعليقات بين الشجب والاستهجان والسخرية، معتبرين ذلك "طمساً للهوية وإهانة للسيادة".
ومالت غالبية التعليقات إلى القول إن "إيران سودت علم قطر حداداً على سليماني"، وأن "الإصرار" الإيراني على "تغيير" لون العلم القطري يبعث برسالة مفادها أن البلد الخليجي متضامن مع طهران في "الثأر" من قتلة سليماني باعتماد لو رايات "ثارات الحسين".
البعض اعتبره متعمداً بغرض الحداد… ضجة واسعة حول لون العلم القطري الذي ظهر خلف وزير خارجيتها في إيران. هل "سوّدت" طهران علم قطر؟
زيارة وزير الخارجية القطري لإيران أثارت جدلاً وتكهنات عديدة لاسيما وأنها تأتي بعد يوم واحد من اغتيال قاسم سليماني، وبعد يومين من شكر أمريكي لها على "التضامن في وجه النفوذ الإيراني الخبيث"
"الحقيقة"
الدبلوماسي العراقي السابق والخبير في المراسم والبروتوكول الدولي عمر غانم فصّل، عبر حسابه في انستغرام، السبب "الحقيقي" لظهور العلم القطري بهذه الهيئة في إيران.
وأفاد غانم، وهو أحد خبراء الإتيكيت والبروتوكول في معهد الجزيرة للإعلام، بأن "قطر غيرت درجة لون علمها عام 2012 من اللون العنابي المائل للبني إلى اللون العنابي الأخف قوة من ناحية الطول الموجي للون. وعادة تحتفظ إدارات البروتوكول في جميع وزارات خارجية الدول بنسخ من أعلام كل دول العالم ليتم استخدامها في اللقاءات التي تعقد بحضور ضيوف من هذه الدول".
وتابع: "لم تتخذ العديد من إدارات البروتوكول حول العالم خطوات لتعديل لون العلم القطري في قاعدة معلوماتها وفي مخازنها وفقاً لمشاهداتنا. وهذا تقصير يحسب على هذه الدول".
ثم أردف: "مع تقادم الزمن وطول فترة التخزين، من الطبيعي أن يتغير اللون. وهذا ما حدث كثيراً كما ترون في الصور أعلاه. دون أن أدخل في موضوع إضاءة الصورة وكفاءة العدسة وما إلى ذلك"، وأرفق منشوره بمجموعة من الصور لمسؤولين قطريين في زيارات خارجية ومن خلفهم علم بلدهم بالدرجتين المشار إليهما.
واستدرك غانم مبيناً أنه ليس "محامياً عن دولة قطر؛ فهي لا تحتاج لمن يدافع عن سياساتها ومظهرها البروتوكولي السيادي. لكنني، في هذا المنشور، أدافع عن ‘الحقيقة والمنطق وأنصف الواقع‘".
ودعم مغردون قطريون وجهة النظر هذه بالإشارة إلى لون علمهم الوطني قبل وبعد عام 2012.
بالعودة إلى سبب زيارة وزير الخارجية القطري نائب رئيس مجلس الوزراء، آل ثاني، فقد بينت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أنه "اجتمع مع وزير الشؤون الخارجية الإيراني لمناقشة آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، لا سيما الأحداث الأخيرة في العراق، وتناول سبل التهدئة للحفاظ على الأمن الجماعي للمنطقة".
في حين أشارت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى إجراء المسؤولين جولتين من المحادثات، إحداهما منفردين، يعقبهما لقاء بين الوزير القطري والرئيس الإيراني حسن روحاني، دون أي إشارة إلى تقديم العزاء في سليماني أو توضيح محور المناقشات.
عزا هذا ببعض المعلقين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى القول بأن الوزير القطري ذهب إلى طهران برسالة أمريكية، ما استبعده آخرون.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون