"تم التعرف على جثة قاسم سليماني من خلال خاتمه الأحمر، الذي اعتاد الظهور به"، هذا ما قاله مسؤول عراقي لوكالة أسوشيتد برس عن الضربة الأمريكية التي استهدفت وقتلت القائد العسكري الإيراني البارز في تطور دراماتيكي يرى مراقبون أنه سيخلف "ردات فعل هائلة ومستمرة بعض الوقت".
وفور هبوط طائرته في مطار بغداد الدولي، ولقائه عدداً من مستقبليه، في مقدّمهم نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، استهدفت طائرة أمريكية بدون طيار قائد فيلق القدس، قاسم سليماني (62 عاماً)، ودمرت سيارتين كانتا تهمان بنقله ورفاقه إلى خارج المطار، فقتل مع المهندس وآخرين.
مقربون : هذا خاتم قاسم سليماني ( بالمطابقة ) ما يزيد من فرضية اغتياله pic.twitter.com/dGOr4yYHmA
— عامر الكبيسي / العراق (@amer_alkubaisi) January 3, 2020
#قاسم_سليماني
— سيف (@swordvip) January 3, 2020
فيديو جديد لجثث سليماني والمهندس من موقع الحدث (الحرة) pic.twitter.com/FWpvjyqOI2
وبرغم أن هذا التطور يعد أحدث حلقة بعد أشهر طويلة من التصعيد المستمر بين الجانبين، شكّل مفاجأة هزت المنطقة، كونه يتعلق بـ"شخصية لا تضاهى في المؤسسة الأمنية الإيرانية"، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
ووصفت "نيويورك تايمز" اغتيال سليماني في هذا التوقيت بأنه "ضربة صاعقة لإيران في وقت يشتد الصراع الجيوسياسي الشامل".
من دون إخطار الكونغرس
ويبدو أن ترامب قد أمر بتنفيذ العملية من دون الرجوع إلى الكونغرس وهو أمر انتقده رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، النائب الديمقراطي، إليوت أنجل.
وقال أنجل في بيان: "كان سليماني العقل المدبر للعنف الشديد والمعاناة وعدم الاستقرار، ودماء الأمريكيين على يديه. لكن تنفيذ ضربة بمثل هذه الخطورة من دون إخطار الكونغرس أو التشاور معه تنطوي على مشاكل قانونية خطرة وإهانة لصلاحيات الكونغرس".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أعلنت، فجر 3 كانون الثاني/يناير، مقتل سليماني "بتوجيه" من الرئيس دونالد ترامب، واصفةً الضربة بـ"العمل الدفاعي الحاسم لحماية الأمريكيين في الخارج".
وقضى في هذه الغارة الأمريكية بين 5 و 10 أشخاص منهم سليماني والمهندس، وصهرا سليماني والقائد الراحل في حزب الله اللبناني عماد مغنية، بحسب تقارير إعلامية متطابقة.
صور لبقايا السيارتين اللتين كانتا تحملان المهندس وسليماني قرب محيط مطار #بغداد الدولي. pic.twitter.com/fzv0kho3BR
— ZaidBenjamin (@ZaidBenjamin5) January 3, 2020
لماذا الآن؟
وبيّن البنتاغون أن "الجنرال سليماني كان منخرطاً في تطوير خطط لمهاجمة دبلوماسيين وجنود أمريكيين في العراق والمنطقة. هو وفيلق القدس مسؤولان عن مقتل مئات الأمريكيين وقوات التحالف وجرح الآلاف".
وذكر أيضاً أن سليماني "وافق على الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في العراق هذا الأسبوع"، مشيراً إلى أن الضربة "كانت تهدف لردع أي خطط هجوم مستقبلية لإيران"، وأن واشنطن "ستستمر باتخاذ كل الخطوات الضرورية لحماية مواطنيها ومصالحها أينما كانت حول العالم".
