بهجة استثنائية عاشتها تونس للمرة الأولى بعد ثورة 2011، مساء 13 تشرين الأول/أكتوبر، مع إعلان فوز أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية بفرق كبير عن منافسه، نبيل القروي، بحسب استطلاعات رأي.
و
احتشد الآلاف من التونسيين، ممن صوتوا لسعيّد، مساء 13 تشرين الأول/أكتوبر، في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس وهتفوا "الشعب يريد قيس سعيّد" و"تحيا تونس" مرددين النشيد الوطني التونسي ورافعين أعلام تونس وفلسطين والجزائر.
الشباب و"الأستاذ"
وبعد إعلان فوزه بالمنصب،
قدم سعيّد (61 عاماً) الشكر للشباب الذي "فتح صفحة جديدة في التاريخ"، واعداً بتحمل الأمانة مردداً "الشعب يريد" وهو الشعار الذي رفعه التونسيون خلال الثورة التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي في العام 2011.
وتشير مؤسسة "سيغما كونساي" إلى أن 90% من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً منحوا أصواتهم لسعيد.
و
كانت مشاركة الشباب في الدور الأول للانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية هزيلة، قبل أن يتوافدوا بكثرة على لجان الاقتراع في الدور الثاني من الرئاسيات، معتبرين أن اختيار الرئيس الجديد "حق وواجب".
وفي أول مؤتمر صحافي له بعد إعلان فوزه، ومن فندق مطل على شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، قال سعيد: "أحترم كل من اختار بكل حرية… انتهى عهد الوصاية وسندخل مرحلة جديدة في التاريخ".
وخاطب التونسيين "قدمتم درساً للعالم وأبهرتم العالم. أشكركم من أعماق الأعماق"، لافتاً إلى أهمية "تجديد الثقة بين الحاكم والمحكومين".
ولفت إلى أنه سيهتم بـ"الخارج من أجل القضايا العادلة وأولاها القضية الفلسطينية". وهتف أنصاره "الشعب (التونسي) يريد تحرير فلسطين" و"فلسطين حرة حرة والصهيوني على برة".
فوز على نحو كاسح
و
بلغت نسبة المشاركة في التصويت بالدور الثاني للانتخابات الرئاسية التونسية 57.8% في 70% من مكاتب الاقتراع، بحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. كما صوت 23.5% من التونسيين في الخارج.
وتعدّ نسب المشاركة هذه مفاجئة وتفوق نسب المصوتين في انتخابات الدور الأول والانتخابات التشريعية.
و
أفادت شبكة مراقبون، الحقوقية المستقلة لمراقبة الانتخابات، بأن تقديراتها للنتائج، باعتماد آلية الفرز السريع للأصوات، تؤكد فوز سعيد بـ 70,9 % مقابل 29,1 % للقروي.
و
أكد استطلاع رأي لمؤسسة "سيغما كونساي" أن سعيّد نال 76,9 % من الأصوات مقابل 23,1 % للقروي. في حين أشار استطلاع آخر للرأي أجرته مؤسسة "إيمرود كنسيلتنغ" حصول سعيّد على 72,5 % من الأصوات وحصول القروي على 27,5 %.
وكان سعيّد، الذي يتبنى أفكاراً اجتماعية محافظة قد تصدر الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي عقدت في 15 أيلول/سبتمبر، متقدماً بـ 18,4 % من الأصوات.
ومن المنتظر أن تعلن النتائج الأولية في 14 تشرين الأول/أكتوبر، على أن يكشف عن النتائج النهائية في غضون 10 أيام حداً أقصى، بعد استكمال النظر في الطعون المحتملة من قبل المحكمة الإدارية، حسبما
أكد عضو الهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات أنيس الجربوعي لإذاعة موزاييك المحلية.
ومن المقرر تنصيب الرئيس التونسي الجديد في 26 تشرين الأول/أكتوبر الجاري على أقصى تقدير، احتراماً للآجال الدستورية.
و
شدد رئيس الهيئة التونسية العليا المستقلّة للانتخابات نبيل بفون على أن "الخروق التي تمّ تسجيلها خلال الدور الثاني من الانتخابات الرئاسيّة قليلة جداً مقارنة بانتخابات الدور الأوّل وبالانتخابات التشريعية"، مبيناً أنها جرت في ظروف عاديّة.
القروي يهنىء
وفي أول تعليق له بعد الكشف عن فوز منافسه فوزاً كاسحاً،
هنأ نبيل القروي سعيّد، منتقداً القضاء لتوقيفه 48 يوماً قبل الحملة الانتخابية وخلالها، ومعرباً عن تضرره من عدم توفر "مبدأ تكافؤ الفرص".
الشباب حسموا نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية لمصلحة أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد… ما لم يكن يتوقعه أحد بل سخر البعض منه
بعد فوزه، قيس سعيد يشكر الشباب التونسي الذي "فتح صفحة جديدة في التاريخ" ومنحه 90% من أصواته ويتعهد "حمل الأمانة"، مشيراً إلى مطالب الثورة التونسية التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق بن علي
وجرى توقيف القروي، رجل الأعمال البارز، في 23 آب/أغسطس الماضي، في اتهامات بـ"غسيل أموال وتهرب ضريبي". وأطلق سراحه قبل موعد الاقتراع للدورة الثانية بأربعة أيام فقط.
ومن مقر حملته بالعاصمة تونس، قال لصحافيين: "الحملة الانتخابية عباد تفسر فيها برامجها وأنا اتحرمت منها كمرشح رئاسي"، معتبراً ما حدث معه "حالة فريدة من نوعها في تاريخ الديمقراطيات. سندافع، سجن البارزين (المرشحين) سهل".
وأضاف: "أنا لم أخف وأقدمت ورغم الظروف النفسانية ذهبت للمناظرة… المرشح الثاني كان بإمكانه التحاور مع أنصاره ومنظمات وشخصيات ويوجه حملته، أما أنا المرشح الذي كنت في السجن فلم يكن بإمكاني أن أفعل شيئاً".
وأردف: "تحملت برشا (كثير) أنا وعائلتي بما حصل لي، لكن بقينا متماسكين. هذا هو قانون اللعبة. سنأخذ مهلة، ويوم الإعلان عن النتائج الرسمية سنتحدث… ونعرفوا كيفاش نتصرفوا (نعرف كيف نتصرف)".
وخلال مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الرئاسيين، وصف القروي برنامج سعيّد بـ"والت ديزني"، تعبيراً عن صعوبة تنفيذه وخياليته. غير أن سعيّد دعاه إلى "عدم التهكم على برامج الشباب".
وبعد الإعلان الأولي عن فوز سعيد، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكد العديد من التونسيين أن "الشباب قال كلمته" و"استطاع ترجيح كفة الأستاذ"، وهذا ما سخر كثيرون منه.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.