شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"كانوا ديابة وكنا أسود"... المصريون يحنّون إلى "محمد محمود"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 19 نوفمبر 201905:14 م

استدعى المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أحداث شارع "محمد محمود" التي وقعت بين يومي 19 و25 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011، معربين عن رغبتهم في الثورة مرة أخرى ضد القمع والظلم.

وأحداث شارع "محمد محمود"، الذي يؤدي إلى مبنى وزارة الداخلية المصرية، هي الموجة الثانية من ثورة 25 يناير عام 2011 التي أطاح فيها المصريون نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بعد نحو 30 عاماً في السلطة.

وتصدر وسم #محمد_محمود قائمة الأعلى تداولاً على تويتر في مصر، إذ استعاد فيه المغردون ذكرى الأحداث الدموية، مشبهين القمع الأمني حينذاك بالوضع الحالي.

"لن ننسى الدم"

واستدعى المغردون بعض أبرز مشاهد الأحداث الدموية، معلقين عليها بـ"لن ننسى" و"اذكرينا يا شوارع ذكريهم بالدم" و"البنت اتعرت م الجنود" و"افتح طريق للإسعاف"، الأخير هو الهتاف البارز حينذاك الذي كان يعكس كثرة الضحايا بين المتظاهرين. 

كما تداول الكثيرون هتاف "محمد محمود" الأبرز: "اشهد يا محمد محمود… كانوا (الأمن) ديابة (ذئاب) وكنا أسود"، لافتين إلى أن الغدر هو التوصيف الدقيق لما فعلته السلطات مع المتظاهرين حينها. 

وقد تمثلت أحداث "محمد محمود" في مواجهات في الشوارع بين المتظاهرين والقوات الأمنية التي استخدمت خلالها الهراوات والصواعق الكهربائية والرصاص المطاطي والخرطوش والرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، ورد المتظاهرون بالحجارة والألعاب النارية مثل الشماريخ (صواريخ تستخدم في الاحتفالات) والمولوتوف.

وغيّر متظاهرون الهتاف إلى "اشهد يا محمد محمود… عاشوا رجالة وماتوا أسود"، يقصدون ضحايا الأحداث، الذين حرص محتجون على التذكير بأسمائهم واصفين إياهم بـ"أنبياء العصر"، وبأنهم قدموا "ملحمة نضال" كتبت في تاريخ مصر.

بعد مرور 8 سنوات، لم ينس المصريون "جدع يا باشا جت في عين الواد (يقصد المتظاهر الشاب)" العبارة المؤلمة التي وثقت "تشجيع" أحد أفراد الأمن للمجند الذي اشتهر بـ"قناص العيون"، يدعى محمود صبحي، الذي تخصص، كما توحي التسمية، في استهداف عيون المتظاهرين.

ومن مئات المصابين في "محمد محمود"، أحصيت 60 إصابة في العين، أبرزها فقدان الناشط الثوري أحمد حرارة عينه اليسرى، بعدما فقد عينه اليمنى في "جمعة الغضب، في 28 كانون الثاني/يناير عام 2011.

وأكد المغردون أن هؤلاء ضحوا بـ"نور عيونهم لكي نبصر الحرية".

حنين ورغبة في "الثورة"

وأعرب عدد من المغردين عن حنينهم إلى الثورة مرة أخرى على "الظلم والقمع"، مرددين "ثورة مصر هتفضل حيّه بكره هلالنا هيصبح بدر" و"يا محمد محمود… مسير الليالي تعود" و"بدم الشهيد هنبني بكره وطن مفيهوش عبيد".

ولفت بعضهم  أنه "لم ينجُ من نجى"، ويبدو أنهم يشيرون إلى تعرض العشرات من النشطاء وقادة التظاهرات حينذاك للقتل أو السجن على أيدي السلطات منذ العام 2011. 

وتصف جماعات حقوقية دولية ومحلية نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بأنه "الأكثر قمعاً في تاريخ البلاد".

وواجهت السلطات الأمنية تظاهرات نادرة مناهضة للسيسي خرجت في العاصمة المصرية القاهرة وبعض المحافظات يومي 20 و21 أيلول/سبتمبر الماضي بالقمع وموجة اعتقالات واسعة شملت 3000 شخص مع عشرات حالات الاختفاء القسري.

مصريون يحيون ذكرى أحداث "محمد محمود" التي راح ضحيتها العشرات ويعبرون عن حنينهم إلى "الثورة" مجدداً رافضين "القمع والظلم" 
"لن ننسى"، "افتح طريق للإسعاف، "البنت اتعرت م الجنود" و"اشهد يا محمد محمود كانوا ديابة وكنا أسود"… المصريون يستذكرون الأحداث الدموية في شارع "الداخلية"

وكان المتظاهرون قد خرجوا في أحداث "محمد محمود" استجابةً لدعوة بضع قوى سياسية إلى "جمعة المطلب الواحد"- كانت مقررة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011- اعتراضاً على وثيقة المبادئ الأساسية للدستور التي تمنح القوات المسلحة صلاحيات واسعة ورفضاً أيضاً لمواصفات أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور حينذاك.

وتمثل المطلب الواحد في "سرعة نقل السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى رئيس وحكومة مدنية منتخبة في موعد أقصاه نيسان/أبريل عام 2012".

وتمسك بعض أسر شهداء الثورة وأعضاء للحركات الشبابية بالاعتصام يومذاك في ميدان التحرير للضغط في اتجاه استجابة مطالبهم. 

وفي غياب الأرقام الرسمية، تعددت الإحصاءات بشأن حصيلة ضحايا الأحداث، فأحصت جبهة الدفاع عن المتظاهرين نحو 50 قتيلاً، ووثّق مركز النديم الحقوقي المحلي نحو 90 قتيلاً. 

كذلك أسفرت الأحداث عن اختفاء 22 شخصاً، واعتقال 383 متظاهراً في القاهرة وحدها.

في المقابل، قال السيسي، في آذار/مارس الماضي، إن الأمن "لم يمس أي متظاهر". واعترف أيضاً أنه كان "المسؤول عن المخابرات العسكرية (الحربية) والأجهزة الأمنية" خلال الأحداث.




رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image