أعلنت وزارة الثقافة اليمنية استجابتها للشاعر والباحث في التراث اليمني، شجاع عمر القطابري، بمنحه مساعدات مالية وهدايا متنوعة بعدما ضاقت به السبل لإعالة أسرته ولجأ إلى الأرصفة حاملاً لافتة يطلب في المساعدة بتوفير فرصة عمل.
على مدار اليومين الماضيين، تداول ناشطون يمنيون بكثافة صورة للكاتب، القطابري، وهو يجلس على أحد الأرصفة ممسكاً بلوحة كتب عليها: "أنا الشاعر والروائي والأديب الكاتب شجاع عمر القطابري، صاحب الـ٢٠ مؤلفاً وكتاباً، والباحث في التراث الشعبي والقصصي اليمني. أطالب الرجال والأحرار والشرفاء والمخلصين في تعز وكل اليمن العظيم دون تمييز مساعدتي بالحصول على فرصة عمل أعيل وأقيت بها أسرتي بعد أن انقطعت بي السبل وضاع عني كل مورد مالي".
صرخة واستجابة
جاءت صرخة القطابري بعد أربع سنوات من قطع الحكومة اليمنية لراتبه هو وزملائه في صندوق التراث والتنمية الثقافية في العاصمة صنعاء، بحسب الناشطين اليمنيين.
وهو الذي ألف دواوين شعر أبرزها: "على مقهى النساء" و"هكذا غنى العصفور" و"حنين الفراشة" و"رباعيات الحب: رؤى الحب عبر رسائل الهاتف" و"للحب قصة وحيدة"،
وله عدة مؤلفات أخرى منها: "البركان الأزرق" و"حديث الجدات: مؤلف في التراث الشعبي القصصي" و"نونيات إلياس" و"حديث المسك" و"صديق لشطر سماء" و"ميميات الحمد".
وتفاعلاً مع القضية التي أثارت الرأي العام اليمني، أعلن مدير عام مكتب الثقافة في مدينة تعز عبد الخالق سيف، مساء 14 كانون الأول/ديسمبر، أن وزير الثقافة اليمني مروان دماج قد قرر اعتماد راتب شهري من صندوق التراث والتنمية الثقافية للقطابري.
وفي مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر سيف وإلى جانبه القطابري يقول: "وصلت رسالتكم ورسالة الكاتب الأستاذ شجاع عمر القطابري" معلناً عن الراتب الشهري ومساعدة قدرها 1000 ريال سعودي وجوال لإمكانية التواصل معه ومجموعة هدايا أخرى لـ"إسهاماته الرائعة في الثقافة اليمنية".
بعدما ضاق به الحال ولم يعد قادراً على إعالة أسرته، شاعر وروائي يمني معروف يلجأ إلى الأرصفة وطلب المساعدة
التضامن الواسع مع "صرخة" شجاع عمر القطابري يدفع وزارة الثقافة اليمنية إلى تأمين راتب شهري له وهدايا عديدة تقديراً لـ"إسهاماته في الثقافة اليمنية"
تضامن واستياء
وكان يمنيون كثر قد تضامنوا مع مناشدة القطابري، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرين ما آل إليه وضع الأديب والكاتب المعروف، ملقين باللوم على "الفساد والفاسدين" في ما وصفوه بـ"قتل الإبداع والتميز في اليمن".
وأعربوا عن استيائهم من أن اليمن "بلد يأكل المبدعين" و"مقبرة المثقفين"، حيث تجلس "الكنوز الوطنية ذلاً على الأرصفة لعجزها عن تأمين قوت أسرها"، مؤملين أن توقظ صرخة القطابري "الضمير اليمني والإنساني".
ولفت بعضهم إلى أن القطابري من أسرة مثقفة وفنية لكن ظروف الحرب التي غرق فيها اليمن قبل 4 سنوات "جرت عليه كما غالبية اليمنيين"، ومذكرين بأنه "شقيق الفنان التشكيلي والموهبة الفذة الفنان سامي عمر القطابري الذي كان قد أصيب بنوبة من الإحباط واعتزل الناس وضل يعاني نفسياً حتى اختفى لدى سيطرة الحوثيين على قريته".
ورأى البعض أن ما آل إليه وضع القطابري هو ضريبة "النجباء" والكتاب والشعراء في أي بلد يشهد حروباً.
ومنذ عام 2015، يغرق اليمن في حرب مستعرة بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة، والحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية من الجهة الأخرى.
ودمرت الحرب اقتصاد اليمن وبناه التحتية، وبات مئات الآلاف من اليمنيين يعتمدون بشكل أساسي على المعونات والمساعدات الغذائية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...