تحوّلت ساحة تويتر إلى شبه محكمة مصغّرة منذ أن أطلق مغردون في 3 ديسمبر/كانون الأول هاشتاغ "#بشرى_محجب"، مطالبين بفتح تحقيق في ملابسات وفاة الشابة السعودية حرقاً قبل أسبوع، خاصةً بعد تداول أنباء عن تعرّضها لاغتصاب جماعي، فيما تخوّف البعض من عدم تحقيق العدالة في قضيتها، في حال تحولها قضية زنا لا قضية اغتصاب.
وعقب إصرار روّاد هذا الفضاء على محاكمة الجناة، كشف موقع سبق السعودي أخيراً مساء 4 ديسمبر/كانون الأول عن أن النيابة العامة في منطقة جازان "تحقق في وفاة طالبة في ظروف غامضة الأسبوع الماضي، بعد خروجها من بيت أسرتها لأداء اختبار مع طالبة أخرى".
ونقل الموقع أن الجهات الأمنية أبلغت إحدى الأسر في منطقة جازان بوجود جثة ابنتها في المستشفى، وفوجئت الأسرة بالعثور على الجثة محترقة، لافتاً إلى أن النيابة العامة توّلت ملف القضية واستكمال التحقيقات.
وبحسب الموقع، يشير تقرير مبدئي عن الحادثة إلى "وفاة الشابة متأثرة بحريق اندلع في شقة" من دون ذكر أي تفصيل عن عملية اغتصاب، كاشفاً عن إيقاف أشخاص على ذمة التحقيق.
ولفت الموقع إلى وجود "شائعات وتضارب معلومات عن سيناريو القضية" من دون الكشف عنها، في انتظار تقرير الطب الشرعي.
"بغض النظر عن بشاعة الجريمة سينظر القضاة الى هذه النقطة دون سواها: لماذا ذهبَت إلى منزله؟"... استياء سعودي من غموض حادثة وفاة الشابة #بشرى_محجب وسط أنباء عن تعرضها لاغتصاب جماعي
مطالبات بأخذ حق #بشرى_محجب وفتح تحقيق في ملابسات وفاتها حرقاً قبل أسبوع، خاصةً بعد تداول أنباء عن تعرّضها لاغتصاب جماعي وتخوّف البعض من عدم تحقيق العدالة بتحوّل قضيتها إلى زنا، لا إلى اغتصاب.
ما "الشائعات"؟
القصة غامضة، وتفاصيلها غير مؤكدة بعد، ولكنّ روايات روّاد تويتر ومن زعمنّ أنهنّ صديقات الفقيدة، قالت إن بشرى التي خرجت برفقة شقيقتها وصديقتها لأداء اختبار مدرسي (مرحلة الثانوية) تعرّضت لاغتصاب من قبل أربعة شباب ثم أُحرِقت.
ومما قيل إن بشرى وشقيقتها كانتا مع صديقتهما التي استدرجتهما إلى منزل خالها، فتعرضتا فيه لاغتصاب. أُحرقت بشرى بعدما أُغمى عليها، خوفاً من أن تكون قد تُوفيت أثناء الاغتصاب، فقضت نتيجة الحرق بماء النار. أما شقيقتها، فترقد في أحد مستشفيات مدينة جازان السعودية، وهي في غيبوبة حالياً.
ما يزيد الغموض حول هذه الجريمة، هو التستّر على الحادثة، منذ يومها الأول، وكذلك من خلال حجب الهاشتاغ على تويتر، وهو ما اضطر روّاد الموقع إلى استخدام هاشتاغ إنكليزي #BushraMuhajjab للاستمرار بمطالبة محاكمة الجناة.
وعن سبب التستّر عن الحادثة، يقول روّاد تويتر إن أحد المتهمين الأربعة باغتصاب بشرى وشقيقتها هو ابن شخصية سعودية متنفذة، الوحيد الذي تم الكشف عن اسمه من الأربعة.
زنا؟
في سياق متصّل، ذكّرت الناشطة النسوية السعودية سارة اليحيى عبر تويتر أن الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود الذي تولّى الحكم من عام 1975 حتى عام 1982، كان قد أمر بإعدام اثنين من الجنود بعد اغتصابهما فتاتين، فيما توسّل إليه شيوخ دين للإعفاء عنهما لاعتبار الحادثة "زنا"، وليست اغتصاباً.
تقول سارة لرصيف22 إن حادثة بشرى ستُسلّط الضوء على النهج الذي يتبعه القضاة في السعودية، موضحة: "القضاة هم خرّيجو الشريعة الإسلامية، والشريعة لا تعترف بالاغتصاب، لذا سيُنظر إلى بشرى كأنها زانية".
وأعربت عن استيائها من اتباع القضاء في السعودية حكم الشريعة، لافتةً إلى أن الشريعة وفقاً للمذهب الحنبلي لا تعترف بواقعة الاغتصاب بل تراه زنا، لأن الجاني غير متزوج والضحية غير متزوجة.
وأضافت أنه غالباً ما سيُنظر إلى الضحية كأنها زانية لأنها هي التي ذهبت إلى شقة الشباب، وقالت: "بغض النظر عن بشاعة الجريمة، سينظر القضاة الى هذه النقطة فحسب: لماذا ذهبَت إلى منزله؟ ولهذا سيخفف الحكم عن الجناة الأربع".
وختمت: "لم نسمع أي تصريح لوزير العدل أو لمفتي عام المملكة أو حتى للنائب العام نفسه في ما يتعلق بهذه الجريمة البشعة التي هزت المجتمع وأفلت منها الجاني بسبب قرابته لمتنفذ كبير".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...