قد ملّ الكثيرون منا هذه المقارنة الساذجة: لأنه رجل عربي... أما إذا كانت امرأة عربية… فالويل وعظائم الأمور. لكنها مقارنة حاضرة كلّ يوم، تذكّرنا بازدواجية الشخصية التي تتمتع بها مجتمعات عربية عدة، وما يحصل مع الفنانة العالمية ريانا وحبيبها رجل الأعمال السعودي حسن جميل مثالٌ عمّا نتحدّث.
نقل حساب عربي مهتمّ بأخبار أهل الفنّ خبراً من موقع Life & Style، مفاده أن "ريانا ترغب في إنجاب الأطفال من حبيبها الملياردير السعودي حسن جميل، ولكن الأخير يرغب في أن يتزوجا أولاً".
وتابع الحساب أن مجموعة من أصدقاء ريانا كشفت عن أن ريانا وحسن سيعقدان خطبتهما قريباً، بعد علاقة "جيدة بعيدة عن العلن دامت نحو سنتين".
الخبر قوبل بموجة من التعليقات التي يمكن تصنيف معظمها بالمحايدة أو المتباهية. ووصل الأمر بالبعض إلى أن يطلق تعليقات ساخرة على الخبر ونكاتاً. لا مفر من المقارنة مجدداً. تغدو التعليقات حتماً غاضبة إذا كان الطرف العربي من هذه العلاقة أنثى وليست ذكراً. غضب مرافق لدعوات في المحاكم (إن وصل الأمر إلى المحاكم قبل أن تتدخّل العائلة لتحمي "الشرف")، فكيف للمرأة العربية، والحال هذه، أن تقيم علاقة جنسية خارج إطار الزواج؟
لا نبالغ. أعرب البعض عن فخره بعلاقة حسن بالفنانة العالمية ريانا، منهم من قال: "هذه أحلام العصر والله، بيصير عندنا سعوديين من ريانا"، و"كفو ولدنا"، فيما قالت مغردة: "السعودي الوحيد الجاد بعلاقة".
وكتب أحد المعلقين على الخبر: "قلبك عامر بالإيمان"، واستعان آخر بمقطع فيديو للممثلة المصرية الراحلة حنان الطويل تقول فيه: "البيت ده طاهر، وهيفضل طول عمره طاهر"، في سخرية من إعلان حسن نيّته الزواج بريانا بحجة "إنجاب الأطفال"، فيما لم يتم التطرّق إلى الدين سابقاً عند إقامته علاقة جنسية معها.
وبعد ردود الأفعال هذه، تصاعدت أصوات أخرى موجهة اللوم على ازدواجية بعض الفئات في المجتمعات العربية، مثل الشاعرة والناشطة المصرية مروة المأمون المعروفة باسم "المحروسة" التي قالت: "اقرأوا الردود التي تحيي الرجل وتتباهى بغزوه هوليوود وإقامته علاقة جنسية خارج إطار الزواج... وتخيلوا الردود إن كان الأمر يتعلق بسيدة عربية مشهورة".
وتابعت: "اقرأوا لتعرفوا أن لا علاقة للموضوع بالدين إطلاقاً، وإنما هي عادات قبلية ذكورية فُرضت تحت راية الدين".
قد ملّ الكثيرون منا هذه المقارنة الساذجة: لأنه رجل عربي... أما إذا كانت امرأة عربية… فالويل وعظائم الأمور. لكنها مقارنة حاضرة كلّ يوم، تذكّرنا بازدواجية الشخصية التي تتمتع بها مجتمعات عربية عدة، وما يحصل مع الفنانة العالمية ريانا وحبيبها رجل الأعمال السعودي حسن جميل مثال عمّا نتحدّث
قضية رأي عام في السعودية؟
فيما يضجّ الرأي العام السعودي كلّما ارتكبت امرأة "خطأ ما"، قد يكون مجرّد احتضان فنان على المسرح أو الرقص بالعباءة والنقاب، لم يتمّ التطرّق إلى علاقة حسن وريانا بالطريقة ذاتها منذ أن رصدتهما عدسات المصورين في حزيران/يونيو 2017 حين ظهرا معاً في مشهد وُصف بـ"الحميمي" داخل حمام سباحة في إسبانيا وهما يتبادلان القبل. ولم يتحوّل أمرهما إلى "قضية رأي عام"، كما يتحوّل كل شيء يخص المرأة في السعودية.
ماذا نعرف عنهما؟
لاحقاً، شوهد الثنائي في عدّة أماكن أُخرى من بينها أحد شواطئ مدينة بويرتو فالارتا بالمكسيك وهما يتشاجران، كما شوهدا في لندن وساحل أمالفي في إيطاليا قبل أن تؤكد ريانا أنها تعيش قصة حب، فيما لم يظهر حسن في أي مقابلة إعلامية.
وحين سُئلت ريانا عن "هوية الرجل المحظوظ"، قالت: "يمكنكم البحث عبر محرك البحث غوغل"، في إشارة واضحة إلى حسن الذي انتشرت صوره معها بشكل واسع. وكانت قد قالت إنها "تتمنى إنجاب الأطفال أكثر من أي شيء آخر"، أما عن رغبتها في الزواج فقالت: "العلم عند الله فقط. نحن نخطط والله يضحك، صحيح؟".
ينحدر حسن من عائلة ثرية تعدّ الرقم 12 في عداد أغنى العائلات العربية بحسب Forbes، وتقدّر ثروتها بـ1.5 مليار دولار. يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة والده "عبد اللطيف جميل" التي تمتلك التوكيل الحصري لسيارات تويوتا اليابانية في السعودية منذ عام 1955.
ويُعرف عن حسن علاقاته السرية. فكان متزوجاً على نحو سرّي الفنانة التونسية لينا لازار من عام 2012 حتى عام 2017، وواعد سراً عارضة الأزياء البريطانية ناعومي كامبل عقب طلاقه.
"هل ريانا حامل؟"
بين سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، تساءل جمهور ريانا هل هي حامل، عقب ظهورها ببطن منتفخ من دون أن يتم تعظيم الأمر واعتباره "زنا" كون العلاقة تمّت خارج إطار الزواج.
اللافت أن سؤال هل هي حامل انتقل من وسائل التواصل الاجتماعي إلى شاشة إم بي سي السعودية ضمن برنامج صباح الخير يا عرب من دون التطرّق إلى اسم حبيب ريانا السعودي.
وكانت مجلة "زهرة الخليج" الصادرة من الإمارات قد تطرّقت إلى الحمل إذ نقلت عن روّاد مواقع التواصل الاجتماعي "شكوكاً" في حمل ريانا، وإلى إمكان تأجيل إطلاق ألبومها لـ"انشغالها بتأسيس أسرة مع صديقها الملياردير السعودي حسن جميل".
مرة أخرى، لا بد من أن نتساءل، ماذا كان سيحدث لو أن الطرف العربي في هذه العلاقة هو أنثى؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...