جدل واسع أثاره سفير السعودية في بريطانيا، الأمير خالد بن بندر آل سعود، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إثر تداول تصريحات له تكشف عن وجود المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني في بيته حيث يتم التحقيق معه. والقحطاني هو أحد أبرز المتهمين في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2018.
"مضينا أسرع من أمريكا في المحاكمة"
وفي جلسة للسفير السعودي بمعهد الخدمات الملكية المتحدة في العاصمة البريطانية،
قال الأمير: "عندما علمت ما جرى (قتل خاشقجي) بالضبط، بالتأكيد لم أكن فخوراً بالطريقة التي قد يتعامل بها أي سعودي. دعك من أن يكون هؤلاء أعضاء بالحكومة السعودية. جزء من أن ردة فعلنا كانت ‘جامحة‘ هو أننا لم نكن نصدق أن ذلك حصل حقاً".
وشدد على أن انكشاف الحقيقة بقتل خاشقجي في القنصلية السعودية، كان "صدمةً" للإدارة السعودية.
ثم أردف موضحاً: "البعض يقول إننا لم نفعل شيئاً حيال ذلك (جريمة القتل) وأنا أرد بأن العكس حدث… لدينا أشخاص يحاكمون (في القضية) جرى هذا بشكل سريع للغاية. خالد الشيخ محمد مخطط القاعدة (المتهم بتخطيط هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة) سيمثل أمام المحكمة قريباً بعد نحو 20 عاماً على الحادث، نحن مضينا سريعاً جداً".
وأضاف: "ربما يعارض البعض كيفية تعاملنا مع الأمر، لكن في الحقيقة هذه هي الطريقة التي يعمل بها نظامنا القضائي وأنا أؤمن بها... ليست كاملة نعم، ولكن اعثر لي على نظام كامل؟".
"سعود القحطاني يحقق معه في منزله"
"نحن نقوم بالعديد من الأمور لنتأكد من عدم حصول ذلك (جريمة قتل خاشقجي) مجدداً... نعيد ترتيب جهازنا الاستخباراتي، ونعيد ترتيب خطوط التواصل الحكومي، ولدينا تحقيق مع 14 شخصاً على ما أعتقد"، ليقاطعه محاوره مستفسراً: هل بينهم سعود القحطاني؟ فرد السفير: "نعم سعود القحطاني بينهم".
وعاد المحاور للتساؤل: "يحقق معه في منزله؟ أم..." فأجاب الأمير: "لا لا لا هو في منزله نعم".
بعد ذلك مضى الأمير شارحاً: "أعفي (القحطاني) من منصبه، وليس لدينا دليل قاطع للآن على ما قام به. لكن، كما تعلم، هناك روابط محتملة، ولكنه ليس مداناً بأي شيء، وليس لدينا دليل قاطع بأنه متورط. حاولنا مع أصدقائنا في أنقرة الحصول على معلومات منهم، ولكنهم لم يشاركوها معنا… هم يقولون إننا لا نشاركهم... لدينا القليل فقط لنشاركهم فيه لأن الحدث وقع في إسطنبول وليس في السعودية".
بعد إشاعات رجحت اغتياله، سفير السعودية في بريطانيا، الأمير خالد بن بندر آل سعود يؤكد أن "سعود القحطاني يتم التحقيق معه في منزله وليس هناك دليل يثبت تورطه"
ردود فعل عديدة ترتبت على تصريحات السفير السعودي بشأن التحقيق مع القحطاني (المتهم بقتل خاشقجي) في بيته بين مدافع عنه وساخر من "المحاكمة المنزلية لقاتل في بلاد تقول إنها تطبق الشريعة"
وترجح المخابرات الأمريكية أن يكون القحطاني، الذي كان أحد أقرب رجال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقائد الجيوش الإلكترونية السعودية، قد أشرف على جريمة قتل خاشقجي.
ويعد تصريح الأمير خالد أول تصريح رسمي يؤكد بقاء القحطاني على قيد الحياة بعد تداول نشطاء عرب، في 27 آب/ أغسطس الماضي، معلومات "غير مؤكدة" عن "اغتياله أو تصفيته".
ورجح المدون والناشط الحقوقي الفلسطيني إياد البغدادي آنذاك أن يكون قد جرى تسميم القحطاني للخلاص منه بعدما أصبح شوكةً في ظهر ولي العهد السعودي بسبب الشكوك والاتهامات الموجهة إليه في مقتل خاشقجي.
سخرية ودفاع
التعليقات على التصريح السعودي الرسمي الأول بأن القحطاني في منزله ويحقق معه، أثارت ردود أفعال متناقضة، فالبعض سخر من الأمر واعتبره "غير عادل" مقارنةً بالجرم المتهم به (قتل وتقطيع خاشقجي) والبعض الآخر أعرب عن تضامنه مع القحطاني ودافع عن موقف الإدارة السعودية.
ورأى الفريق الساخر أن "زوجة القحطاني" قد
تكون مبعوث الدولة السعودية للتحقيق معه "في المنزل"،
معتبرين ذلك معيار "العدل في بلد
يزعم أنه يطبق الشرع (الإسلامي)".
كذلك
اعتبر أن "المجرمين في الأنظمة المستبدة ليسوا موضع تحقيق إنما موضع تكريم"، وأن "سعود القحطاني مثال حي على ذلك".
أما الفريق الداعم للموقف الرسمي،
فأشاد بـ"لباقة ومنطقية" تصريحات السفير السعودي و
تمنى ظهور القحطاني قريباً.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...