شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
ما قصة الفندق التونسي الذي احتجز السياح البريطانيين

ما قصة الفندق التونسي الذي احتجز السياح البريطانيين "رهائن"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 22 سبتمبر 201907:00 م

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، في 21 أيلول/سبتمبر، إن فندقاً تونسياً يحتجز مجموعة من السياح البريطانيين كرهائن لإجبارهم على دفع مقابل إقامتهم مرة ثانية بعدما دفعوا أولاً في بريطانيا لوكالة توماس كوك للرحلات، لكن وزارة السياحة التونسية خرجت لتوضح الحقيقة.

وذكرت الصحيفة البريطانية إن عشرات السياح البريطانيين الذين ذهبوا إلى تونس عبر وكالة أسفار توماس كوك أبلغوا أنهم بينما كانوا على وشك العودة إلى بلادهم تم احتجازهم في أحد الفنادق التونسية وإخبارهم بأن عليهم "إما الدفع (مقابل إقامتهم) أو لن يتمكنوا من المغادرة".
وأوضحت الصحيفة أن إدارة فندق Les Orangers في مدينة الحمامات السياحية (شمال شرقي تونس) احتجزت السياح البريطانيين وطلبت منهم دفع حوالي 2500 جنيه إسترليني قبل السماح لهم بالرحيل عبر مطار النفيضة الدولي (وسط).

وزارة السياحة التونسية ترد

وفي 22 أيلول/سبتمبر، قالت وزارة السياحة التونسية في بيان نشر عبر حسابها على فيسبوك تعقيباً على ما أوردته الأندبندنت: "إن هذا الخبر مبالغ فيه والسياح لم يتم احتجازهم بل تعطلت إجراءات خروجهم من النزل لمدة وجيزة بطلب من صاحب هذه المؤسسة السياحية (صاحب الفندق) إلى حين التثبت مع منظم الرحلات الذي يتعامل مع وكالة الأسفار العالمية توماس كوك، من طريقة خلاص مدة إقامة هؤلاء السياح وهو ما تم فعلاً".
ولفت البيان إلى أنه "بتدخل من وزير السياحة روني الطرابلسي الذي شدد على عدم إقحام أي سائح، أجنبياً كان أو تونسياً قادم عن طريق وكالة أسفار، في مشاكل وإجراءات الحجز، تم تمكين الوفد البريطاني من القيام بإجراءات المغادرة بصفة عادية بعد تقديم الاعتذار عن هذا التعطيل الإجرائي ثم مرافقتهم إلى المطار والإحاطة بهم لمغادرة تونس في أحسن الظروف".
وأشارت الوزارة إلى أنها، ومنذ مدة، تتابع "الوضعية الصعبة" لوكالة الأسفار العالمية توماس كوك خاصةً من الناحية المالية وأنها بصدد وضع إستراتيجية لتفادي تكرار مثل هذه الحادثة و"ضمان مغادرة كل الوفود السياحية الأجنبية تونس في أحسن الظروف".
في الأثناء، أكد موقع "تونيزي تيليغراف" التونسي، في 22 أيلول/سبتمبر، أن ديون توماس كوك لدى الفنادق التونسية تجاوزت 70 مليون يورو (قرابة 78 مليون دولار)، وأن الفنادق التونسية المتعاقدة مع وكالة السفر لم تتمكن من تحصيل مستحقاتها لديها منذ شهرين على الرغم من أن المتعارف عليه ألا تتأخر أكثر من 4 أسابيع.
الإندبندنت البريطانية تتهم فندقاً تونسياً باحتجاز سياح بريطانيين كرهائن حتى تحصيل فواتير إقامتهم منهم أو من شركة توماس كوك، غير أن وزارة السياحة التونسية لديها رواية أخرى لهذه القصة "المبالغ فيها"

بينما تتهم الإندبندنت فندقاً تونسياً باحتجاز عشرات السياح البريطانيين كرهائن لإجبارهم على دفع فواتير إقامتهم التي دفعوها لوكالة توماس كوك، وزارة السياحة التونسية تنفي صحة هذه الرواية، وسط أنباء عن أن ديون توماس كوك للفنادق التونسية تجاوز 70 مليون يورو (قرابة 78 مليون دولار) 

أزمة توماس كوك

ونقل الموقع عن مسؤول كبير في وزارة السياحة التونسية، لم يسمه، أن أزمة وكالة كوك لم تلق بظلالها على الفنادق التونسية فقط لاسيما وأنها تؤمّن سفر قرابة 600 ألف سائح سنوياً عبر العالم، متوقعاً أن تحال قضية مستحقات الفنادق المتعاقدة معها إلى القضاء الدولي.
وتواجه شركة "توماس كوك"، أقدم شركة سفر في العالم، شبح الإفلاس الوشيك بسبب تراكم ديونها الضخمة. في حين يجتمع في 22 أيلول/ سبتمبر ممثلوها مع الدائنين محاولين في اللحظة الأخيرة ضخ الأموال لتجنب انهيار الشركة، بحسب الغارديان البريطانية.
وفي تقريرها عن احتجاز السياح، نقلت الإندبندنت عن أحد هؤلاء السياح، ويدعى ديفيد أستبيوري الذي تحدث إليها عبر فيسبوك: "لقد تعلمنا الليلة أنه بسبب الصعوبات (المالية) وإمكانية إفلاس توماس كوك، يجد الضيوف أنفسهم في مواجهة فواتير إقامتهم".

السياحة البريطانية في تونس

وتأتي هذه الحادثة بينما تشهد تونس، خلال عام 2019، تدفقاً استثنائياً للسياح القادمين من بريطانيا، بعدما أحجمت وكالات الأسفار البريطانية عن زيارة تونس منذ العام 2015 بعدعملية إرهابية أودت بحياة زهاء 30 سائحاً من بريطانيا وبلدان أخرى في سوسة (الساحل الشرقي).

وفي آب/أغسطس الماضي، وقّع روني الطرابلسي وسفيرة بريطانيا لدى تونس لويز دي سوزا، ميثاق السياحة المستدامة لشهر أيلول/سبتمبر الجاري.

واستقبلت تونس خلال العام 2018 نحو 120 ألف سائح بريطاني، وكانت دي سوزا تأمل بأن يتضاعف العدد خلال 2019 إلى 250 ألف سائحاً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image