على مدار الأيام الأخيرة، شغل مواطن فلسطيني من الخليل يدعى سامح زيتون (60 عاماً) وسائل إعلام إسرائيلية عدة روجت لقصة اعتناقه اليهودية وتعرضه للسجن والتعذيب لدى السلطة الفلسطينية مدة شهرين.
لكن زيتون خرج في مقطع مصور عبر اليوتيوب ليؤكد أنه "مسلم وموحد بالله" متبعاً ذلك بنطق الشهادتين.
في الفيديو، قال زيتون: "كل ما دار هو محض ادعاء أرفضه جملةً وتفصيلاً. الله أكبر على كل من طعن في سمعتي وديني".
"قلقون على أملاكه فحسب"
وكان نائب محافظ الخليل خالد دودين قد خرج ، في تصريحات لوكالة "وطن للأنباء"، متهماً الإسرائيليين ببث "شائعة تحول الرجل إلى اليهودية، والترويج لذلك"، لافتاً إلى استدعائه زيتون للسماع منه.
وقال دودين إن زيتون نفى تغيير ديانته. وأشار إلى أنه اُستُدعي "لأن حساسية الأمر لدينا هو أنه صاحب أملاك في البلدة القديمة بالخليل، وإذا بدل ديانته نخشى أن تذهب تلك الأملاك للمستوطنين".
ونفى المسؤول الفلسطيني أن يكون قد جرى اعتقال الرجل بسبب تغيير الديانة، موضحاً أنه "ليس لدينا قوانين تعاقب على موضوع الدين"، ومبيّناً "إذا كان قد اعتقل فلا بد أن الأمر كان جنائياً".
لكن، ما القصة؟
وفق الرواية الإسرائيلية التي تناقلتها مواقع إسرائيلية عديدة، تحول زيتون إلى اليهودية في محكمة الحاخام نيسيم كارليتز، وبات اسمه "ديفيد بن إبراهيم"، قبل أن تعتقله السلطات الفلسطينية، مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خلال زيارته ابنه في الضفة الغربية.
ونقلت مواقع إسرائيلية عن "بن إبراهيم" قوله: "لقد قام (الأمن الفلسطيني) بتكبيل يديّ، وأخذني إلى السجن. وتعرضت هناك للكثير من الضرب".
وأضافت: "قال الحراس للجميع (المسجونين) إنني غيّرت ديني وإنني يهودي. عمل الحراس كعصابة ضدي وقاموا بخنقي وضربي ضرباً مبرحاً"، موضحاً أنه ترك لاحقاً في حبس انفرادي.
وورد في الرواية أن بن إبراهيم يعيش منذ الإفراج عنه في 5 كانون الأول/ديسمبر الجاري في منزل مواطن إسرائيلي بالقدس.
ونقل عن "الرجل" أن رجال دين زاروه في السجن محاولين إقناعه بالعودة إلى الإسلام، مشيراً إلى أنه رفض ذلك تماماً ولا رغبة لديه في العودة إلى الإسلام.
سامح زيتون مواطن فلسطيني روّجت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة لـ"تحوّله إلى اليهودية وتعرّضه للتعذيب في سجون السلطة". لكنه خرج ونفى كل هذا
وتابع: "قررت أن أصبح جزءاً من الشعب اليهودي. لا أنوي التراجع"، مستفيضاً في وصف فترة سجنه لا سيما أنه كان يتغذى من حصص غير كافية من الطعام "لا تُشبع فأراً. وحُرمت من الماء. لقد عانيت كثيراً وسمحوا لي بأكل الخبز الجاف كالحجر. أغميّ عليّ ثلاث مرات ونُقلت إلى المستشفى".
في سياق متصل، أشار موقع "واينت" العبري إلى أن عدداً من المسؤولين الإسرائيليين بذلوا جهوداً بغية إطلاق سراح الرجل بعد مناشدات من رفيق سكنه الإسرائيلي، الذي يطالب حالياً بمنح بن إبراهيم الجنسية الإسرائيلية.
لكن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" لفتت إلى أن "إسرائيل تتعامل بحذر مع حالات اعتناق فلسطينيين الديانة اليهودية، وكثيراً ما ترفض السلطة المسؤولة عن إجراءات اعتناق اليهودية طلبات الفلسطينيين من دون مراجعتها، وهذا ما جعل البعض منهم يتوجه إلى مؤسسات خاصة، كما فعل بن إبراهيم".
برغم ذلك، أشار "واينت" إلى ممارسة مسؤولين إسرائيليين الضغط على السلطة الفلسطينية لإطلاق سراح الرجل بشكل غير معلن.
أمل في الجنسية الإسرائيلية؟
كذلك أفادت المواقع الإسرائيلية بأن "بن إبراهيم" منح تصريحاً للبقاء في إسرائيل.
وبيّنت أن "رفيقه الإسرائيلي" الذي قال إنه فقد شقيقه قبل ثلاثين عاماً في عملية فلسطينية أمل أن "تعترف إسرائيل باعتناق بن إبراهيم اليهودية وأن تمنحه الجنسية"، لافتاً إلى أنه "بطل حقيقي، مثل جده سعيد زيتون الذي أنقذ عشرات اليهود خلال مجزرة 1929 في الخليل".
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت التعليقات، إذ أبرز معلقون فلسطينيون نفي الرجل، مطالبين إياه بمقاضاة وسائل الإعلام الإسرائيلية التي "لفقت قصة تحوله إلى اليهودية".
في حين استمر عدد من الإسرائيليين في تناقل التقارير العبرية التي تتحدث عن تحوله إلى اليهودية.
ولم يتسنَّ لرصيف22 التثبت من صحة "التحوّل" على نحو دقيق.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...