شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"لقد خُنّا الأكراد"… ضباط وجنود أمريكيون غاضبون من ترامب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 15 أكتوبر 201904:06 م

أكدت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، في 15 تشرين الأول/أكتوبر، أن مجموعة كبيرة من الجنود والمسؤولين العسكريين ومسؤولي الدفاع الأمريكيين أعربوا لها عن شعورهم العميق بالإحباط والغضب من رفض إدارة الرئيس دونالد ترامب دعم الأكراد السوريين الذين يواجهون هجوماً تركياً شرساً منذ التاسع من الشهر الجاري.

وقالت أكثر من 6 مصادر في الجيش الأمريكي والبنتاغون للشبكة، إن العديد من المسؤولين في المؤسستين، ومنهم أفراد تم نشرهم في سوريا، أعربوا عن استيائهم من سياسة الإدارة الأمريكية الحالية تجاه ما يحدث في سوريا.

غضب وإحباط وخجل 

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين لسي أن أن إنه من المعروف أن بعض كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين غاضبون من الطريقة التي عومل بها الأكراد بعد دورهم في مساعدة الولايات المتحدة في قتال داعش.
في حين أكد مسؤول دفاع أمريكي كبير آخر أن فشل ترامب في معارضة الغزو التركي بشكل قوي أو فعل أي شيء لوقفه يعني أنه أعطى تركيا الضوء الأخضر، بغض النظر عن الموقف العلني للإدارة الأمريكية بزعمها معارضة العملية باستمرار.
ونقلت "سي أن أن" عن مسؤول أمريكي رفيع أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد "تقاتل قوة تنوي القضاء على شعبها لأننا منحنا عملياتهم (الأتراك) الضوء الأخضر".
وقال مسؤول عسكري أمريكي آخر شارك في العمليات في سوريا إنه "يشعر بالخجل" من تصرفات بلاده في ما يتعلق بقسد، معتبراً أن واشنطن "فشلت في الدفاع عن حليفتها ذات يوم في الحرب ضد داعش".

"كيف يثق بنا الحلفاء؟"

وعبّر بعض مصادر "سي أن أن" عن تخوف من عدم ثقة الحلفاء والشركاء المحتملين لواشنطن فيها مستقبلاً، بعد موقفها من الأكراد.
وقال مسؤول في البنتاغون: "كيف نتوقع أن يتحالف أي شخص معنا الآن؟"، وأضاف آخر: "لقد فعلوا كل ما طلبنا منهم القيام به… هذا في الحقيقة ليس جيداً بالنسبة لنا".

خيانة متكاملة الأركان؟

شنت تركيا هجومها المميت ضد قسد بعد ساعاتٍ من قرار للرئيس ترامب بسحب مجموعة صغيرة من جنوده (نحو 50 جندياً) من موقعين حدوديين في الشمال السوري. 
وزعمت إدارة ترامب أن تركيا كانت ستشن هجومها عقب انسحاب القوات الأمريكية أو بقائها. لكن قسد وصفت الخطوة الأمريكية بـ"طعنة في الظهر" بعد "تطمينات أمريكية سابقة".
وتقول سي أن أن إن سبب بعض الإحباط بين أفراد القوات الأمريكية مرده أن الولايات المتحدة ومن أجل استرضاء تركيا، أقنعت أكراد سوريا بتفكيك تحصيناتهم الدفاعية على طول الحدود وسحب مقاتليهم إلى الخلف.
وقالت واشنطن لهم إن تركيا وافقت على هذا الترتيب الذي يهدف إلى منع عمل عسكري تركي أحادي. علاوةً على ذلك، زودت تركيا المعلومات الاستخباراتية الأمريكية بشأن المنطقة الحدودية.
جنود وضباط في الجيش الأمريكي ومسؤولون في البنتاغون  يعبرون عن "الغضب والإحباط والخجل" من موقف ترامب من أكراد سوريا ويسألون "كيف يثق بنا أي حليف في المستقبل؟"
القوات الأمريكية ستساعد القوات الروسية في الانتشار بالمنطقة الإستراتيجية التي تسعى أنقرة إلى فرض سيطرتها عليها بحسب نيوزويك
غضب في صفوف ضباط وجنود أمريكيين من تخلي واشنطن عن الأكراد في سوريا، وترامب يقول: كل من يريد مساعدة سوريا في حماية الأكراد هو جيد معي، سواء كانت روسيا أو الصين أو نابليون بونابرت
وإدراكاً منها لعداوة تركيا لهذه الجماعات الكردية السورية، قاومت واشنطن أيضاً تسليح العناصر الكردية في قسد. ولم تغير من سياستها تلك إلا في عام 2017، حين زودت العرب والأكراد في قسد الأسلحة الخفيفة مثل بنادق AK-47 ولم تمنحهم الأسلحة الثقيلة التي يمكن استخدامها ضد جيش حديث مجهز بالدبابات والمدفعية والطائرات الحربية مثل تركيا.
وبرغم كل هذه المساعي الأمريكية لإرضاء أنقرة، مضت في مهاجمة أكراد سوريا.
وفرضت وزارة الخارجية الأمريكية، في 15 تشرين الأول/أكتوبر، عقوبات مالية على ثلاثة مسؤولين أتراك، بالإضافة إلى وزارتي الطاقة والدفاع، بأمر تنفيذي أصدره ترامب للضغط على تركيا لوقف هجومها.

بعد فوات الأوان

وكان ترامب قد طالب، في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، بوقف فوري لإطلاق النار ضد الأكراد. 
ويرى مراقبون أن واشنطن لا يمكنها مراقبة إطلاق النار إذا حدث بعد قرار الرئيس الأمريكي سحب جميع قواته من الأرض. كما اعتبر أحد المسؤولين الذين تحدثوا إلى سي أن أن ذلك "القليل جداً، بعد فوات الأوان".
في الوقت نفسه، عدت القوات الأمريكية على الأرض التصرف الأمريكي مع الأكراد "تخلياً وخيانة".
وقال أحد جنود القوات الخاصة الأمريكية في سوريا لسي أن أن، لدى الإعلان عن سحب القوات، "هذا يفسد بشدة ما يحدث هنا"، مستطرداً ""نريد أن نقدم الدعم. لا نريد أن نتركهم (الأكراد) في هذا الوضع".
كذلك تحدث العديد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين عن خيبة أملهم لأن البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية لا يلحان على حماية الأكراد.
وحذرت قسد كثيراً، قبيل العملية العسكرية التركية وبعدها من فرار مقاتلي تنظيم داعش وذويهم الذين تبقيهم في سجون تحت سيطرتها. وأشارت إلى فرار المئات منهم فعلاً مع استمرار الهجوم التركي.
وأشار ترامب، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، إلى التقارير غير المدعومة التي تفيد بأن المسؤولين الأكراد هم من أطلق سراح بعض السجناء الداعشيين. 
لكن أحد أعضاء إدارته رفض الفكرة على الفور، وقال المسؤول الدفاعي الرفيع لسي أن أن: "الادعاء بأن أكراد قسد يسمحون لسجناء داعش بالهروب من السجون هو مخطى".

القوات الأمريكية والوجود الروسي

واضطر أكراد سوريا لتوقيع اتفاق مع النظام السوري الحالي المدعوم من روسيا لـ"صد العدوان التركي وحماية شعبهم من الإبادة".
وأكدت نيوزويك في تقرير حصري، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، أن القوات الأمريكية ستساعد القوات الروسية في الانتشار بالمنطقة الإستراتيجية التي تسعى أنقرة إلى فرض سيطرتها عليها. 
وبحسب المصدر نفسه، كان مقرراً أن تنسحب القوات الأمريكية كلياً من منبج (شمال سوريا) بعد 24 ساعة من صدور قرار ترامب، مخلفةً وراءها قسد.
غير أن مسؤولاً رفيع المستوى في البنتاغون صرح لنيوزويك بأن أفراداً من القوات الأمريكية "كونهم أمضوا فترة أطول في المنطقة، ساعدوا القوات الروسية على التنقل عبر المناطق غير الآمنة بسرعة".
وأضاف المسؤول: "في الأساس، هي عملية تسليم. ومع ذلك، ستكون سريعة، وليس ثمة شيء يتضمن تحضيرات مطولة. يتعلق الأمر كذلك بالخروج مع أكبر قدر من معداتنا بعد تدمير أي معدات حساسة لا يمكن نقلها".
وفي 14 تشرين الأول/أكتوبر، غرد ترامب عبر تويتر قائلاً: "بعد هزيمة داعش  100 ٪، نقلت قواتنا خارج سوريا. دع سوريا والأسد يحميان الأكراد ويحاربان تركيا من أجل أرضهما. قلت للجنرالات، لماذا يجب أن نقاتل لأجل سوريا…".
وأضاف: ".... والأسد سيحمي أرض عدونا؟ كل من يريد مساعدة سوريا في حماية الأكراد هو جيد معي، سواء كانت روسيا أو الصين أو نابليون بونابرت. آمل أن يفعلوا كل شيء رائعاً، فنحن على بعد 7000 ميل!".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image