أعلن رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، في 31 تشرين الأول/أكتوبر، أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي يطالب محتجون منذ مطلع الشهر الحالي بسقوط حكومته، أبدى استعداداً للاستقالة مشترطاً تفاهم الكتل السياسية في البلاد بشأن "بديل مقبول".
وأضاف صالح في خطاب للشعب العراقي، بثه التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرةً: "بدأنا في رئاسة الجمهورية عملاً متواصلاً من أجل قانون انتخابات جديد مقنع للشعب، وأكثر عدلاً وأشد تمثيلاً لمصالح الشعب بما في ذلك حق الترشح للشباب"، مبيّناً "كرئيس جمهورية، سأوافق على انتخابات مبكرة باعتماد القانون الجديد ومفوضية (انتخابات) جديدة مستقلة".
وأوضح أن الرئاسة ترعى حالياً "حواراً وطنياً للعمل من أجل معالجة الاختلالات البنيوية في منظومة الحكم"، مؤكداً انحيازه للمتظاهرين ولـ"نهوضهم الوطني الجيد في هذه اللحظات العصيبة".
ما الحل؟
شدد صالح على أن الأجهزة الأمنية والمتظاهرين "إخوان وليسا فريقين متخاصمين"، وأضاف منبهاً: "ليس هناك حل أمني… القمع مرفوض. الحل في الإصلاح".
بعد شهر من الاحتجاجات الشعبية… الرئيس العراقي يقول إن رئيس الحكومة وافق على الاستقالة مشترطاً توافق القوى السياسية حول "بديل مقبول"
الرئيس العراقي يعلن الشروع في صياغة قانون انتخابات جديد "مقنع للشعب" وعادل... وناشطون ينتقدون "حديثه الذي يبسط الأمور فيما البلد مشتعل"
واستفاض الرئيس العراقي بالقول: "المطلوب (حالياً) إجراءات سريعة تقتضيها المسؤولية القانونية لمحاسبة المجرمين والمقصرين في استخدام العنف المفرط أثناء الاحتجاجات الأخيرة وتقديمهم للعدالة عبر القضاء وحسم هذه الملفات بأقصى شعور بالمسؤولية، والعمل بحرص شديد ودقيق لمنع أية محاولة للانفلات الأمني".
ولفت إلى أن "هذه الظروف تؤكد مرة أخرى أهمية أن يكون السلاح بأيدي الدولة"، مطالباً بـ"عمل حكومي مضاعف للشروع في تنفيذ فعلي لمبدأ حصر السلاح بيد الدولة".
في سياق متصل، قال صالح إن "الحكومة مطالبة أن تكون حكومة الشعب كما أشار إلى ذلك الدستور ورسخته تضحيات العراقيين"، معلقاً أن "الظرف يحتم عملاً استثنائياً للبرلمان باعتباره صوت الشعب وقاعدته التمثيلية الوطنية".
وفيما نوّه صالح بالشروع فعلاً في إحالة ملفات فساد إلى القضاء للبت بها، تمنى من السلطتين التشريعية والتنفيذية تجاوز الأطر الروتينية والمساعدة على إعادة تجسير العلاقة بين السلطات والشعب"، من خلال بت تلك الملفات سريعاً.
وفور انتهاء خطاب صالح، هاجمه العديد من الناشطين العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال بعضهم إنه "لا يتضمن جملة مفيدة"، وسخر آخرون من "حديثه الذي يبسط الأمور فيما البلد مشتعل". واعتبر آخرون أن خطاب الرئيس العراقي يؤكد كم هو بعيد وغير مدرك لمطالب المحتجين الأساسية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينمقال أكثر من رائع. قمة الإبداع والرقي. شكرا.
Salim Abdali -
منذ 3 أياماتابع يومياتك الأليمة، وشكرا يا شاعر لنقلك هذه الصور التي رغم الالام التي تحملها، الا انها شهادات تفضح غياب الضمير الانساني!
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامماذا لو أن النبي بداية منذ أواخر سنواته الشريفات وحتى اليوم كان محروماً من حقوقه في أمته مثلما أن المرأة قد حرمت حقوقها وأكثر؟ وأنه قد تم إيداعه "معنوياً" في غرفة مقفلة وأن كل من تصدر باسمه نشر فكره الخاص باسمه بداية من أول يوم مات فيه النبي محمد؟ إن سبب عدم وجود أجوبة هو انحصار الرؤية في تاريخ ومذهب أو بالأحرى "تدين" واحد. توسيع الرؤيا يقع بالعين على مظلومية محمد النبي والانسان الحقيقي ومشروعه الانساني. وجعل القرءان الدستور الذي يرد اليه كل شيء والاطلاع إلى سيرة أهل البيت بدون المزايدات ولا التنقصات والتحيزات يرتفع بالانسان من ضحالة القوقعة المذهبية إلى جعل الإنسان يضع الكون كاملاً والخليقة أمام عينيه ولا يجعله يعشق التحكم في الآخر.
إن وصف القرءان للنساء بأنهم نساء منذ طفولتهن بعكس الرجال الذين هم بنين ثم يصيرون رجالاً هو وصف بأن المرأة منذ الصغر تولد أقرب بكثير للتقوى الذي هو النضج وكف العدوان بينما للرجل رحلة طويلة في سبيل التقوى التي هي كف العدوان وليس فقط تدوير المسبحات في الأيدي.
مشروع محمد لم يكتمل لأن "رفاقه" نظروا له على أنه ملك ويجب وراثته والتعامل مع تراثه كملك. أما الذين فهموا مشروعه وكانوا أبواب المشروع الانساني فقد تم قتلهم وتشريدهم وفي أحسن الاحوال عزلهم السياسي والثقافي حتى قال الإمام علي أنه يرى تراثه نهباً أي منهوب.
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياماوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ 5 أياممبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ 6 أياملقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي