أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 16 تشرين الأول/أكتوبر، أن عملية "نبع السلام" التي تشنها أنقرة ضد أكراد سوريا ستنتهي بشكل تلقائي عندما يغادر من وصفهم بـ "الإرهابيين" "المنطقة الآمنة" التي ترغب بلاده في إنشائها في الشمال السوري، محذراً من أنه ليس بوسع أي قوة وقف الهجوم حتى ذلك الحين، ومشيراً إلى عدم استعداده للتفاوض بهذا الشأن.
وأضاف: "في حال تطبيق هذا المقترح ستنتهي عملية نبع السلام من تلقاء نفسها"، مبيناً أن العملية نجحت في "تطهير 1220 كيلومتراً مربعاً من خلال التقدم خطوطاً تلو أخرى".
ونبه الرئيس التركي إلى أنهم ليسوا "ضد الشعب السوري بل نكافح إلى جانبه ضد الظالمين"، مؤكداً أن "بعض القادة يتصلون بنا من أجل وقف عملية نبع السلام"، معتبراً أنهم لا يمكن الوثوق بهم.
وأشار إلى أنهم "لم يكونوا يتوقعون بأن الجيش التركي سيتقدم بهذه السرعة وعندما وجدوا حساباتهم تتجه بشكل معاكس بدأوا يتصلون لوقف العملية"، مستطرداً "عند تشكيل حكومة مشروعة تمثل جميع الشرائح في سوريا، سنترك مسألة نقل وإدارة الأماكن التي بسطنا فيها الأمن لهم، فنحن نبني ونعمر فقط، لكن لا نظلم البتة".
هجوم على العرب
و
هاجم أردوغان جامعة الدول العربية التي سبق أن نددت بالعملية التركية واعتبرتها عدواناً على أراضٍ عربية، مشيراً إلى أنها تعمل الآن على مشروع إعادة سوريا إليها من أجل الإساءة إلى تركيا.
وخاطب الجامعة متسائلاً: "كم عدد السوريين الذين استقبلتموهم يا ترى؟" مردفاً "أنتم من أخرج سوريا من الجامعة، والآن تعملون على مشروع إعادتها من أجل الإساءة إلى تركيا".
وزعم أن الجامعة العربية لم تقدم أي دعم مالي من أجل اللاجئين السوريين، فيما أنفقت بلاده ما يتجاوز 40 مليار دولار أمريكي حتى الآن.
وانتقد أردوغان كل من هاجم "نبع السلام" قائلاً: "أيها الغرب، أيتها الجامعة العربية، وكل بلد يملك ذرة من الضمير، أخاطبكم جميعاً، الزمن سيدور حتماً"، مذكراً بأن البلاد التي صنعت "داعش" ودعمته باتت تظهر كألد أعدائه حالياً.
ولفت الرئيس التركي إلى أن الأزمة السورية "نتاج مشروع يهدف إلى إعادة هيكلة شمال إفريقيا والشرق الأوسط".
وبين أنه اقترح على الحلفاء، عقب عملية درع الفرات، تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش في سوريا، وعلى رأسها الرقة ودير الزور، مستطرداً "لكن الحلفاء اختاروا التحرك مع تنظيم إرهابي (يقصد قسد) ولا يزالون معه، عوضاً عن قوة مشروعة مثل تركيا، لأسباب باتت معروفة للغاية لنا حالياً بعدما كانت غير مفهومة في ذلك الوقت".
اتفاق مع روسيا بشأن منبج
وبعد انتهاء خطابه،
قال أردوغان لصحافيين أمام البرلمان: "لا أريد التفكير في احتمال وجود اتفاق بين النظام السوري و‘قسد‘ (بشأن منبج)، لأن لدينا اتفاقاً سابقاً مع روسيا بشأن هذه المنطقة".
ثم استطرد قائلاً: "عندما نلتقي بالسيد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين سنعرض له جميع تلك الخرائط التي توجد باللغتين التركية والروسية"، مشدداً "لا همّ لنا أن نكون في منبج، همّنا الوحيد أن تُخرج روسيا أو النظام تنظيم ‘ي ب ك/ ب ي د‘ الإرهابي (قسد) من هناك".
ثم أوضح: "هذا الوعد قطعه لنا السيد (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب أولاً، إذ قالوا إنهم سيخلون هذه المنطقة من التنظيم الإرهابي (ي ب ك/ بي كا كا) خلال 90 يوماً... لقد مر عام ونصف العام ولم يخلوها".
وعاد ليؤكد "ما نريده هو تسليم هذه الأراضي إلى أصحابها، ولا نطلبها لأنفسنا".
إعادة تقييم زيارة أمريكا
في ما يتعلق بلائحة اتهام أمريكية ضد بنك "خلق" الحكومي التركي، قال أردوغان: "من المفترض أن هذه القضية كانت قد أغلقت... الآن اتخذوا خطوة ‘غير قانونية وبشعة‘ للأسف عبر فتحها مجدداً من قبل النيابة العامة بالمنطقة الجنوبية لنيويورك".
أردوغان يرفض وقف عملية "نبع السلام" مشترطاً انسحاب الأكراد مما وصفه "المنطقة الآمنة"، مؤكداً أن ليس بوسع أي قوة وقف الهجوم حتى ذلك الحين
الرئيس التركي يهاجم الجامعة العربية والغرب لدعمهم الأكراد، ويراجع موقفه من زيارة معلنة سلفاً لواشنطن
أردوغان يتحدث عن محاولات قادة لحثه على وقف "نبع السلام" معتبراً أنهم "لا يمكن الوثوق بهم"... هل يقصد ترامب؟
وأوضح أن بلاده ستنظر في القرارات التي سيتخذها الجانب الأمريكي في هذا الإطار، لاتخاذ الإجراءات اللازمة تبعاً لذلك.
كما
لفت الرئيس التركي إلى أنه سيقرر بعد اجتماعات مع وفد أمريكي يزور تركيا هذا الأسبوع ما إذا كان سيمضي قدماً في زيارة كانت معلنة إلى واشنطن في الشهر المقبل.
ورد أردوغان ذلك إلى أن "النقاشات والمفاوضات والخطابات التي جرت في الكونغرس حول شخصي وأسرتي ووزراء حكومتنا تعد إساءة كبيرة جداً للدولة التركية وتجاوزاً للحدود".
وسبق أن أعلن اعتزام الرئيس التركي زيارة واشنطن في 13 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ومن المرتقب أن يلتقي أردوغان بنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في 17 تشرين الأول/أكتوبر لبحث التوغل التركي في شمال سوريا.
وشنت تركيا "نبع السلام" في 9 تشرين الأول/أكتوبر، بعد ساعات من سحب واشنطن بعض قواتها من سوريا بعد مكالمة بين الرئيسين ترامب وأردوغان.
لكن ترامب تعرض لانتقادات لاذعة حتى من الجمهوريين، فعاد لمطالبة أنقرة بوقف هجومها وفرض بعض العقوبات على تركيا ملوحاً بفرض المزيد.
وتعليقاً على العقوبات الأمريكية،
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في 16 تشرين الأول/أكتوبر، إن بلاده سترد على العقوبات التي فرضتها واشنطن، مشدداً على أن جميع التهديدات والعقوبات على أنقرة غير مقبولة.
وأضاف أمام البرلمان أن تركيا تتوقع من الكونغرس الأمريكي التراجع عن "نهجه المدمر"، مشيراً إلى أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن تمر بـ"منعطف خطير”، وإلى أنه سينقل ذلك إلى الوفد الأمريكي القادم إلى أنقرة بقيادة بنس.
انضم/ي إلى المناقشة
أحمد لمحضر -
منذ ساعتينلم يخرج المقال عن سرديات الفقه الموروث رغم أنه يناقش قاعدة تمييزية عنصرية ظالمة هي من صلب و جوهر...
نُور السيبانِيّ -
منذ يومينالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ 3 أياموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري