شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"المغرب حي بداخلها"... فتاة إسرائيلية تبحث عن جذورها الأصلية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 4 أغسطس 201907:59 م

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم 3 آب/أغسطس مقالاً لفتاة إسرائيلية تدعى خن المالح، حكت فيه عن أسباب سفرها إلى المغرب هذا الصيف، بهدف البحث عن جذورها المفقودة، رغم أن إسرائيل عملت دائماً على أن تجعلها تنسى أنها من أصول مغربية وتتذكر فقط أنها فتاة إسرائيلية.

وكتبت خن أنها كانت تشعر دائماً أنها على موعد مع زيارة المغرب، الذي ولد وتربى فيه أجدادها اليهود، قبل ان ينتقلوا إلى إسرائيل، حيث ولدت هي وجيل من الإسرائيليين ذوي الأصول المغربية.

تحكي خن أن أهالي الجيل الحالي من الشباب ذوي الأصول المغربية ولدوا في إسرائيل أو جاءوا إليها حين كانوا صغاراً جداً، ولا يكادون يتذكرون أي شيء عن حياتهم في المغرب، مضيفة أنهم انصهروا في المجتمع الإسرائيلي، وباتوا غير قادرين حتى على ترديد جملة واحدة باللهجة المغربية من دون أن يدمجوا فيها كلمات إسرائيلية.

بالنسبة لخن فإن وجود المغرب في حياتها تلاشى تدريجياً، ولم تعد تعلم عن هذا البلد سوى بعض أنواع الفولكلور والأكلات، وبعض العبارات الشهيرة التي تظهر في الأفلام الكوميدية التلفزيونية، لكنها تؤكد أن "هذه المظاهر المحدودة أبقت المغرب حياً داخلها".

وتتذكر الفتاة أن أول رسالة إعجاب أرسلتها لفنان في إسرائيل كانت إلى الممثلة ياعيل أبيكاسيس، التي هاجرت عائلتها من المغرب إلى فلسطين. "لقد كانت مغربية مثلي". و"كانت الإسرائيلية الوحيدة من أصل مغربي التي تظهر في برامج الأطفال".



الشعور الذي يلحق جملة "إسرائيلي من أصل مغربي"، عندما تُقال في الداخل، لم يرح الفتاة. لكنها اكتشفت عندما سافرت إلى الخارج، هي والعديد من أبناء الجيل المولود داخل إسرائيل لأبوين من أصل مغربي، أن الهوية المغربية "كنز يحترمة الناس".

"ربما كان محو الماضي أهم شرط لتأسيس إسرائيل كما نعرفها، وهي حالة مستمرة". تقول خن وتكمل أن المنتظر من الجميع أن يكونوا إسرائيليين وفقط.

قررت خن التوجه إلى المغرب حاملة حقيبتين فقط. تقول: "عدت إلى ذلك البلد الذي انطلق منه ذات يوم والدي في رحلتهم إلى إسرائيل".

"ربما كان محو الماضي أهم شرط لتأسيس إسرائيل كما نعرفها"... فتاة إسرائيلية تبحث عن جذورها في المغرب

تصف خن نفسها بأنها "امرأة مغربية يهودية وُلدت في إسرائيل"، مضيفة أنها قررت أن تسافر إلى المكان الذي لم تستطع الظروف السياسية في إسرائيل، أن تمحوه من رأسها، على الرغم من الجهود الكبيرة التي بُذلت لهذا الهدف.

قالت إنه كلما أرادت إسرائيل إن تجعلها تنسى جذورها، كانت رغبتها تزيد في اكتشاف العالم الذي جاء منه أهلها.

قبل أن تجرؤ خن على زيارة بلدها الأصلي في صيف 2019، حاولت التعرف عليه من القراءة والاطلاع الفني، وصفت ذلك أنها زارتها بالخيال. كان الكثير من الناس يتعجبون منها حين تخبرهم أنها "تعيش في المغرب بالفعل، وليس في إسرائيل".

عندما عرفت الشابة الإسرائيلية أنها ستكون أماً في الوقت القريب، قررت أن تنقل رحلة الخيال تلك إلى الواقع، "أرادت أن تكون مستعدة للإجابة عن أي سؤال مستقبلي من أطفالها عن جذورهم".

تحكي خن "لم أبك أبداً أثناء هبوط أي طائرة كنت فيها، حتى في الأيام التي كان خوفي من الطيران في أسوأ حالاته. ولكن هذه المرة، وحين كانت الطائرة تهبط، وتكشف لي مراكش بكل جمالها الوردي الغريب، وهو نوع من الجمال لم أره من قبل، تدفقت دموعي بشكل أسرع وأسرع، فيما كنت أوثق مشهد المدينة بكاميرا هاتفي".

وتستذكر: "باعتباري شخصاً مر عبر مطارات الولايات المتحدة، فإن الذهاب إلى مكتب في مكان ما مع مسؤول أو شرطي ذو وجه صارم لم يكن جديداً بالنسبة لي. لكن هذه المرة، عند نافذة جواز السفر، عندما أدركت أنهم كانوا يأخذونني إلى غرفة جانبية، لم أشعر بالخوف. أدرك أنه إجراءً عادياً يعيشه معظم الإسرائيليين الذين يزورون المغرب، إن لم يكن جميعهم، فعلى الأقل رسمياً، تم قطع أي علاقات بين المغرب وإسرائيل في عام 2000 أثناء الانتفاضة الثانية".

وفق خن، فإن رجال الأمن والمسؤولون في المغرب "يتسمون بالود"، مضيفة أنها كانت سعيدة بكل رجال الأمن الذين تعاملت معهم في المغرب.

"مراكش جميلة وغريبة" هكذا تصف خن رحلتها في المدينة، معبرة عن إعجابها بالمباني التقليدية المنتشرة في كل مكان. كما تحكي عن زيارتها لمدينة الصويرة التي تصفها بالمذهلة. "المدينة جميلة مثل اللوحة، ومن هنا جاءت تسميتها الصويرة (من صورة)، وهي كلمة مغربية تعني اللوحة المرسومة".

تسرد خن ما رأته في الصويرة: "لقد وصلنا إلى المدينة أثناء مهرجان كناوة العالمي للموسيقى. الذي يزوره نحو 130 ألف زائر من داخل المغرب وخارجها"، وتضيف: "يوجد ميناء قديم، قوارب، طيور النورس، ممرات قديمة وجدران عالية بجانب شاطئ عريض، ومطاعم ومقاهي ونوادي ركوب الأمواج".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image