ترامب أمر بها ولم يُخطَر الكونغرس أو يتم التشاور معه بشأنها… تفاصيل الضربة الجوية التي قضى فيها قاسم سليماني
مسؤول عراقي أوضح أن التعرف على سليماني تم من خلال خاتمه الأحمر الذي اعتاد الظهور به بعد تمزق أشلائه إثر الغارة الأمريكية
وعن تفاصيل الضربة، قال مسؤول أمريكي، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، لواشنطن بوست، إن الضربة التي قضت على سليماني بدأ الترتيب لها عقب الهجوم الصاروخي الذي أسفر عن مقتل مقاول أمريكي في قاعدة بمدينة كركوك العراقية، في 27 كانون الأول/ديسمبر الماضي. وكان البنتاغون قد حمل كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران المسؤولية عنه.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد أمر بشن غارات جوية على أهداف الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، وهذا ما دفع أنصار هذه الميليشيات إلى محاولة اختراق السفارة الأمريكية في بغداد ومحاصرة موظفيها في وقت سابق من الأسبوع.
وقالت الصحيفة أيضاً إن "الهجوم بدا وكأنه يهدف إلى شل قوة (سليماني) التي كانت تتقدم الجهود الإيرانية المستمرة منذ عقود لتشكيل الأحداث في الشرق الأوسط لمصلحتها، خصوصاً أن فيلق القدس وسّع في ظل قيادة سليماني دعم الجماعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة، أبرزها العراق وسوريا ولبنان.
ويلقي الأمريكيون اللوم على الميليشيات المدعومة من إيران في مقتل 600 جندي أمريكي على الأقل بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وأفادت واشنطن بوست بأن وزير الخارجية مايك بومبو ألغى بشكل مفاجئ رحلة كان مخططاً لها إلى أوروبا الشرقية، للبقاء في واشنطن "من أجل مواصلة مراقبة الوضع المستمر في العراق وضمان سلامة وأمن الأمريكيين في الشرق الأوسط".
وأوضح مسؤول أمريكي رفيع مطلع لها أن بومبيو "أراد أن يظل بالقرب من ترامب لإسداء المشورة بشأن تطورات الوضع".
في الأثناء، اعتبر نائب الرئيس الأمريكي السابق المرشح الرئاسي في انتخابات 2020، جو بايدن أن الرئيس ترامب "ألقى إصبع ديناميت في برميل بارود ويدين للشعب الأمريكي بتوضيح إستراتيجيته وخطته لإبقاء جنودنا وموظفي سفارتنا ومصالحنا وحلفائنا بأمان"، مردفاً "قد نكون الآن على شفا صراع كبير عبر الشرق الأوسط".
وقالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية نانسي بيولسي إن قتل سليماني "تصعيد خطير للعنف قد يصعد بالتوتر إلى اللا عودة".
وفيما لم تتضح بعد الإجراءات الأمريكية استعداداً لرد إيراني محتمل، قال أحد المسؤولين لواشنطن بوست "نحن ندرك جيداً احتمال الرد الإيراني".
وذكر مسؤولون أمريكيون أنهم متأهبون لهجمات إيرانية إرهابية وإلكترونية انتقامية.
في حين ذكر وزير الدفاع مارك إسبر أن البنتاغون مستعد للقيام بعمل عسكري لاستباق هجمات الميليشيات، متابعاً: "لقد تغيرت اللعبة، ونحن على استعداد للقيام بما هو ضروري للدفاع عن موظفينا ومصالحنا وشركائنا في المنطقة".
وكانت الإدارة الأمريكية قد نشرت، في الأسبوع الماضي، 750 جندياً من كتيبة سريعة الحركة من الفرقة 82 المحمولة جواً إلى الكويت، نقطة انطلاق القوات التي تدخل العراق. كما أرسل نحو 100 من مشاة البحرية إلى بغداد لحماية السفارة بعدما حاصرتها الميليشيات.
يشار إلى أن الإعلام المتحدث باسم الحشد الشعبي في العراق أفاد بأن تشييع "شهداء الغارة الأمريكية" سيجري في 4 كانون الثاني/يناير.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون