راح 24 شاباً ضحية رحلة سياحة داخلية قرب ولاية بجاية التونسية، ما أدى إلى هجوم كبير على وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي وتحديداً بسبب دعوة كان قد أطلقها قبل ساعاتٍ بمنح جوازات سفر للإسرائيليين من أصول تونسية.
وفي حصيلة غير نهائية، أفادت مواقع محلية تونسية بأن 24 شاباً قضوا خلال انقلاب حافلة سياحية بين منطقتي عمدون وعين دراهم، فيما أصيب 18 آخرين.
وبحسب المصدر نفسه، فإن غالبية ركاب الحافلة وعددهم 43 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً، ومنهم أطفال.
خلل فني وسرعة زائدة
لم تتضح أسباب سقوط الحافلة التي انطلقت من العاصمة تونس في واد (شمال غربي البلاد) على الفور، لكن معطيات أولية رجحت أن يكون ناتجاً عن "الإفراط في السرعة أو خلل تقني في الحافلة".
ووفق منظمة الصحة العالمية، يعد معدّل الوفيات على الطرق التونسية الأعلى في شمال إفريقيا بعد ليبيا، بمعدل 24,40 قتيل لكل مئة ألف شخص.
كما أن جزءاً من البنى التحتية لعين دراهم القريبة من الحدود التونسية الجزائرية، وهي منطقة استجمام يقدم التونسيون على زيارتها بأعداد كبيرة في هذه الفترة من العام، تعاني من قصور.
رغم ذلك، شن بعض التونسيين هجوماً عنيفاً على وزير السياحة روني طرابلسي متهمينه بـ"الفساد والإهمال وعدم الاكتراث بأرواح الشعب التونسي".
بحسب حصيلة غير نهائية، قضى 24 شاباً تونسياً في رحلة سياحية داخلية، وعلى الرغم من عدم تحديد الأسباب، إلا أن الكثيرين بدأوا هجوماً على وزير السياحة "حامل راية إعادة الصهاينة لتونس"
الوزير الطرابلسي تحدث قبل يومين عن "حق الإسرائيليين من أصول تونسية في جوازات سفر تونسية لسهولة أداء حج الغريبة"، ما اعتبره كثيرون "نشر لثقافة التطبيع"
"حق الإسرائيليين من أصول تونسية"
جاء حادث انقلاب الحافلة بعد يومين من تصريح الوزير طرابلسي لوكالة الأنباء الألمانية بأن "90% من الحجيج اليهود القادمين من إسرائيل هم من أصول تونسية، ولهم الحق في العودة إلى بلدهم والحصول على جوازات سفر لتسهيل دخولهم"، لافتاً إلى أن "قطاع السياحة (في تونس) سيواجه اختباراً صعباً في العام المقبل (بعد تولي قيس سعيد)، خلال الاحتفالات السنوية في معبد ‘الغريبة‘ بمدينة جربة (شرق البلاد)".
أغضب تصريح الوزير اليهودي الوحيد في الحكومة التونسية الكثير من التونسيين، الذين اعتبروه "حامل راية التطبيع والمدافع عن حقوق الإسرائيليين".
ودعا النائب بالبرلمان التونسي عن حزب "حركة الشعب" خالد الكريشي رئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد إلى إقالة الطرابلسي على الفور بعد "دعوته العلنية لمنح جوازات سفر والجنسية التونسية لليهود التونسيين الذين هاجروا طوعاً واستقروا في تل أبيب".
وأضاف على حسابه في فيسبوك: "لم نكن مخطئين حين وصفناها بأنها حكومة الفشل والتطبيع والإقصاء. أحمل المسؤولية كاملة لأحزاب الائتلاف الحاكم من حركتي النهضة وتحيا تونس التي قبلت به وزيراً للسياحة".
وقال النائب المستقل ياسين العياري، عبر فيسبوك أيضاً، إن "البرلمان سيستدعي الطرابلسي لتوضيح فحوى هذه التصريحات".
وعلى الرغم من تأكيد الرئيس التونسي قيس سعيد أن القضية الفلسطينية "أولوية" له واعتباره التطبيع "خيانة عظمى"، لم يصدر أي تعليق رسمي عن الرئاسة التونسية بشأن تصريحات الطرابلسي.
ليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها الطرابلسي غضب التونسيين ويتلقى اتهامات بـ"نشر ثقافة التطبيع"، فمطلع العام الجاري، بثت قناة i24 الإسرائيلية لقاءً تلفزيونياً معه كأحد ممثلي الحكومة.
لكن الطرابلسي الذي انضم إلى الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2018 بعد 62 عاماً على رحيل آخر وزير يهودي عن حكومات البلاد، نفى إجراء المقابلة زاعماً أنه تعرض لخدعة وأجرى المقابلة لصالح صحافي فلسطيني.
وبعد حادث انقلاب الحافلة السياحية، حث بعض المعلقين التونسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الوزير الطرابلسي بالتركيز على مهام منصبه ومحاربة الإهمال والفساد في وزارته،عوضاً عن "الاهتمام بحقوق الإسرائيليين".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
diala alghadhban -
منذ يومينو انتي احلى سمرة
حاولت صور مثلك بس كان هدفي مو توثيق الاشياء يمكن كان هدفي كون جزء من حدث .....
ssznotes -
منذ يومينشكرًا لمشاركتك هذا المحتوى القيم. Sarfegp هو منصة رائعة للحصول...
saeed nahhas -
منذ يومينجميل وعميق
Mohamed Adel -
منذ أسبوعلدي ملاحظة في الدراما الحالية انها لا تعبر عن المستوى الاقتصادي للغالبية العظمى من المصريين وهي...
sergio sergio -
منذ أسبوعاذا كان امراءه قوية اكثر من رجل لكان للواقع رأي آخر
أمين شعباني -
منذ أسبوعهذا تذكيرٌ، فلا ننسى: في فلسطين، جثثٌ تحلق بلا أجنحة، وأرواحٌ دون وداعٍ ترتقي، بلا أمٍ يتعلم...