ما نوع "الانفتاح" الذي تطمح السعودية إليه؟ أو ما معايير الحُرية المسموح بها؟ على من تُطبق وكيف؟
تأتي هذه الأسئلة كُلّما ضجّ فضاء الإنترنت بفيديو لفتاة سعودية يُقال إنها "أثارت الجدل" بظهور "غير لائق".
كانت آخر فتاة أُطلق عليها اسم "الراقصة المنقبة" بعدما رفعت عباءتها، مظهرةً الجينز، وقامت ببعض الحركات على أنغام موسيقى غربية، وسط مجموعة من الشباب والشابات في إحدى فعاليات موسم الرياض، مُنهيةً رقصتها بتحريك مؤخرتها (Twerking)، وهو ما اعتبره عدد كبير من الجمهور رقصاً ذا إيحاء جنسي.
لم أتعود الرد على عقول صغيرة
— لجين عمران ? (@Lojain_omran) October 28, 2019
تريد أن تفهم كل شي بالعكس
و لمن تسائل ما الموضوع!!
لم و لن أستنكر رقص(البنات أو الشباب)
فالطبيعة البشرية تتفاعل مع الموسيقى
حتى الطفل الصغير الذي لا يعي سيرقص
لكن إستنكرت حركتها الأخيرة ( موضحة في الفيديو)
ليأتي من يدافع عن حركتها و يهاجم إستنكاري!! pic.twitter.com/Futujr9e2H
وسرعان ما هوجمت مرتدية النقاب، المجهولة الهوية، والتي طالب النائب العام السعودي بالقبض عليها. تعليقاً على ذلك، قال أحدهم: "عانينا سابقاً من المتشددين وأتى بعدهم ما يسمون بالدرباوية، والآن نعاني من تزايد الرخيصات… كما حاربت الدولة الأول، واتفقنا جميعاً على محاسبة الثاني، يجب علينا الوقوف ضد الثالث".
وعلقت مواطنة: "صدق من قال الله يكفينا من شر حديثي التفتّح".
"المصايب في مجتمعنا ثلاث"
من المنتقدات بشدة لرقص الفتاة الإعلامية السعودية المقيمة في دبي لجين عمران التي قالت: "للأسف في ناس فاهمين الانفتاح والتطور بشكل يثير الاشمئزاز".
تعليقها هذا لم يمرّ مرور الكرام، إذ قوبلت عمران بهجوم شرس لتناقض ما تقوله مع ما تعيشه من "حرية شخصية" في دبي برفقة شقيقتها الفنانة أسيل عمران.
في المقابل، ذكّر مغردون عمران بـ"الانفتاح" الذي تقبله على نفسها، لا على غيرها، من بينهم الناشطة الحقوقية السعودية ملاك الشهري التي قالت: "مو معقول شكثر أنتِ وقحة. نبي نفهم ليش أنتِ عادي عايشة حياتك طول بعرض برقص وفلة ووناسة وغيرك لا"، مطلقةً هاشتاغ "#اخرسي_يالجين".
مو معقول شكثر انتِ وقحة، نبي نفهم ليش انتِ عادي عايشة حياتك طول بعرض برقص وفلة ووناسة وغيرك لا pic.twitter.com/2Gt6UFUHYC
— Malak AlShehri ♀ (@AngelQShe_) October 27, 2019
واعتبرت شابة سعودية تدعى سوسن أن تعليق عمران "تحريض صريح"، قائلةً إنها تتمنى منع عمران من المشاركة في كل ما يخص السعودية لأنها "لا تمثلنا ولا تشرفنا"، على حد قولها، مضيفة أن عمران "مجرد متسلقة أنانية عايشة بكوكب زمردة"، وأنها تسعى إلى"تحريض الناس".
رفعت عباءتها، مظهرةً الجينز، وقامت ببعض الحركات على أنغام موسيقى غربية، وسط مجموعة من الشباب والشابات في إحدى فعاليات موسم الرياض... كيف علّق السعوديون على فيديو "الراقصة المنقبة"؟
تغريدة عمران فتحت المجال لكثيرات من السعوديات الرافضات للقيود المجتمعية للتعليق والإعراب عن غضبهن من ازدواجية المعايير، منهن فتاة تدعى نهاوند، التي قالت: "المصايب في مجتمعنا ثلاث. المصيبة الأولى: من يرفض سلوك ويطالب الآخرين برفضه ويقصي من يقبله، هذا الجاهل. والمصيبة الثانية: من يرفض الجديد ويذمه لأنه لا يستطيع ممارسته، وهذا الحاسد. والمصيبة الثالثة من يمارس السلوك ويستمتع به ويرفضه على الآخر استعراضاً أمام المجتمع، وهذا المستشرف"، قاصدةً عمران.
التغريدات التي يمكن وصفها بـ"الثائرة" أو "المتمردة" كثيرة. كلها تُظهر أمل الكثير من السعوديات في كسر الأنظمة التي فُرضت عليهن، يمكن قراءتها عبر هاشتاغ "#اخرسي_يالجين".
استفزاز وتناقض
بمعزل عن هذا كله، اللافت مساندة فتاة سعودية "خارجة عن المألوف" تحت الهاشتاغ المتداول "#رقص_منقبة_بموسم_الرياض".
قال مغرّد: "الموضوع مستفز ومتناقض في نفس الوقت. يعني سامحين للأجانب بدون عبايات، وتقيمون حفلات أغاني وفاتحين السعودية للسياح… لو أنها أجنبية هل سيقبض عليها؟"
وقالت شابة سعودية: "نسيتم الذكور اللي يرقصون في موسم الرياض؟ محد انتقدهم. مجتمع ذكوري متعفن"، فيما ناشد مغرد رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ قائلاً: "أتمنى تتدخل لإنقاذ الفتاة. لو صح خبر أن النيابة أمرت بالقبض عليها، أعتقد أنه بيصير له ردود إعلامية حول العالم تعيدنا للصفر".
ليست الحادثة الأولى
حادثة الراقصة المنقبة والأمر باعتقال فتاة لممارستها فعلاً يعتبر "عادياً" في أي دولة أُخرى ليسا الأولين. ففي تموز 2018، ذكرت وسائل إعلام أن الفتاة السعودية (17 عاماً) التي قفزت على المسرح لمعانقة الفنان ماجد المهندس ضمن منافسات سوق عكاظ، في مدينة الطائف، غرب السعودية، تواجه عقوبة الحبس والغرامة (27 ألف دولار) بتهمة التحرش.
وضجت مواقع التواصل حينما قفزت الفتاة المشار إليها آنفاً وهي ترتدي العباءة والنقاب، وسط ملاحقات رجال الأمن الذين قبضوا عليها لقيامها بـ"تصرف غير أخلاقي".
وكانت صحيفة "المدينة" السعودية قد نقلت عن مصادر في النيابة العامة قولها إن الفتاة "اعترفت بأنها احتضنت المهندس بكامل إرادتها المُعتبرة شرعاً، بعدما حرضتها صديقاتها".
وفي السياق ذاته، أعلنت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية في حزيران 2018 عن إحالة مذيعة تلفزيونية (شيرين الرفاعي) للتحقيق بسبب ارتدائها ملابس "غير محتشمة"، أثناء تقرير لها عن قيادة المرأة السعودية.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياميخلقون الحاجة ثم يساعدون لتلبيتها فتبدأ دائرة التبعية
Line Itani -
منذ 5 أيامشو مهم نقرا هيك قصص تلغي قيادات المجتمع ـ وكأن فيه يفوت الأوان عالحب
jessika valentine -
منذ اسبوعينSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع