شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"لا عودة للمتسلل الصهيوني إلاّ بعودة أبنائنا"... أهالي الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 4 ديسمبر 201905:28 م

 يرى بعض الأردنيين، أن وجود متسلل إسرائيلي لدى الأمن الأردني، هو بمثابة "فرصة ذهبية"، خاصة أن هنالك 21 أسيراً أردنياً في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتتمحور فكرة "الفرصة الذهبية"، بالنسبة لهم، بأنه في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر الماضي، ألقت الأجهزة الأمنية الأردنية القبض على شاب إسرائيلي، اسمه كونستانتين كوتوف، دخل الأراضي الأردنية بطريقة غير شرعية، الأمر الذي قبل أيام أُحيل إلى المحكمة العسكرية لأمن الدولة بتهمة حيازة مواد مخدرة "ماريغوانا" ودخول الأردن بطريقة غير شرعية.

بالنسبة إلى أهالي الـ21 أسيراً أردنياً، ليست التهمة التي وجهت إليه مهمة، فالأهم بالنسبة إلى مطالباتهم التي عبّروا عنها بلافتات أو هتافات في اعتصام نفذوه يوم الإثنين الماضي، الثاني من كانون الأول/ ديسمبر 2019، أمام محكمة أمن الدولة، هو استبدال المعتقل الإسرائيلي بأبنائهم الأسرى، وهو الأمر الذي ليس بالمستحيل، خاصة مع التجارب التي أثبتت أن إسرائيل لن تتردد في القبول بصفقة تبادل بين "ابنها" وبين 21 أردنياً.

ما حفز خروج أهالي الأسرى إلى الشارع والاعتصام أمام محكمة أمن الدولة هو نداء الاستغاثة الذي صرخ به أسرى أردنيون من داخل سجن النقب، والذي جاء في جزء منه:

"يا شعبنا الأردني الحر، يا من كان من صلبك أبطال الجيش العربي الأردني الذي حارب حتى آخر رمق في قدسنا الحبيبة في اللطرون وباب الواد وجبل المكبر والشيخ جراح...

نستصرخكم من خلف قضبان السجن أن تنصرونا وتساندونا لنكون بينكم، فكل واحد فينا له قصة وجع ودموع وآهات، وُلدنا على ثرى الأردن ودرسنا في مدارسه، تخرجنا من جامعاته فعشقنا ترابه وهواءه، نحن لسنا مجرد رقم نريد أن تعرفوا عنه، نحن شباب صمتنا وجعٌ يقص حكايات مؤلمة لكل واحد فينا، لا تنسونا في السجون لتأكل المزيد من أعمارنا بعيداً عن أحبابنا.

فنحن أمام التهميش والإهمال الحكومي بحقنا وحق أهلنا، وخلال هذه السنوات الطويلة من المماطلة والحرمان، نعلم علم اليقين بأن الدبلوماسية الأردنية إذا أرادت تحريرنا ستفعل!

كيف لا وبيدها اليوم ورقة رابحة، وهي المتسلل الصهيوني الذي أفشل مخططاته نشامى حرس الحدود، هذه الورقة التي حررت من خلالها المقاومة عام 2011 أكثر من 1000 أسير، عندما استثمرتها المقاومة بشكل جيد، إياكم أن تخذلونا هذه المرة فنحن من حكم علينا أحكاماً جائرة وفقاً لقوانين ظالمة تخالف كل القوانين والأعراف الإنسانية.

اصرخوا بعالي الصوت كل الأردن بدها تبادل فإخوانكم الأسرى الأردنيين في خطر".

ما حفز اعتصام أهالي الأسرى هو نداء الاستغاثة الذي صرخ به أسرى أردنيون من داخل سجن النقب، والذي جاء فيه: "نحن أمام التهميش والإهمال الحكومي بحقنا وحق أهلنا، وخلال هذه السنوات الطويلة من المماطلة والحرمان، نعلم علم اليقين بأن الدبلوماسية الأردنية إذا أرادت تحريرنا ستفعل!"

قال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين، فادي فرح: "على مدار أعوام ونحن نقول إن الأردن يمتلك أوراقاً ضاغطة قد تفرج عن أسرانا، لعل أهمها اتفاقية وادي عربة، ولم نستفد شيئاً، لكن أعتقد أن الورقة الاخيرة التي تتعلق بالمتسلل لا تكرر ولا تعوض"

وفي ضوء تلك الصرخة، أعلن الأهالي الاعتصام رافعين الشعار: "لا عودة للمتسلل الصهيوني إلا بعودة أبنائنا"، هذا الشعار الذي أطلقته والدة الأسير الأردني، مرعي أبو سعيدة، تلك السيدة السبعينية التي من لا يعرفها، لا يعرف شيئاً عن الأسرى الأردنيين في معتقلات الاحتلال.

فمن غير الدارج أن تذكر على لسانك او حتى في عقلك كلمة أسرى أردنيين من دون أن تلحقها بصورة لوالدة الأسير أبو سعيدة، التي أصبحت صديقة الصحافيين والحقوقيين الأردنيين، حتى بعض المسؤولين والدبلوماسيين، بعدما اعتادت عدسات الكاميرات على التقاطها في كل تجمع مدافع عن الأسرى، وتجعل خاصية تشغيل الكاميرا على الـ "أون" وهي توثّق هتافاتها وكلماتها اللاذعة في أحيان كثيرة بحق كل مقصر بحق ابنها وسائر الأسرى.

فمن الطبيعي أنها شاركت في اعتصام أمن الدولة رغم أن بصرها بات يخونها "من كثرة العياط على ابني يما"، كما قالت في حديث لرصيف22 عن ابنها المحكوم بـ15 سنة حكماً مؤبداً قضى منهم 15 عاماً.

بعدما انتهت من هتافات التهديد والوعيد إذا لم تنتهز الدولة فرصة استبدال المتسلل الإسرائيلي بالأسرى الأردنيين، قالت وهي تلوح بسبابتها: "لن نقبل الإفراج عن هذا المتسلل إلّا بعودة جميع الأسرى الأردنيين إلى أحضاننا... وقد أعذر من أنذر".

تلك العبارة التي شجعت والد أصغر أسير أردني، محمد مهدي على تأييد قول والدة أبو سعيدة، وأضاف: "رح نضل ورا الحكومة حتى تعمل صفقة تبادل... خلص بكفي خلصت كل المحاولات".

الأسير محمد مهدي والمحكوم بـ 15 عاماً فعلياً و5 أعوام ضمن وقف التنفيذ وعامين تحت المراقبة، بالإضافة إلى 30 ألف شيكل تعويضاً، كان قد اعتقل في الخامس عشر من آذار/ مارس 2013 بتهمة “إلقاء الحجارة على دورية عسكرية وإصابة سبعة من عناصرها”، تعرض على أثرها للتعذيب أثناء التحقيق معه.

ومنذ ذلك اليوم ووالده يحمل صورة ابنه ويتنقل بها من وزارة الخارجية إلى مجلس النواب إلى المركز الوطني لحقوق الإنسان، وإلى الاعتصامات والاحتجاجات التي تنفذها حراكات شعبية، وإن كانت ليست لأجل الأسرى. لكن المهم أن يبقي قضية ابنه حاضرة في ذاكرة الأردنيين المعروفة بقصرها.

وكالعادة حمل هذه المرة صورة ابنه التي لم تعد تشبه ابنه لأن ستة أعوام مضت على اعتقاله، والعامل البيولوجي أدى إلى جعله يكبر سناً ويتغير شكلاً.

في حديث معه لرصيف22، قال: "أنا والد الأسير ثائر شعفوط أطالب بإتمام صفقة تبادل مع المتسلل الصهيوني مقابل عودة أبنائنا الأسرى... كل أبنائنا".

وعبارة "كل أبنائنا" تتضمن حتى أولئك المحكومين "بأحكام فلكية"، مثل الأسير الأردني عبد الله البرغوثي، صاحب أطول مدة محكومية وهي 67 عاماً مؤبداً. ولم يزل ذلك الثمانيني يناجي ربه وحكومته وهو على فراش "التعب" طالباً إنصاف ابنه.

أما الأسير ثائر شعفوط موقوف منذ السابع عشر من شهر نيسان/ أبريل الماضي، في سجن عوفر، وبحسب ما قاله والده: "ابني يتعرض للتعذيب النفسي والجسدي بجميع أشكاله، وقد طالبنا بصفقة تبادل اقتناعاً منا بأن من الخطأ تجاهل قيمة وجود المتسلل الصهيوني بين أيدينا".

خلال الحديث مع الناطق الإعلامي باسم اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين الأردنيين في معتقلات الاحتلال والأسير المحرر أيضاً، فادي فرح، عول على الجهود الرسمية الأردنية التي أفضت إلى الإفراج عن الأسيرين الأردنيين، هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، وتمنى أن تلتقط هذه الجهود أيضاً فرصة لن تتكرر بوجود متسلل إسرائيلي خلف القضبان الأردنية.

وتابع: "على مدار أعوام ونحن نقول إن الأردن يمتلك أوراقاً ضاغطة قد تفرج عن أسرانا، لعل أهمها اتفاقية وادي عربة، ولم نستفد شيئاً، لكن أعتقد أن الورقة الاخيرة التي تتعلق بالمتسلل لا تكرر ولا تعوض".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image