كشفت وكالة رويترز، مساء 31 تشرين الأول/ أكتوبر، عن الدور الذي لعبته إيران في قمع الاحتجاجات العراقية الشعبية عن طريق قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بسبب تمسك طهران ببقاء حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي يطالب المتظاهرون باستقالته.
ونقلت الوكالة عن خمسة مصادر مقربة من اثنين من أكثر الشخصيات تأثيراً في العراق أن سليماني زار العراق، في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، واجتمع مع قائد تحالف الفتح هادي العامري وقيادات الحشد الشعبي، مطالباً إياهم بالاستمرار في دعم عبد المهدي. وقال سليماني إنه كان موجوداً "لإسداء النصح".
سليماني يحسم الموقف
وكان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر قد طلب من العامري، منافسه السياسي الرئيسي، مساعدته لإطاحة بعبد المهدي. ويمتلك تحالف الفتح الذي يقوده العامري، أبرز قيادات الحشد الشعبي، ثاني أكبر كتلة برلمانية، وهو مدعوم من إيران.
وقبل يومين، أبدى العامري استعداداً للتعاون مع الصدر بغية المساهمة في رحيل عبد المهدي، في بيان أصدره مساء 29 تشرين الأول/ أكتوبر، ورحب فيه بالتعاون معه. لكن اجتماعه مع سليماني غيّر موقفه على ما يبدو.
وأكد قائد جماعة شيعية موالٍ للعامري لرويترز أن الاتجاه السائد كان "العمل على منح مهلة نهائية لحكومة عبد المهدي لإجراء إصلاحات تهدئ الشارع".
وأضاف مصدر آخر، على دراية بما دار في الاجتماع، أن كثيراً من قادة الحشد الشعبي عبّروا "عن مخاوفهم من أن الإطاحة بعبد المهدي ستكون مقدمة للسعي وراء إضعاف الحشد الشعبي".
في المقابل، بيّن سياسي مقرب من الصدر للوكالة أن دفة حديث العامري مع الصدر تغيرت عقب الاجتماع مع سليماني، موضحاً أنه قال: "نحن نعتقد بأن التوقيت الحالي غير ملائم لسحب الثقة من حكومة السيد عادل عبد المهدي كون ذلك الأمر سيساعد في تفاقم الأمور وتهديد استقرار البلد".
ورد الصدر على ذلك علناً بأنه إذا لم تستقل الحكومة فسيُراق مزيد من الدم. كما شدد على أنه لن يعمل أو يدخل في تحالفات مع العامري مرة أخرى.
النفوذ الإيراني في العراق
دافع مسؤول إيراني، طلب عدم الإفصاح عن هويته، عن تدخل بلاده في شؤون العراق، بالقول إن أمن العراق "مهم بالنسبة لنا وقد ساعدناه من قبل"، وأضاف: "قائد فيلق القدس يسافر إلى العراق ودول أخرى في المنطقة من آن لآخر، وبخاصة عندما يطلب منا حلفاؤنا العون".
ويتردد قائد فيلق القدس على سوريا ولبنان والعراق لتنسيق العمل مع الجماعات المدعومة من إيران في هذه البلدان.
لكن تدخله المباشر هذه المرة في تحديد موقف سياسيين عراقيين مما يجري في بلدهم يُعَدّ أحدث علامة على تزايد النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة. ويطالب متظاهرون عراقيون بوقف التدخل الإيراني في بلدهم، وكثيراً ما هتفوا "إيران برا برا… بغداد تبقى حرة".
ويتهم العراقيون منذ انطلاق انتفاضتهم الشعبية في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر، ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران بنشر قناصة على أسطح البنايات في العاصمة بغداد لـ"صيد" المتظاهرين برصاصهم الحي، وهو ما أكده مسؤولون أمنيون عراقيون لرويترز.
وتخشى إيران فقدان نفوذها الآخذ في التزايد منذ الغزو الأمريكي للعراق، وسقوط الرئيس الراحل صدام حسين، إذ تعتبر نفوذها هذا إجراءً مضاداً للهيمنة الأمريكية في المنطقة.
في الأثناء، يبقى مصير حكومة عبد المهدي غير واضح، ومرشحاً لكل السيناريوهات. وقال الرئيس العراقي برهم صالح، في خطاب متلفز، في 31 تشرين الأول/ أكتوبر، إن عبد المهدي أبدى استعداداً للاستقالة مشترطاً توافق الكتل السياسية على بديل مقبول.
دعماً لبقاء حكومة عادل عبد المهدي… قاسم سليماني زار العراق واجتمع بقادة الحشد الشعبي "لإسداء النصح" لكنه غيّر موقفهم تماماً
قبل يومين، أبدى هادي العامري استعداداً للتعاون مع مقتدى الصدر لإسقاط رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، لكن اجتماعه مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني غيّر موقفه
قنابل "غير مسبوقة" تخترق الجماجم
في سياق متصل، اتهمت منظّمة العفو الدوليّة، في 31 تشرين الأول/ أكتوبر، السلطات العراقية باستخدام قنابل غاز "غير مسبوقة"، تخترق الجماجم، ضد المتظاهرين السلميين، مؤكدةً تسببها بمقتل خمسة متظاهرين في العاصمة بغداد.
وأوضحت المنظمة الحقوقية أن وزن الواحدة من هذه القنابل 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع الشائع استخدامها (220 إلى 250 غراماً، مقابل 25 إلى 50 غراماً)، مؤكدةً أن قوتها أيضاً تعادل 10 أضعاف قوة القنبلة العادية.
كما لفتت إلى أن هذه القنابل تصنع في بلغاريا وصربيا "لقتل المتظاهرين وليس لتفرقتهم".
وبين 25 و31 تشرين الأول/ أكتوبر، قتل خمسة متظاهرين عراقيين بقنابل "اخترقت جماجمهم" أطلقتها القوات الأمنية، بحسب المنظمة.
ووثق العديد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في صور ومقاطع فيديو، رجالاً ممددين أرضاً بعدما اخترقت قنابل جماجمهم، وظهر دخان منبعث من أنوفهم وعيونهم ورؤوسهم.
وحصلت العفو الدولية على صوَر أشعّة طبّية تثبت اختراق قنابل جماجم هؤلاء الضحايا. وقال طبيب في بغداد لوكالة الصحافة الفرنسية إنه رأى "للمرة الاولى" إصابات ناجمة عن هذا النوع من القنابل.
وأبلغ طبيب في مستشفى قريب من ساحة التحرير، مقر التجمع الرئيسي في بغداد، أنه يستقبل "يومياً نحو 7 مصابين بالرأس" بواسطة هذه القنابل.
واستخدمت السلطات العراقية "القوة المفرطة" تجاه المتظاهرين، بحسب منظمات دولية ومحلية، وباعتراف القيادة الأمنية المشتركة في بعض مناسبات، ما أدى إلى سقوط نحو 250 قتيلاً وسبعة آلاف جريح في صفوف المتظاهرين، منذ بدء الاحتجاجات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع