تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في 27 آب/ أغسطس، معلومات "غير مؤكدة" عن "اغتيال أو تصفية" المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني الذي تثار شكوك عدة حول إشرافه على عملية قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
في البداية، نشر المدون والناشط الحقوقي الفلسطيني إياد البغدادي عبر حسابه على تويتر سلسلة تغريدات حول القحطاني بدأها بالترحم عليه، مضيفاً: "دعونا نترك، للصحافيين، أمر التحقق من وجود أي دليل على أن سعود القحطاني لا يزال حياً. لكن بالنسبة لي، أتنفس بطريقة أسهل قليلاً هذا الصباح"، في إشارة منه إلى التهديدات السعودية السابقة بقتله لانتقاده اللاذع لولي العهد السعودي، والتي نقلتها في أيار/ مايو الماضي وكالة الاستخبارات الأمريكيّة إلى السلطات النرويجية التي يعيش فيها بصفة لاجئ.
"جرى تسميمه"
RIP @saudq1978
— İyad el-Baghdadi | إياد البغدادي (@iyad_elbaghdadi) August 27, 2019
أشار البغدادي في بضع تغريدات إلى أن القحطاني جرى "تسميمه بالسيانيد" وهي مادة كيميائية قاتلة وسريعة التأثير. ولفت إلى أن السلطات السعودية ربما تعلن، لاحقاً، وفاته إثر "جرعة زائدة"، متحدثاً عن "عملية اغتيال".
وذكر أنه كان يجب على ولي العهد تسليم مستشاره السابق إلى العدالة وليس التخلص منه، واعتبر أن مثل هذه المحاكمة قد تورط ولي العهد نفسه.
وتداول عدد من الصحافيين هذه الأنباء لاحقاً، وكذلك بعض المغردين النشطين، منهم حساب لمغرد قطري يدعى"بوغانم" ويتابعه قرابة 132 ألفاً على تويتر.
معلومه..( غير مؤكده )..وردتني الآن
— بوغانم (@hassanalishaq73) August 27, 2019
تفيد ان محمد بن سلمان
قام بأغتيال سعود القحطاني..( تسميم )
ولا..استطيع تأكيد هذا الخبر حاليا"
هذا..والعلم عند الله سبحانه وتعالى..!!
من هو سعود القحطاني؟
ولد القحطاني (41 عاماً) الذي اشتهر بأنه الرجل المقرّب من محمد بن سلمان وكبير مستشاريه وقائد الجيوش الإلكترونية السعودية، عام 1978 في الرياض، وتخرج من جامعة الملك سعود حاملاً بكالوريوس في القانون، قبل أن يحصل على ماجستير في "العدالة الجنائية" من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بالإضافة إلى تلقيه دورة لتأهيل الضباط الجامعيين في القوات الجوية السعودية.
تدرج القحطاني في المناصب حتى عيّن، عام 2003، مستشاراً قانونياً في سكرتاريا ولي العهد، ثم مديراً لدائرة الإعلام فيها مطلع عام 2004، ونائباً للمدير العام لمركز الأرصاد الإعلامي في الديوان الملكي عام 2005، لينتهي به الحال "كاتماً لأسرار بن سلمان" وفق ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر في وقت سابق.
وبرز اسمه بالتزامن مع كشف جريمة قتل خاشقجي، واتهم بالإشراف على العملية وتقطيع أوصال الضحية وإصدار الأوامر لمنفذي الاغتيال عبر تطبيق سكايب.
بعدما حث بومبيو ولي العهد السعودي على "قطع صلته به"، نشطاء يتداولون أنباء غير مؤكدة عن "تصفية" سعود القحطاني، المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي والرجل المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، وتسميمه بالسيانيد… من هو القحطاني؟
وشددت أنقرة على أن لديها تسجيلات صوتية تخص الجريمة، يظهر فيها صوت القحطاني بوضوح. لكن الرياض نفت أن تكون قد حصلت على هكذا تسجيلات أو على أية أدلة تدينه.
لكن القحطاني أُقيل من منصبه مستشاراً للديوان الملكي السعودي أواخر تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، كما فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بعد ذلك بأسابيع.
وكان النائب العام السعودي قد صرح، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بأن القحطاني "نسق" مع نائب رئيس المخابرات أحمد العسيري الذي أمر بإعادة خاشقجي إلى السعودية.
وبرغم الإبعاد من المنصب الرسمي، أكدت مصادر غربية وعربية وسعودية على صلة بالديوان الملكي السعودي لوكالة رويترز، في كانون الثاني/ يناير الماضي، أن القحطاني "لا يزال يتمتع بنفوذ ضمن الدائرة المقربة من ولي العهد السعودي" وأنه "يواصل توجيه تعليمات لمجموعة صغيرة من الصحافيين السعوديين بشأن ما ينبغي أن يكتبوه عن سياسات المملكة".
غير أن مسؤولاً سعودياً رد نافياً أي دور للقحطاني في الديوان الملكي، مشيراً إلى أنه "رهن التحقيق وممنوع من السفر" منذ عزله.
وفي آذار/ مارس الماضي، نقلت رويترز عن سبعة مصادر مطلعة أن القحطاني ليس من بين 11 مشتبهاً فيهم تجري محاكمتهم في الرياض في قضية قتل خاشقجي، برغم ضم اسم مساعده لأمن المعلومات ماهر مطرب إلى قائمة المتهمين في القضية.
وتعرضت السعودية لانتقادات دولية وغربية شديدة وتدقيق في سجل حقوق الإنسان منذ اغتيال خاشقجي. وفي نيسان/ أبريل الماضي، أشارت صحيفة "
وفي 23 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو اليوم الأخير الذي تفاعل فيه القحطاني عبر حسابه على تويتر، أكدت رويترز أنه "أدار وسائل التواصل الاجتماعي” وجيش آلاف الحسابات الآلية المروجة لولي العهد السعودي، "مدبراً لعملية اعتقال المئات من النخبة السعودية"، وذكّرت بقوله في تغريدة على تويتر خلال صيف 2018: "هل تعتقد أني أقدح من رأسي دون توجيه؟ أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين".
كما أكدت أنه "قاد عملية استجواب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري حين اختطف في الرياض في العام 2017".
يشار إلى أن القحطاني غرد عبر حسابه الرسمي على تويتر للمرة الأخيرة في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فيما أعاد، في 23 من الشهر نفسه، تغريد تغريدة واحدة قبل أن يلتزم الصمت.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...